بالرغم من التضييق والمنع من قبل سلطة غزة،
حزب التحرير فلسطين ينظم مسيرة تضامنية مع أهل سوريا وضد إجرام النظام
نظم حزب التحرير-فلسطين مسيرة تضامنية مع أهل سوريا وضد إجرام النظام، هي الأولى من نوعها في فلسطين، وذلك اليوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر مباشرة، حيث انطلق المئات من أعضاء ومناصري حزب التحرير من مسجد الكنز باتجاه ساحة الجندي المجهول رغم محاولة سلطة غزة منع المسيرة.
 
وردد المشاركون في المسيرة الهتافات المؤيدة لأهل سوريا والمستنكرة لإجرام ودموية النظام القمعي هناك، ومن هذه الهتافات ( واحد واحد واحد الدم المسلم واحد) (يا بشار يا جبان روح حرر الجولان) ( مجرم مجرم مجرم إللي بيقتل شعبه مجرم) ( آثم آثم آثم إللي بيخذل مسلم آثم) ( باطل باطل باطل حكم البعث باطل)، وكان لهذه الهتافات الأثر الطيب على جموع الناس في شارع عمر المختار.
 
وبعد وصول المسيرة إلى ساحة الجندي، حاول أفراد الشرطة منع أنصار الحزب من التجمع، إلا أنهم استمروا بالهتاف، وأحاطوا بالدكتور نبيل الحلبي الذي ألقى الكلمة الختامية للمسيرة في ظل المدافعات ومحاولة الضرب والضرب الفعلي أحيانا من أفراد الشرطة، ورغم ذلك ألقيت الكلمة كاملة، وأنهى الحزب مسيرته، وتفرق المتظاهرون بعد ذلك بهدوء، وتمكن بعض أفراد الأمن من الاستفراد بأحد المشاركين بالمسيرة من عناصر الحزب واعتدوا عليه بالضرب المبرح.
 
وأفاد الأستاذ حسن المدهون عضو المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين أن جهاز مباحث غزة احتجز عضو المكتب الأستاذ إبراهيم الشريف بعد ذهابه إليهم على أثر اتصال من مدير المباحث للتداول بشأن المسيرة، وتم احتجازه على إثر ذلك لساعات عدة، كما أن الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة حماس وجهت -في وقت سابق- مذكرات حضور لعدد من أنصار الحزب، واعتقلت أحد أعضائه في شمال القطاع، ولا زال قيد الاعتقال كما أفاد المدهون.
 
 واستنكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين هذه التصرفات من قبل سلطة حماس معتبراً أنها بذلك تنحاز لصف الجلاد ضد الضحية، ولصف الظالم ضد المظلوم، ولصف الحكام ضد الأمة.
 
وأكد المكتب الإعلامي أن "الحزب، مستعيناً بالله، ماضٍ في إنكار منكر الأنظمة الدكتاتورية والسعي لإقامة الخلافة الراشدة على أنقاض هذه الأنظمة، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تمنعه دون ممارسة نشاطه السياسي والدعوي الهادف إلى إقامة الخلافة وإحداث التغيير الحقيقي والجذري".
3-5-2011م
لمشاهدة مقاطع من الفيديو للمسيرة 
  

 بعض مشاهد الإعتداء على المسيرة من قبل سلطة حماس 

 
نص الكلمة التي ألقيت في نهاية المسيرة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الواحد الأحد الفرد الصمد، رافع المؤمنين ومذل الجبابرة ولو بعدحين، يقول تعالى:
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ}
أيها الأخوة:
يستمر قطار الثورات الذي بدأ بتونس القيروان، مروراً بمصر الكنانة، ويمن الحكمة وليبيا المختار ليصل إلى سورية الشام بلد العزة والأمجاد.
هذه الثورات أطاحت بطاغية تونس وفرعون مصر وتنذر بسقوط بقية الأصنام قريباً بإذن الله.
أيها الأخوة:
إن مايجري اليوم في بلاد الشام أمر تتقطع له نياط القلوب، وتفيض من أجله مياه العيون، فبلاد الشام هي أرض المحشر والمنشر، والأرض التي بوركت للعالمين، وهى التي وصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليهم السلام بسكناها، وأخبرهم بفضلها وبركاتها، وهي مأوى الطائفة المنصورة قال صلى الله عليه وسلم: «إذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».
أيها الأخوة:
قال صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما يقول الله عز وجل يقول «ياشام يا شام يدي عليك يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي». بلاد الشام هي بلاد الأنبياء، يحيى وعيسى والرسول محمد، إنها شام عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وأبى الدرداء وأبي ذر، شام الأمويين أصحاب الفتوحات العظيمة في التاريخ الإسلامي، شام نور الدين محمود وصلاح الدين، هي بلاد العز بن عبد السلام، وابن تيمية وابن القيم، والسبكي، والذهبي وابن كثير وليست شام حزب علماني كفور، وليست شام المخابرات والشبيحة وشذاذ الآفاق.
أيها الأخوة:
لقد تسلط على سورية في غفلة من أهلها، ومؤامرات من أعدائها نظام الأسد الضال الذي تسربل بسرابيل القومية العربية النتنة، وتآمر على الشعب السوري، وانتهك محارمه، وأقصى أبناءه، واستعان بكل طالح فاسد، وسرق ثروات البلاد، وباع الجولان لإخوان القردة ، وأضعف الجيش وتسليحه وأنشأ منه القوات الخاصة والحرس الجمهوري (منها الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد)، وشكّل منهما قوة ضاربة لحماية النظام من أي محاولة انقلابية لاستلام الحكم قد يقوم بها الجيش نفسه. ونشر الأجهزة الأمنية القمعية لإحصاء أنفاسه تماماً كما يحصي أنفاس الناس، هذا النظام ما خاض بجيشه حرباً واحدةً تجعل له شرف استرداد أرض فلسطين فضلاً عن الجولان الذي يرتع فيه شذاذ الآفاق من يهود ويقيمون عليه منتجعاتهم، بل على العكس من ذلك فإنه استعمله في حروب خارجية في لبنان وفي العراق لمصلحة أسياده في الولايات المتحدة الأميركية، ويستعمله الآن في الداخل ليقتل أهله تحت حجة "مكافحة الإرهاب".
فصار معه اليهود آمنين مطمئنين، وعاث هذا النظام في الأرض فساداً، قتل ألوفاً من شعبه في حماة قبل ثلاثين عاماً، وارتكب مجازر في السجون المكتظة، والدهاليز المظلمة، في سجن تدمر وصيدنايا.
هو النظام الذي يعادي شعبه، ويستميت في سبيل مقاومته، فهو نظام مقاوم ممانع كما يحب أن يعرّف نفسه، وكما يحب أن يَسمع من جوقة المزمرين، لم يفهم العالم ماذا يريد النظام من مصطلح المقاومة، فقد كان - وما زال - بعض الصم البكم يظنون أنه أراد مقاومة اليهود الذين لم يطلق نحوهم رصاصة واحدة منذ عقود، ولم يقتل منهم ولا جندياً واحداً، بل تقصفه طائرات اليهود فلا يحرك ساكنا، ويقول إن السلام مع إسرائيل خيار استراتيجي، بينما استطاع هذا النظام المقاوم أن يدوس كرامة شعبه في التراب وأن يقتل في شهر واحد من أبناء شعبه ما يقارب الخمسمائة، وقد رأينا مشاهد القتل المرعب الذي مارسته أجهزة أمن النظام السوري فيما أطلق عليه الجمعة العظيمة 22 نيسان 2011، وما تلاها من دخول الجيش ومحاصرته لدرعا.
أيها الأخوة:
خرج أهل الشام في وجه هذا الكيان للتخلص من الظلم والطغيان، قاموا لا يلوون على شيء، ولا يأبهون بتهديد ولا وعيد، وأثبتوا لكل الدنيا أنهم أحفاد الفاتحين والمجاهدين.
ونحن اليوم نقف نصرة لإخواننا هناك حذراً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
جئنا لنقول لإخواننا في سورية ونذكرهم
1- بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».
2- أن هذا النظام الذي اغتصب السلطة اغتصاباً، ولم يرض عن حكمه السوريون يوماً من الدهر لن يدوم بإذن الله وأن نهايته وشيكة، وإن غداً لناظره قريب، وليعلم إخواننا في سورية أن العلاقة مع هذا النظام ليست سلبية لأنه يظلم ويقتل ويذل ويفقر الناس ويسلم قضاياهم لعدوهم فحسب، بل لأنه عدو لله ولدينه قبل كل شيء، بل يجب الانطلاق من هذا، حتى يكون عملنا مقبولاً عند الله، وشهيدنا شهيداً عند الله، وأجرنا محتسباً عند الله، فلتكن الغضبة لله تعالى وحده.
3- لا تنخدعوا بدعوات الإصلاح الترقيعية الكاذبة التي يمنيكم بها النظام واجعلوا ثورتكم من أجل التغيير الجذري الذي يعيد الشام حاضرة الخلافة من جديد، سجلوا لأنفسكم مكْرُمة إقامة الخلافة الراشدة على أنقاض هذا النظام البائد { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ }
4- الحذر الحذر من ايقاف الثورة، والانخداع بمعسول أقوال النظام، فان الشعب متى يئس وتوقف فسينتقم منه النظام شر الانتقام، وكلكم يعلم ما حصل مع اخوانكم في سجن صيدنايا عام 2008 صيدنايا الذين عذبوا بقسوة بلغت حد «يمشّط ما بين لحمهم وعظمهم بكلاليب من حديد».
5- نقول لعلماء السوء الذين يدافعون عن النظام، أن الشعب لن يصغي لكم وقد انكشفت عوراتكم، فأنتم بغلة السلطان، وأولياء الباطل ونصراء الظالم، ألم تقرأوا قول الله تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }.
6- ولا يفوتنا أن نقول لمن ينادي: "أن شأن سوريا شأن داخلي ولا نتدخل به" نقول لهم أن مساندة أهلنا في سورية واجب شرعي على كلّ مسلم، أيًّا كان محل إقامته، وأن ترك المسلم بين براثن الظالمين لايجوز شرعاً، ولا يجوز ترديد مثل تلك الأوهام التي يعتاش عليها بعض السياسيين لأن النبي صلى الله عليه وسلم : «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ».
وفي الختام:
نتوجه صادقين إلى كل مخلص من قوى الأمن والشرطة والجيش فيه شهامة الرجال ومخافة الله الكبير المتعال، بأن لا يوجهوا بنادقهم نحو أهلهم كي لا يخسروا دينهم ودنياهم والعياذ بالله، فالناس أهلهم وإخوانهم لا كما يدعي النظام، ونربأ بهم أن ينصاعوا لنداءات الشيطان وجنده، كما نؤكد أنه ليس المطلوب من الجيش (ضباطاً وأفراداً) الفرار وعصيان الأوامر هكذا لمجرد العصيان، وبالتالي تعريض أنفسهم للقتل، بل عليهم تدبير عمل مخلص لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، يقوم به ضباط مخلصون لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين يأخذون به السلطة ويسلمونها للثلة المؤمنة المخلصة الواعية لكي تقيم خلافةً راشدةً تحكم بالإسلام وتعلن الجهاد وتضم بلاد المسلمين إلى بعضها.
والله أكبر، والعزة للمسلمين، والهوان لأعداء الله الطغاة الظالمين،
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته