استقطاب حزب التحرير للنساء في قرغيزستان يقلق الحكومة القرغيزية

نشر الكاتب "اركن كمالوف" مقالا على موقع "سنترال آسيا أون لاين" تحت عنوان "حزب التحرير يستقطب الشابات من النساء"، حيث ابتدأ الكاتب مقاله بالقول أنّ ديلنوزا التي تبلغ من العمر 13 عام توقفت عن الذهاب إلى المدرسة بإصرارٍ من والدها قبل سنتين، حيث قالت: "إنّ الكثير من زميلاتي في المدرسة توقفن عن الذهاب إلى المدرسة وسجّلن في دورات مهنية وخياطة وأخريات بقين في البيت يساعدن آبائهن في أعمال البيت" وأضافت، "أما أنا فقررت أن أتعلم الصلاة وأعلم الصغار مبادئ الإسلام".

ونقل الكاتب عن السلطات القرغيزية قولهم أنّ أعداداً متزايدة من النساء في جنوب قرغيزستان عرضة للاستقطاب من قبل جماعات متطرفة، وتحديداً حزب التحرير، حيث أرجعت السلطات القرغيزية أن السبب يعود إلى الأئمة غير المدربين جيدا والى أقربائهن الذكور، وأضاف الكاتب أنّ الحكومة القرغيزية بالتعاون مع دائرة الأوقاف بدأت بالتفتيش على المساجد والتأكد من أوراق اعتماد الأئمة مُنذ بداية هذا العام.

ونقل الكاتب عن محللين قولهم أنّ المرأة أكبر المتأثرين بالتطرف، حيث قالت كاريبكيوفا التي تعمل في منظمة غير حكومية: "إن وضعا مقلقا آخذٌ بالتشكل للنساء المسلمات، حيث أن بعضهُنّ مُضطرٌ لإتباع أزواجهن الذين يتمسكون بإسلام غير تقليدي" وأضافت، "بعد الصراعات الإثنية في مدينة أوش العام الماضي أصبح من الصعب اكتشاف النساء اللواتي اتّبعن جماعة دينية محظورة في قرغيزستان لأنهن غالبا يعشن حياتهن الخاصة". وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية "جينيش اشيرباييف" "انه غالبا أنْ تكون دعوة واستمالة النساء من قبل المتطرفين، قد تمّت عن طريق أقارب يكونون أعضاء في تنظيمات متطرفة، لأنه من الصعب على المتطرفين العيش بمفردهم لمدة طويلة جداً".

أما المحاضرة في السياسة الاجتماعية والتاريخ في جامعة "أوش ستيت" فتقول أنه لمنع أفكار المتطرفين من الانتشار في الجنوب وخصوصا بين النساء: "نحن بحاجة لتحسين مستوى الرفاهية للسكان المحليين وتوفير التعليم على نطاق واسع والانخراط في العمل التربوي معهن وإقناعهن أنهن اختَرْنَ الطريق الخطأ". 

وفي نفس السياق، يحاول الكاتب إثبات أنّ المشكلة تكمن في الضغط العائلي على البنات حيث قال عندما سُئلت ديلنوزا ذات الثلاثة عشر خريفا عن إمكانياتها في تعليم القرآن أجابت بالقول: "كنت أقرأ كتب دينية حتى وأنا صغيرة، والدي يحفظ جميع القرآن عن ظهر قلب ويعرف التفسير الصحيح لكل آية".وتقول كارابيكوفا معلقة: "لا يحق للآباء أن يمنعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة، هذا غير قانوني". وأضافت، "في الماضي عملنا مع الآباء الذين جعلوا أبناءهم يعملون بدلا من الذهاب للمدرسة، والآن لدينا نفس الوضع مع الأطفال الذين يتم إرسالهم إلى المسجد بدلا من المدرسة، الآن نعمل على تطوير برامج للتعامل مع هذه المشكلة".

ويقول مدير لجنة الأمن القومي "دويشباييف" أنّ قرغيزستان أصبحت من بين الدول المستهدفة لنشاطات التنظيمات مثل تنظيم حزب التحرير وجماعة التبليغ، وقال "اشيباييف" أنّ أعداد النساء المتورطات في التنظيمات المتطرفة الدينية تزايدت في الأشهر الأخيرة، وأضاف أنّه في الآونة الأخيرة تلقى ضُباط في الإدارة الجنوبية لوزارة الداخلية معلومات عن نساء أعضاء في حزب التحرير في منطقة "كاراسو" اللواتي جمّعن نساء حولهن خصوصا فتيات صغيرات وبدأن يحرضن ويَدْعينَ لأفكار حزب التحرير عن طريق توزيع منشورات وأقراص مضغوطة.

وذكر الكاتب أنّ وزارة الداخلية صعّدت من عملياتها وأعمالها الإستخبارية من اجل كشف أكبر عدد من المتطرفين الذين يستقطبون النساء لمحاولة إرجاعهن إلى الحياة الطبيعية.

انتهت الترجمة

لقد عملت كثير من الحكومات في  آسيا الوسطى ومن ضمنها الحكومة القرغيزية على محاربة المسلمين في دينهم والتضييق عليهم، بما في ذلك منع البنات المحجبات من دخول المدارس، وإجبار طلاب المدارس المسلمين على دراسة الأفكار العلمانية الكافرة، بحجة الحد من التطرف، والذي يعني الإسلام المبدئي، فما كان من المسلمين الغيورين على أعراضهم والحريصين على أبنائهم إلا أن توقفوا عن إرسال أولادهم الذين هم فلذات أكبادهم إلى المدارس الحكومية وإرسالهم إلى المساجد لتعلم الإسلام بدلا من ذلك، ما جاء بنتيجة عكسية لما أرادته الحكومة وإثارة حفيظتها.  "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" آل عمران54

29/9/2011