التاريخ الهجري 02من جمادى الثانية 1435
التاريخ الميلادي 2014/04/02م
رقم الإصدار: 08/ 1435هـ
بيان صحفي
الحرب على الإرهاب: المسلمون هم الهدف!
(مترجم)
يعبّر حزب التحرير في شرق أفريقيا عن حزنه العميق لجريمة اغتيال الشيخ أبي بكر شريف إلياس "ماكابوري" وزميله حافظ باهيرو. وإننا لنستنكر بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة التي إن دلّت على شيء فإنما تدل على وحشية القتلة. وندعو الله عز وجل أن يلهم أسرتي الضحيتين الصبر، وأن يسكن الأخوين أبا بكر وحافظ جنات عدن التي وُعد المتّقون. ونود بهذه المناسبة أن نبين ما يلي:
إن جريمة اغتيال أخوينا ومن سبقهم من العلماء الآخرين لا تدل على جبن القتلة المجرمين فحسب، بل وتدل كذلك على نواياهم الخبيثة المبيّتة للقضاء على المسلمين، وإسكات صوت الدعاة المسلمين ومنعهم من نشر الإسلام وإظهاره في صورته المبدئية الحقّة والكاملة.
ونود التنبيه إلى أن جرائم القتل هذه قد جعلت الوسط الإسلامي يفقد الثقة في الجهاز الأمني برمّته، وبات ينظر إليه على أنه يغض الطرف عمن يقتلون المسلمين. نقول ذلك لأنه كلما قُتل الدعاة المسلمون تزعم الشرطة أنها لا تعرف القتلة وتدعو عامة الناس إلى التطوع وتقديم ما يمكن أن يكون لديهم من معلومات بهذا الشأن! والسؤال الذي نثيره هنا: لماذا قامت الحكومة عقب أعمال القتل التي جرت في ليكوني، وعلى الفور، بإطلاق عمليات للقبض على "المهاجمين المجهولين" أو قتلهم، ثم أعلنت وبعد لحظات فقط أن المهاجمين قد قتلوا من قبل الشرطة؟؟ لماذا لم نسمع دعوات للجمهور للتطوع وتقديم ما لديه من معلومات عن مهاجمي كنيسة ليكوني؟!
إن أميركا كانت تضع الشيخ ماكابوري على قائمة "الإرهابيين"، ما يشير ضمناً وبصورة مباشرة إلى أن لعملية الاغتيال صلة وثيقة بما يسمى "الحرب على الإرهاب". ولقد قلنا مراراً وتكراراً أن المقصود من هذه الحرب هو إزالة الإسلام والمسلمين من الوجود. ولم يعد خافياً، أن أميركا قد استطاعت إيجاد رأي عام بأن المسلمين متطرفون وإرهابيون وأصوليون. وعلى الرغم من أن أميركا، وحدها، هي التي ابتدعت هذه المصطلحات، وهي التي تقوم بتفسيرها بما يتناسب مع رؤيتها وأهدافها المقيتة. غير أن السؤال الذي يرد هنا: وهل هناك أحد غير أميركا يستحق أن تطلق عليه تسميات التطرف والإرهاب والأصولية؟ إن هذه الدولة الرأسمالية تستخدم القوة الغاشمة لنشر أيديولوجيتها الشريرة، وذلك على غرار ما تفعله في العالم الإسلامي، حيث تستخدم أسلوب الاغتيالات لفرض أفكارها، زاعمةً أنها إنما جاءت لتحرير الناس وتخليصهم! إننا لن نذهب بعيداً، بل نأخذ أفريقيا ذاتها مثالاً. كم من المرات قام الغرب بتوبيخ الزعماء الأفارقة وتهديدهم بفرض العقوبات على بلادهم بسبب معارضتهم للأفكار الغربية الفاسدة المفسدة من أمثال فكرة زواج المثليين؟ أليس هذا هو التطرف والأصولية بعينهما؟ هذا إن كان هناك في هذه المصطلحات مسحة من حقيقة عندما تطلق على المسلمين؟ فما لكم، كيف تحكُمون؟
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا