بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
السؤال:
يلاحظ أن الوضع السياسي في تركستان الغربية (آسيا الوسطى: قرغيزستان، أوزبكستان، طاجاكستان، كازاخستان، تركمنستان)، هو وضع متقلب، فتارة نجد هذا الحاكم تحت عباءة روسيا وبعد حين نجده انتقل يسعى نحو أمريكا... وهكذا، فهل يمكن توضيح الوضع السياسي الحالي في تلك الجمهوريات ؟ وجزاك الله خيرا.
الجواب:
قبل الدخول في تفاصيل الوضع السياسي وتقلباته في آسيا الوسطى، يجب إدراك هذه الأمور:
1- لما تفكك الإتحاد السوفييتي السابق عام 1991م ، وانفصلت جمهورياته، كانت روسيا تدرك أن لا بد من الإبقاء على رابط متين مع هذه الجمهوريات لأنها في خاصرتها... فعمدت في البداية إلى محاولة جمعها في ما يسمى "بمجوعة الدول المستقلة"، ولكن كثيراً من تلك المجموعة تفلتت منه، وبعضها لم يدخله من البداية كدول البلطيق الثلاث... فعمدت بعد ذلك إلى منظمة "شنغهاي"، ثم الأمن المشترك، فالأمن الجماعي، فالرد السريع...
وكذلك استعانت روسيا بركائزها التي أنشاتها في هذه الجمهوريات في عهد الإتحاد السوفييتي وأبرزها:
أ- التغيير السكاني الذي أوجده الإتحاد السوفييتي، وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى فنقل لها سكاناً من الروس، وهؤلاء بقوا في تلك الجمهوريات "ذراعاً روسياً"...
ب- القواعد الروسية التي كانت منتشرة في تلك الجمهوريات ولم تنسحب كلها، بل بقي بعضها موجوداً في جمهوريات آسيا الوسطى، وهي مراكز نفوذ وخطوط متقدمة لروسيا.
ج- ميادين التجارب النووية والصاروخية التي كانت تجري في تلك الجمهوريات وبخاصة كازاخستان بسبب مساحتها الشاسعة...
د- بعض الروابط الاقتصادية مع تلك الدول مثل خطوط الغاز والبترول...
2- على الرغم من أن تفكك الإتحاد السوفييتي قد أنتج شبه انهيار في الحزب الشيوعي وإقصاء له عن الحكم... لكن في جمهوريات آسيا الوسطى بقي رؤساء الحزب الشيوعي السابقون هم الحكام، أي الذين كانوا في عهد الإتحاد السوفييتي استمروا في الحكم، وذلك بتخطيط خبيث لتبقى السلطة في هذه الجمهوريات تحارب الإسلام والعاملين له حتى بعد زوال الاتحاد السوفييتي، وذلك خشية انتشار الإسلام بفاعلية في تلك الجمهوريات فتتوحد على أساس الإسلام وتحكم به وتجاهد في سبيله...
للمزيد من التفاصيل