وزارة الدفاع الأمريكية تقدم الدعم لمراكز أبحاث للتصدي لفكرة الخلافة
أعدّ مركز التواصل الاستراتيجي التابع لجامعة أريزونا " ASU"، وهو مركز أبحاث تابع لكلية الآداب والعلوم، ومبادر استراتيجي لمدرسة "هف داونز" للتواصل البشري في جامعة أريزونا، أعدّ بحثًا حول الخلافة، وقد تم دعم هذا البحث من خلال منحة من قِبَل برنامج تشكيل السلوك الثقافي الاجتماعي والإنساني، التابع لوزارة الدفاع الأمريكي.
وهذه ترجمة لملخص البحث:
إنّ الدعوات المطالبة بإعادة بناء الخلافة، هي ميزة مألوفة للتواصل بين المتطرفين الإسلاميين، كان آخرها وأهمها لتنظيم الدولة الإسلامية، التي أعلنت في منتصف هذا العام خلافة جديدة، ونصّبت قائدها "أبو بكر البغدادي" خليفة. يقوم هذا البحث على تحليل، نظرة المتطرفين للخلافة، من خلال وجهة نظر مركز التواصل الاستراتيجي، وكشف ضعفها "فكرة الخلافة".
لَخّص البحث وجهة نظر دعاة الخلافة واصفًا إيّاهم ابتداءً بالمتطرفين وأنّهم بنوا حديثهم عن النظام المثالي لحكومة، ستعمل على توحيد جميع المسلمين تحت حكم الله العادل. وأن هذا الحديث يتألف من قصص جعلت من الخلافة السابقة قصة رومانسية، وأنهم ادّعوا تقويضها من قبل القوى الغربية، التي أصرّت على إخضاع المسلمين وهدم الإسلام. وأن الحلّ لهذه الدوامة، من وجهة نظرهم، يكمن في إعادة بناء الخلافة، التي ستتخلص من الظلم وتحقق الوعد الإلهي لجميع المسلمين. وبالتالي فإنّ الواجب على كل مسلم العمل على تحقيق هذا الهدف من خلال التخلي عن الهويات الوطنية الزائفة، التي صُمّمت لتقسيم المسلمين، والانضمام للمعركة.
واعتبر البحث أن حديث دعاة الخلافة، يقوم على ثلاث قواعد مهمة.
القاعدة الأولى: الاعتماد على تخيّل مجتمع يضُم مسلمين من جميع أنحاء العالم، حيث لا يعرف أحدهم الآخر، بينما يتم تحديد هوياتهم بناءً على أنّهم مسلمون. مضيفًا، أن المجتمعات المُتخيّلة عادة تعتمد على أجهزة الدولة بناءً على ما يربطهم. مضيفًا، إلا أن كلام المتطرفين يرفض فكرة أنْ يكون لهم دُوَل قطرية، لذلك فإن النظرة للخلافة نفسها تصبح الأساس لتخيّل أمة موحدة.
القاعدة الثانية: توحيد التنوع العرقي، حيث يتم عرض فكرة الخلافة بصورة عامة لإمكانية الموافقة عليها من قِبَل جميع الأعراق والجنسيات، بينما يمنع الحديث عن التفاصيل، فعلى سبيل المثال، طرح سؤال، من يجب أن يكون الخليفة؟ يمكن أن يُظهر خلافات في التفسير، فيسبب الخلاف والصراع. ولتحقيق الوحدة بين التنوع العرقي، يعتمد المتطرفون على القاعدة الثالثة: وهي التاريخ الرومنسي للخلافة. حيث يصوّرون الخلافة كدولة مجيدة وكمملكة مشرقة على تلة، ولكن عند تقصّي تاريخ الخلافة، تجد تفاصيل تاريخية غير مريحة، من اقتتال واغتيال وحرب أهلية وخسارة الأراضي التي ابتُليَت بها الخلافة منذ وفاة النبيّ محمد.
ويقترح البحث ثلاثة إجراءات للتّصدّي لدعوة المتطرفين للخلافة:
تغيير نظرتهم الرومانسية للخلافة من خلال الترويج لفكرة أن النظرية تختلف عن التطبيق.
تفكيك المجتمع الخيالي، من خلال التركيز على الاختلافات الحقيقية في المصالح والمعتقدات والممارسات الدينية بين المسلمين في أنحاء مختلفة من العالم.
تحدّي فكرة الوحدة بين الأجناس والأعراق المتعددة، من خلال إثارة أسئلة حول، من المؤهل ليكون خليفة، وكيف يمكن العثور على هذا الشخص من بين 1.6 مليار مسلم؟.
انتهت الترجمة
إنّ محاولة وزارة الدفاع الأمريكية تضليل المسلمين حول فكرة الخلافة، من خلال استنجادها بأبحاث مراكز، تعتبر كمن يحاول أن يغطي الشمس بغربال. ففي الوقت الذي شبّهوا فيه نظرة دعاة الخلافة للخلافة "بالقصة الرومنسية"، واعتبار المجتمع الإسلامي الذي يعمل دعاة الخلافة لبنائه، ضربا من الخيال، واستحالة توحّد المسلمين بسبب تعدد أعراقهم وأجناسهم، إلا انهم يقترحون القيام بإجراءات للتصدي لدعاة الخلافة.
لو كانت فكرة الخلافة فكرة رومنسية، وتوحيد المسلمين في دولة الخلافة أمر مستحيل، وأن المجتمع الإسلامي مجرد خيال وأوهام، فلماذا لا يتركون دعاة الخلافة غارقين في أحلامهم وأوهامهم ورومنسيتهم؟ ولماذا يريدون أن يحاولوا اقناع الأعراق والمجتمعات بالاختلافات التي لا يحس بها أهلها!!
لكن الحقيقة المُرّة التي تقُضّ مضاجعهم هي غير ذلك، فهم يشاهدون ويحسون ويعلمون من خلال عملائهم ومخابراتهم وإعلامهم، باقتراب مارد الخلافة، وكلما اقترب أكثر، ارتعدت فرائصهم وشعروا بقرب كنسهم من المنطقة، فينفقون الأموال والمليارات علّها تؤجل من قدوم المارد بعض الوقت.
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"
6/11/2014