التاريخ الهجري 12 من رمــضان 1432                                                                                رقم الإصدار: 38/1432هـ
التاريخ الميلادي 2011/08/12م
 
هذا واقع حضارة الإجرام الغربية، فانبذوها وكلَّ من يدعو لها
قدَّم حزب الخضر الألماني، أمس الخميس 11-8-2011، تقريرا إلى البرلمان خلص فيه إلى أن الهجوم الذي شن في أيلول 2009 وأودى بحياة 91 من المدنيين الأفغان في كندوز، من بينهم 22 من الأطفال، حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في احتلال افغانستان... خلص التقرير إلى أن هذا الهجوم قد خرق قواعد الاشتباك للحلف الأطلسي والقانون الدولي. ومع اعتراف حكومة ميركل بأن الهجوم لم يكن لدفع خطر أو تهديد على الجنود الألمان فقد برأت كلا من وزير الدفاع -في حينه- كارل ثيودور زوغوتنبرغ والعقيد جورج كلاين الذي أمر بالهجوم.
 
يأتي هذا التقرير ليكون شاهدا آخر على مدى همجية العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف النيتو بقيادة أمريكا ومشاركة أوروبا في سفك دماء المسلمين دون أدنى مراعاة لما يسمونه حقوق الإنسان وحكم القانون الذي لطالما زعم ساسة الغرب أنهم حضاريون يهتمون بحقوق الإنسان وحكم القانون. ومع أن القانون عندهم يحرم ويمنع إعدام المتهمين (والقاعدة المعروفة بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته)، فضلا عن الأبرياء في بيوتهم وشوارعهم من نساء وشيوخ وأطفال، إلا أن الساسة الغربيين استثنوا المسلمين من قانونهم هذا. والقانون الغربي - الروماني يميز بين "الشعوب المتحضرة" و"الشعوب الهمجية" (التي أطلقوا عليها وصف البرابرة ليستحلوا إبادتها وسفك دمائها ونهب ثرواته واستعبادها).
 
ولم يستحْيِ الرئيس الأمريكي أوباما الذي وقف ليخاطب المسلمين في تركيا وفي القاهرة في العام 2009 وفي إندونيسيا ليخطب ودهم بالضحك عليهم بالترويج لحضارته المجرمة بينما أعطى، قبل زياراته، الضوء الأخضر لمضاعفة الهجمات بما يعرف بالطائرات من غير طيار على المسلمين في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال و(لاحقا) حيثما يراه مناسبا.
 
ففي عام 2009 قتلت هذه الطائرات في باكستان وحدها 708 ضحية، وقد ذكر معهد بروكينغ أن 90% من الضحايا هم مدنيون. وفي عام 2010 تضاعف عدد الهجمات عن عدد العام 2009، وفي العام الحالي 2011 استمرت هذه الغارات في الازدياد. ولا غرو؛ فهذه هدايا (صانع السلام!) الذي اكتسب جائزة نوبل للسلام، والتي يبدو أنها صارت تُعطى للمتنافسين في قتل المسلمين.
 
إن حزب التحرير يدعو الأمة لتعي على حقيقة عداوة هذه الدول الغربية الكافرة المستعمرة التي لا ترقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، والتي تسببت بمسلسل لا ينتهي من الكوارث والجرائم ضد أهلنا. وهو يدعو الأمة إلى نبذ الحكام والسياسيين من بينها الذين ينفذون أجندة الدول الغربية بتسخير البلاد والعباد لمصالحها فيقومون بقمع المخلصين من أبنائها الذين يكافحون لتحريرها من قبضة الدول الغربية وهيمنتها... والأمة اليوم إذ تخوض الصراع لتهدم هذه النظم التي فرضها الغرب عليها عبر حكام عملاء يستعينون بالغرب في حرق الأخضر واليابس لفرض سلطانهم عليها، عليها أن تحذر من الاستعانة بالدول الغربية التي لن تقدم إلا السم مهما كان مغطّىً بظاهرٍ من الحلوى. وعلى المتشدقين بحضارة الغرب ودولته المدنية الديمقراطية أن يستحيوا على أنفسهم فلا يكونون أبواقا لحضارة الإجرام التي ما زالت تتحفنا ببركاتها التدميرية عبر عملائها.
 
 
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير