حزب التحرير في مسيرة حاشدة في غزة: القرن الـ21قرن الخلافة على منهاج النبوة

بمشاركة جماهيرية واسعة من الرجال والنساء، انطلقت المسيرة التي نظمها حزب التحرير في فلسطين في الذكرى الخامسة والتسعين لهدم الخلافة من المسجد العمري الكبير بغزة تحت شعار (فسطاط المؤمنين الخلافة على منهاج النبوة وفسطاط المنافقين الكفارُ المستعمرون).

انطلقت المسيرة وسط مدينة غزة في شارع عمر المختار حتى انتهت إلى ساحة الجندي المجهول، وسط التكبيرات والهتافات التي صدحت بها حناجر المشاركين، لتتحول إلى مهرجان خطابي كان للمهندس ابراهيم الشريف عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير كلمة أكد فيها على نقاط عدة وبعث برسائل كثيرة وبمختلف الاتجاهات، فيما يتعلق بقضية فلسطين قال: (فلسطين يجب أن تكون عامل وحدة ودافع جهاد، وليست جسرًا للمطبعين بحجة مساعدة أهل فلسطين ماديًا) ، وقد اعتبر الشريف أن: "مشروع السلطة في ظل الاحتلال بلاء على فلسطين وأهلها، وأن الواجب على جميع المسلمين وكل الفصائل أن تحمل مشروعًا واحدا هو الدعوة إلى تحرير فلسطين كلها، واعتبار كل من يعترف أو يطبع مع الاحتلال خائن، ونبذه نبذ الشاة الجرباء،  وقد أكد الشريف على بطلان الحلول المطروحة من جهة القوى الدولية واعتبرها مؤامرة وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً فقال (المشاريع الغربية كحل الدولتين وحل الدولة الواحدة والكونفدرالية مرفوضة جملة وتفصيلاً، لأنها تنهي الصراع بين الأمة ويهود المحتلين وتعطيهم كل أو معظم فلسطين)، أما عن الدعوة لوجود قوات دولية على أرض فلسطين فقد عدها دعوة لاحتلال جديد للأرض المباركة فلسطين بصبغة دولية (فكرة المؤتمر الدولي وطلب الحماية الدولية، والسعي خلف المؤسسات الدولية، في مجملها انتحار سياسي يضع قضايانا في أيدي أعدائنا وهي استعانة بالعدو الأصيل على العدو البديل)، وقد رفض الشريف أي صورة من صور التفاوض مع يهود وتحت أي مبرر فقال: (المفاوضات السياسية مع كيان يهود مرفوضة قطعيًا، فهي اعتراف به وتمليك للأرض المباركة له).

وقد وجه عتاباً شديداً لمن يكتفون بمقاومة أهل فلسطين وفي الوقت نفسه يعفون الأمة وجيوشها من دورها في تحرير فلسطين فقال: (المقاومة التي يتم حصرها في الإطار الوطني وإعطاء الحكام براءة الذمة من خيانتهم وتقصيرهم تجاه أرض الإسراء والمعراج يجب أن تتغير، لأن في ذلك تخدير للأمة وإطالة للاحتلال)، كما و حذر المهندس الشريف أهل فلسطين بأن (لا يقعوا في فخ الاعتياش بثمن التنازل عن فلسطين، وإلا فإنه ذل الدنيا والآخرة)، وفي ختام كلمته أكد الشريف ثقة الحزب بالله ووعده فقال: (إننا ماضون بحول الله وقوته، ثم بأمة كريمة طيبة ونحن متيقنون بجميل وعد الله بالاستخلاف والتمكين ودحر يهود الغاصبين).

 

ومن جانبه تحدث الأستاذ محمد الهور في كلمة تناول فيها أكثر من محور، فكان أول هذه المحاور أن العالم اليوم انقسم إلى فسطاطين، فسطاط المؤمنين الخلافة على منهاج النبوة وفسطاط المنافقين الكفار المستعمرون، وأن القرن الواحد والعشرين هو قرن الخلافة على منهاج النبوة ، كما بين فيها صحوة الأمة الإسلامية وتمسكها بدينها وتبنيها لمشروع الخلافة مقابل دعاوة الدولة الوطنية والقومية والعلمانية، وهي مستعدة للتضحية من أجله والأحداث الجارية تؤكد ذلك (فسطاط الإسلام الذي أدرك فيه المسلمون أن دينهم هو الدين الحق، وأن السبب في انهزامهم سابقاً هو ضعف فهمهم للإسلام وتنكبهم صراطه، وفسطاط الكفر الغربي الرأسمالي، بقيادة أميركا، ومن سار معها من المنافقين من أبناء المسلمين، وبذلك تصبح مرحلة المفاصلة والمواجهة، هي العنوان الأبرز في القرن الواحد والعشرين، قرن الخلافة على منهاج النبوة)، من جهة أخرى فقد أعتبر الأستاذ محمد الهور أن الحرب على الإرهاب هي (حرب عالمية على الإسلام، وأصبح الإرهاب رخصة لقتل المسلمين، وأحد الأسلحة الاستراتيجية التي تستخدمها أمريكا والغرب لإحكام قبضتهم على العالم الإسلامي، ومنعهم من إقامة الخلافة، فلا أخلاق ولا إنسانية، ولا أية قيمة تراعى في الإرهاب الذي يمارسه الغرب على الأمة الإسلامية، فأين حقوق الإنسان الغربية؟ وأين المجتمع الدولي الظالم؟، مما يحدث في سوريا من قتل ودمار وتشريد وخاصة في حلب التي هي وصمة عار في جبين العالم الغربي؟).

كما وجه الهور رسالة إلى الحركات الإسلامية جاء فيها: (لقد آن الأوان للحركات الإسلامية التي تسمي نفسها بالمعتدلة والتي تطرح فهم الإسلام على الطريقة الغربية، أن تقلع عن هذه الدعاوة، وخاصة بعد أن استغلها الغرب وأراد من خلال إيصالها إلى الحكم وإفشالها إظهار فشل الإسلام السياسي، مع أن الذي فشل حقيقة هو من يحاول إرضاء الغرب على حساب تقيده بأحكام الإسلام، لأن الإسلام له مشروع واحد قادر على تطبيقه ولن يستطيع الكفر إفشاله لأنه مشروع رباني، مشروع الخلافة على منهاج النبوة، فالمرحلة الحالية هي مرحلة الخلافة ودعاتها)، هذا وقد شدد الهور على أن الخلافة التي ينشدها الحزب ويدعو الأمة للعمل لها هي خلافة على منهاج النبوة مهما حاول الغرب تشويهها فقال: (إن الخلافة باتت على الأبواب تنتظر الفتح من الله وحده، وهي معقد آمال المسلمين، يسعون لها وينتظرونها بفارغ الصبر، وأصبح ينتظر قدومها الأعداء بخوف وترقب واستعداد للهدم، وراح الغرب يحاول تشويه صورة الخلافة ويوهم الناس - كل الناس - أن الخلافة ما هي إلا دولة لذبح الأبرياء وحرقهم، ولكن نقول لهم: إن الأمة أوعى من أن تنطلي عليها مثل هذه الأضاليل، فالخلافة عند الأمة عدل وخير ورحمة، والخلافة المنشودة عند الأمة هي خلافة عمر بن الخطاب الخليفة العادل، والخلافة عند الأمة عمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد والمعتصم ومحمد الفاتح، صورة زاهية مشرقة في أذهان المسلمين).

وفي ختام كلمته اعتبر الأستاذ الهور أن الأمة اليوم تعيش المعركة الفاصلة في صراعها مع الغرب والنصر المؤزر في نهاية المطاف للإسلام وأمة الإسلام بلا ريب فقال: (إننا في المعركة الفاصلة لإنهاء مرحلة الحكم الجبري والانعتاق من سيطرة الغرب عليها، وقد بدأت الأمة بثوراتها على الحكام وستُثَنِّي عملها، بعون الله وهدايته، بإقامة الخلافة، والغرب مهما حاول أن يمنع ذلك فلن يستطيع؛ لأن عوامل التغيير الشرعي قد بدأت بالاكتمال بفضل الله تعالى وأنف الغرب راغم، لأن الأمة قد وعت على إسلامها من جديد ورأت في الخلافة خلاصها، ولم تعد الأمة بحاجة إلا إلى أمرين ميسورين هما: قيام أهل القوة من أهل النصرة بما أوجبه الله عليهم من نصرة هذا الدين وأخذ الحكم، ثم تسليم الحكم إلى حزب التحرير ليقوم بما أوجبه الله على المسلمين من الحكم بما أنزل الله عن طريق إقامة دولة الخلافة)، )وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ  بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (".

هذا وقد تخللت الكلمات صيحات التكبير والتهليل، ورُفعت في المسيرة الألوية ورايات العقاب بكثافة، والعديد من اللافتات واليافطات التي نادت بضرورة تحرير فلسطين كلها والخلافة هي القادرة على تحقيق ذلك، ومن هذه الشعارات: (أمريكا وكيان يهود إرهاب مجرم وحقود)، (مرجعية فلسطين: العهدة العمرية لا الشرعية الدولية"، (فلسطين تحتاج الجيوش الإسلامية لا الحماية الدولية)، (لا مشروع لنا ولا هدف لنا إلا الخلافة على منهاج النبوة) و(حل الدولة الواحدة وحل الدولتين .. مشاريع استعمارية).

كما رفع المشاركون شعار (أين عاصفة الحزم ورعد الشمال من إزالة الاحتلال؟؟) في استنكار واضح لمشاركة جيوش المسلمين في تحالفات لقتال المسلمين في اليمن وسوريا، بينما كيان يهود آمن مطمئن، بل هو شريك لتلك الأنظمة في حربه على المسلمين فيما يسمى بالحرب على الإرهاب، كما استنكر المشاركون في المسيرة مساعي التطبيع مع كيان يهود والتي لا تنقطع رافعين شعار  (المطبّعون مجرمون وأفعالهم منكرة، لا يستحقون مدحاً ولا شكراً).

وبدوره ختم الشيخ طارق أبو عريبان المسيرة بدعاء لأهل الشام وخاصة في مدينة حلب هز القلوب وألهب المشاعر أمن عليه جماهير المشاركين سائلين الله القبول والنصر القريب.

{imagonx}016/5/masira{/imagonx}

.be">
.be