عقد شباب حزب التحرير في منطقة أبو ديس محاضرة بعنوان (وقفة مع الثورات في بلاد المسلمين) وذلك يوم أمس السبت 16/4/2011 في مسجد صلاح الدين الأيوبي بعد صلاة المغرب. وقد بدأ المحاضر حديثة بذكر قوم موسى عليه السلام وعبادتهم العجل، ومن ثم ذكر عهد الله بأن يجزي كل مفتر كما جزى قوم موسى وعجلهم.
ثم تناول المحاضر أحوال الطغاة في بلاد المسلمين وسطوتهم وجبروتهم، وكيف أحلوا الحرام وحرموا الحلال، ولم يجدوا من يوقفهم عند حدهم، وكيف ظن الناس بأنّ هؤلاء الحكام لن يزولوا وأنّ هؤلاء الطغاة وجدوا ليبقوا مما جعل الأمة الإسلامية تصبح أشبه بالميت. وتستمرئ الذل والمهانة، حيث غرقت في بحر من المذلة وضنك العيش.
ثم ذكر أنّ الذي أمد في عمر هؤلاء الطغاة هو رضى الناس وسكوتهم، ولكن عندما تحرك المسلمون في تونس وتبعهم أهل مصر وليبيا وغيرهم من أبناء هذه الأمة العريقة، عندها أدرك المسلمون بأن بيوت هؤلاء الطغاة أوهن من بيت العنكبوت.
وكذلك أكد المحاضر على أنّ هذه الثورات كانت متوقعة عند من يعمل لإنهاض هذه الأمة ويسعى لعزتها، ولكن شكلها وموعدها وسرعتها قد فاجأ الجميع، وبعد هذه الثورات أصبح لسان حال الناس يقول ويكأنه لا يفلح الظالمون.
ثم أضاف بأنّ الغرب همه مصالحة، فلا قداسة لأشخاص الحكام بالرغم من استماتتهم في خدمة أسيادهم، فالغرب يرى الحكام العملاء كما يرى الانجليز خيلهم الهرمة، حيث تصبح هذه الخيل بلا فائدة، بل وعبء على صاحبها فتستحق بذلك رصاصة تنهي حياتها، وكذلك الحكام العملاء فالتخلص منهم أهون على الغرب من تخلص الانجليز من خيلهم الهرمة.
ثم بين أنّ هذه الانتفاضات مباركة بالرغم من الأصابع الغربية التي تعبث بها محاولة ثنيها عن الوصول إلى مبتغاها، وهو الانعتاق الكامل من ربقة الغرب. وبين كيف انكسر حاجز الخوف عند الناس وأصبح الظالمون في حيرة من أمرهم، فبعد أن سجنوا وعذبوا وقهروا، أصبحوا يحسبون لشعوبهم ألف حساب، و أيقنوا أنهم إلى زوال، وأنّ حصونهم لن تمنعهم من غضبة الله وغضبة عباد الله.
ثم ختم بدعاء الله عز وجل بأن تقود هذه الثورات لإنهاء الحكم الجبري وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
17-4-2011