التاريخ الهجري           28من شوال 1438

التاريخ الميلادي           2017/07/22م

رقم الإصدار:   38/20

بيان صحفي

أما آن للجيش الأردني صانع النصر في معركة الكرامة

أن يتحرك لنصرة المسجد الأقصى وأهل فلسطين؟!

على الرغم من الغضب العارم الذي يجتاح المدن والقرى والبوادي والمخيمات الأردنية نصرة للمسجد الأقصى وأهل فلسطين، وعلى الرغم من استعداد المسلمين في الأردن للتضحية في سبيل الله من أجل تحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين، وعلى الرغم من نداءاتهم المجلجلة المدوية المتكررة في المظاهرات والمسيرات وكل الفعاليات بإعلان الجهاد وتحريك الجيش لتحرير المسجد الأقصى، إلا أن النظام في الأردن يتعامل مع هذا الأمر العظيم الجلل ببرود منقطع النظير وذل مخزٍ "يلفه لفا" أمام كيان يهود بوصفه النظام الأقرب إلى المسجد الأقصى وصاحب الوصاية عليه، والتي وضعها كيان يهود في سلة القمامة، بقول وزير الأمن في كيان يهود: "المسجد الأقصى تحت سيادتنا وفي قبضتنا ونحن نقرر فتحه وإغلاقه"، فبدل أن يلغي النظام في الأردن معاهدة الخزي والعار "وادي عربة" ويعلن النفير العام والحرب على كيان يهود نصرة لدين الله والمسجد الأقصى وأهل فلسطين، نجده بكل ذل يستجدي كيان يهود بالبقاء على الوضع القائم للمسجد الأقصى تحت الاغتصاب والاحتلال وعدم القيام بإجراءات أحادية فيه وفتحه أمام المصلين في الوقت الذي قال فيه الناطق باسم رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو بأن موقف الأردن لا يهمهم، فأي عار وذل وخزي هذا؟!!

إن الموقف الرسمي العربي لا يقل سوءاً، فهو لم يقف عند حد التخاذل عن نصرة الأقصى بل تعداه ليكون موقفا دنيئا عنوانه التواطؤ والذي تجلى بوضوح بموقف الجامعة العربية الذي يدين استخدام كيان يهود للقوة المفرطة ضد أهل فلسطين!! وهذا يعني أن القوة غير المفرطة ليست مدانةً منهم إن استخدمها كيان يهود ضد المسلمين في فلسطين، ويعني أيضاً تفهمهم لما قام به كيان يهود في المسجد الأقصى، وهذا من استحقاقات مؤتمر الخيانة العربي الأخير الذي عقد في منطقة البحر الميت في الأردن والذي كان بيانه الختامي إعلاناً رسمياً واضحاً بانسلاخ حكام العرب عن الأمة الإسلامية وقضاياها، وإعلاناً صريحاً لموت النخوة والشهامة عندهم، إرضاءً للكافر المستعمر متأملين أن يمدهم بأسباب البقاء على كرسي الحكم.

وإن موقف باقي الأنظمة في بلاد المسلمين لا يقل دناءة وتواطؤاً، ومنهم مَنْ في بلاده جيوشٌ جرّارةٌ تمتلك كل أنواع الأسلحة والصواريخ وأحدثها ولا يستخدمها إلا بما فيه خدمة لدول الكفر والاستعمار!

أمام هذا الحال المخزي المذل الذي فرضه حكام المسلمين على الأمة الإسلامية، أما آن للجيش الأردني الأقرب إلى الأقصى والأكثر تماسكا من بين جيوش المسلمين في المنطقة وصانع النصر في معركة الكرامة المجيدة، التي قهر بها يهود وحطم بها مقولة (الجيش الذي لا يقهر!)، أما آن له أن يتحرك نصرة لدين الله ونصرة لأهل فلسطين والمسجد الأقصى الذي ظل يدنَّس ليل نهار بأقدام قطعان يهود حتى منعوا فيه الصلاة؟! أما آن للجيش الأردني وهو صاحب السبق في هزيمة يهود أن يتحرك لنصرة مسرى رسول الله ﷺ الذي وصف أرضكم التي تعسكرون فوقها بأرض الحشد والرباط؟! أما آن للجيش الأردني الذي روت دماء جنوده من شهداء الإسلام تراب الأرض المقدسة أن يتحرك؟! أما آن للجيش الأردني أن يلبي نداء أهل فلسطين ونداء المسلمين في الأردن ونداء الأمة الإسلامية؟! أما آن له أن يزمجر ويتحرك ليحرر الأقصى الأسير ويكنس كيان يهود من كل فلسطين؟! فوالله إنكم أهل لذلك، أهل بأن يسجل تحرير المسجد الأقصى لكم في صحائف من نور فاظفروا بهذا المجد الذي سيبقي ذكركم والدعاء لكم حتى تقوم الساعة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

للمزيد من التفاصيل