صوت روسيا: حزب التحرير الوجه الجديد للإسلام

نشر موقع "صوت روسيا" مقابلة مع الدكتور إمانيويل كراجيانيس المتخصص في إدارة شؤون البلقان والدراسات السلافية والشرقية في جامعة مقدونيا في مدينة ذيسالونيكا في اليونان، تحت عنوان "حزب التحرير: الوجه الجديد للإسلام".

وإليكم ترجمة ما جاء في المقابلة كما جاء مع تحفظنا على بعض ما ورد فيه من معلومات غير دقيقة:

المحاورة: إنّ تطورات الربيع العربي قد وضعهم في صدارة المشهد السياسي بطريقة أو بأخرى، وإذا نظرنا إلى الربيع العربي فإنّ هذا يعتبر حالة واحدة، لكن هناك منظمات مماثلة تعمل في أماكن مثل آسيا الوسطى، ومنها حزب التحرير الذي يعتبر لاعباً مهماً، لكن معرفة عامة الجماهير به قليلة، فأي نوع من التنظيمات يعتبر حزب التحرير؟ وهل أكون على صواب إذا قلت أنّه شبكة عالمية؟

امانيويل: حزب التحرير، هو حركة عابرة للحدود ويجد دعماً في الوقت الراهن بين الشباب المسلمين في آسيا الوسطى وأوروبا الغربية والشرق الأوسط واستراليا وحتى في شمال أفريقيا. أعتقد أنّه يمثل تحدّيا صعباً للغرب وحكومات المسلمين على حدٍ سواء، لأنه يدعو إلى وحدة جميع دول المسلمين في دولة خلافة واحدة، لكنّه في نفس الوقت يرفض استخدام العنف كأداة لتحقيق التغيير السياسي. فلا نعلم الكثير عن هذا التنظيم، إنّه سرّي للغاية. ويمكننا فقط أن نتوقع حجم هذا التنظيم. وإنّ الأمر الأكيد والوحيد الذي نعرفه هو أنّ هذه الحركة حقاً عابرة للحدود.

س: ولكن ما هي طريقتهم؟ قلت أنهم يرفضون استخدام العنف كطريقة، فماذا يعملون لتحقيق غايتهم؟

ج: يعمل حزب التحرير بشكل رئيسي على برنامج عمل من ثلاث مراحل، على غرار المراحل التي سار عليها النبي محمد في إقامته للدولة الإسلامية. المرحلة الأولى تمثّلت في تجنيد الأعضاء والحزب يقوم بذلك من خلال طرق عديدة، مثل توزيع النشرات في المساجد والأسواق أو عن طريق الوصول إلى الناس في الجامعات، فالمرحلة الأولى هي تجنيد الأعضاء. والمرحلة الثانية هي دعوة المجتمع لاحتضان الإسلام، وهذا يعني أسلمة المجتمع، وهذا ما يعملون عليه الآن بعدة طرق، فهم يحاولون نشر أيديولوجيتهم. والمرحلة الثالثة هي الوصول للحكم ونشر الإسلام خارج مناطق المسلمين.

هناك شئ من الضبابية عند الحديث عن المرحلة الثالثة، أعني أنهم لا يتحدثون كثيراً عنها. لكن يبدو أنهم يفكرون في الاستيلاء على الحكم بطريقة ثورية بالإضافة إلى القيام بأعمال مدنية مختلفة من خلال المظاهرات، فيتصورون سيناريو لإطاحة حزب التحرير بالحكومات وإقامة الدولة الإسلامية على أنقاضها.

س: ما هو نوع الإسلام الذي يروّجون له؟

امانيويل: يدّعي حزب التحرير أنّه حزب إسلامي وليس طائفيا، وهو جماعة سنية، ومعظم قادتهم من أصل فلسطيني، وهم بالتأكيد لا يرفضون الشيعة كأعضاء، لكن من الواضح أنّ اتجاه الحزب سنّي. وهم لا يدْعون المسلمين من الأقليات مثل جماعة الأحمدية أو الدروز أو العلوية، فهم يدْعون فقط بعض الشيعة من إيران، إلا أنهم لم ينجحوا كثيراً في دعوة غير السنيّين، لذلك أقول أنّ اتجاه هذا الحزب هو سنّي.

س: وماذا عن نشاطاتهم الاجتماعية، أعني هل يشاركون في برامج اجتماعية لمساعدة السكان المحليين؟

امانيويل: حزب التحرير يختلف عن حماس وحزب الله، فليس لديهم برنامج متقدم لمساعدة الناس.

لكن هناك بعض العلامات توحي إلى أنهم يجمعون التبرعات وأموال الزكاة في بعض المساجد على مستوى محلي، ومساعدة بعض الفقراء والمحتاجين، إلا أنهم يقولون أن هذا ليس من عملهم في مساعدة المجتمع، وأنّ ما يعملون عليه هو أسلمة المجتمع ونشر أيديولوجيتهم، وأنّ أيديولوجيتهم واضحة وهي إقامة الخلافة –هذا ما يعملون من أجله- يريدون أن يوحّدوا جميع المسلمين وإقامة الخلافة، فهم لا يعملون ما يعمله الإخوان المسلمون في مصر أو حزب الله في لبنان أو حماس في غزة، فهم لا يقومون على المدارس ولا رياض الأطفال، ولا يجمعون القمامة مثلما تفعل حماس في غزة. إنهم يُظهرون أنفسهم على أنهم حركة فكرية.

س: من أين يحصلون على المال؟

لا يوجد لدينا الكثير من المعلومات عن ذلك، لكن يبدو أنهم يجمعون التبرعات من أعضائهم أو من أغنياء متعاطفين معهم من الخليج، وهناك إشاعات حول امتلاكهم لمشاريع خاصة، إذاً نستطيع أن نقول أنّ لديهم القدرة على التمويل من مصادرهم الخاصة.

س: هل تتوقع أن هذا التنظيم المتمكن في بعض دول آسيا الوسطى، ممكن أن يُستعمل كوقود لبدء نوع من التمرد الإسلامي في ذلك الجزء من العالم؟ وما هي تقديراتك في أن يقيموا علاقات مع حركة طالبان؟

امانيويل: هذه قضية خلافية بين الأكاديميين، وفي تقديري كمهني، لا يمكن استعمال حزب التحرير لهدف إعلان الجهاد أو لهدف شن حرب ضدّ الغرب، لأنه حزب فكري، وحسب المقياس الغربي فإنّه حزب متطرف مثل الأحزاب الاشتراكية بالنسبة لمعظم الغرب.

  س: حول امتداد حزب التحرير العالمي، فهل للحزب وجود في روسيا؟

امانيويل: استطاع حزب التحرير أن يحصل على بعض الشعبية في المناطق التي يعيش فيها المسلمون في روسيا الفدرالية، مثل تترستان، وهذا هو ما أدّى بالسلطات الروسية التي حظرت الحزب، أن تعتقل العديد من أعضائه في تترستان. واستطاع الحزب أن يكسب شعبية في آسيا الوسطى واندونيسيا وفي بعض دول الشرق الأوسط مثل الأردن، إلا أنّه لم يكتسب شعبية في مناطق مثل شمال القوقاز والبانيا وكوسوفو والبوسنة، لكنّي لا أستبعد احتمال أن يكسب الحزب شعبية في البوسنة أو كوسوفو لأن الحزب أثبت نجاحه في مجالات كثيرة. وفي السنوات الأخيرة استطاعوا أن يخترقوا مناطق المسلمين في الصين مثل اكسينغيانج " المجتمع الايجوري"، وبحسب المعلومات المتوفرة يمكن أن نستخلص بوضوح أن حزب التحرير استطاع تثبيت وجوده في الصين.

س: وماذا عن دول اسكندنافيا؟

امانيويل: أعرف أنّ فرع الحزب في الدنمرك ينشط بقوة، فقد أصدروا العديد من النشرات، ومسئول الحزب في الدنمرك اعتقل قبل سنتين بسبب إصدار احتوى على تهديد ليهود الدنمرك، لذلك فإنّ الدنمرك تعتبر قاعدة لنشاطات الحزب في الدول الاسكندنافية. ولا يوجد لدي معلومات عن فروع الحزب في النرويج أو فنلندا أو السويد.

13/3/2012