بحضور جمع غفير من حملة الدعوة والوجهاء والأساتذة والمهتمين، عقد حملة الدعوة في منطقة الطور ندوة تحت عنوان: "ثورة الشعوب المسلمة إلى أين؟" يوم السبت التاسع من نيسان في مسجد عمر بن الخطاب، وتكررت الندوة نفسها في مسجد الأربعين في العيسوية يوم الأحد العاشر من نيسان.
 
وقد تحدث فيها الأستاذ أبو حمزة الخطواني فاستهل بأن الله تعالى قد استجاب لدعاء الضعفاء المظلومين من أبناء الأمة، فذهب بالظالمين الذين جثموا على صدر الأمة لعشرات السنين. وقال إن الشعوب العربية عاشت في العقود الماضية حياة جامدة، إلى حد أن وصفت بالموت السريري، فلما قامت الثورات فاجأت جميع المراقبين، وأثبتت أن الأمة حية عصية على الاندثار. ولأول مرة كانت الحركة شعبية، وليست حركة أفراد أو ضباط من العسكر، فأثبتت الأمة قدرتها على أخذ الزمام، وكسرت حاجز الخوف، وأعلنت إرادة التحرر من العبودية السياسية والظلم والقهر.
 
وقال الخطواني أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، ولذلك فإن المتوقع أن تسقط جميع الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج إن عاجلاً أو آجلاً. وشدد على أن المسلمين يجب أن ينطلقوا من الإسلام في سيرهم نحو التغيير، وأن يعلنوا أن الإسلام هو البديل عن الأنظمة المهترئة، ولا يجوز أن يتركوا العلمانيين يتحدثون باسم الثورات.
 
وحذر أبو حمزة من اللجوء إلى الكفار الغربيين ليحلوا مشاكل المسلمين، فالشرع الحنيف يفرض على المسلمين أن يصلحوا بين الفئتين المتقاتلتين من المسلمين، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، وهذا الإصلاح واجب على الجيش المصري والجيش التونسي وغيرها من جيوش المسلمين المحيطة بليبيا، ولا يجوز ترك هذا الفرض ليأتي الغرب المستعمر ويتدخل للحفاظ على مصالحه ويستعمر البلاد من جديد.
 
ثم تحدث الأستاذ أبو العز عبد السلام فتطرق إلى مصطلح ركوب الموجة، ومن الذي يحاول ركوب موجة الثورات والصعود على أكتاف الثورات، حيث تقوم وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات بإبراز أشخاص علمانيين ويساريين ليتحدثوا باسم الثورات، ويستبعدون الشخصيات الإسلامية المخلصة، ليظهروا الثورات بأنها لا علاقة لها بالإسلام، مع أن كل إنسان يعيش مع المسلمين ويختلط بهم يدرك أن الإسلام هو مطلب الأمة وهو المحرك لها.
 
وتطرق أبو العز إلى محاولة أميركا استثمار وتوجيه ثورات الشعوب المسلمة، لتكون ثورات نحو الديمقراطية والليبرالية، وأن لا تتحول إلى ثورات تطالب بالحكم بالإسلام، واستشهد بما كتبه روجر كوهين صاحب العمود المعروف بالنيويورك تايمز من أن الترياق الأكثر فعالية لمعالجة ما وقع في 11/9 هو ما حدث في 11/2، اليوم الذي اعترف فيه حسني مبارك بأن الأمر قد انتهى، فتنحى بعد 30 عاماً من الحكم الشمولي. وأن أميركا التي دعمت في السابق أنظمة قمعية بحجة الحرب على الإرهاب، يجب أن تدعم التغيير الديمقراطي في البلاد العربية، حتى تقطع الطريق على ما أسماه الراديكالية الإسلامية. واستشهد كذلك بكلام كونداليزا رايس وهيلاري كلينتون الذي يصب في المعنى نفسه، وبذلك يتضح أن أميركا تريد تحويل مسار الثورات نحو الديمقراطية والعلمانية، ومنع الشعوب من إيصال الإسلام إلى الحكم.
 
وقال إن المسلمين أدركوا قوتهم الجارفة، وأدركوا أن جيوشهم ملك لهم، وسوف تسير معهم وتحميهم في اللحظة الحاسمة، كما أدركوا أن تغيير الوجوه لا ينفع في شيء... ولذلك فإن حركة الأمة يجب أن تستمر حتى يتحقق التغيير الجذري والحقيقي بعودة الإسلام إلى الحكم وتوحيد بلاد المسلمين وتحرير بلادهم المغتصبة وأخذ زمام المبادرة من أيدي الغرب الرأسمالي الكافر.
13/4/2011