أجرت صحيفة القدس العربي اللندنية حواراً مع المهندس أحمد الخطيب عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين نشر على صفحاتها في عددها الصادر السبت الأحد 23-24\10\2010م، حيث تناول الحوار مسائل عدة مثل التعريف بالحزب وغايته ونشاطه واماكن عمله، المقاومة والتحرير، المفاوضات، علاقة الحزب بالسلطة، ومسائل أخرى.
قال إن أرض فلسطين وقف لجميع المسلمين لا يملك أي إنسان التفاوض عليها أو التنازل عن شبر منها،
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير الإسلامي: نحن لا نرى في السلطة نداً لنا ولا ننافسها بشقيها في رام الله وغزة
المقاومة الفلسطينية لا تستطيع تحرير فلسطين ولن تحرر الا بجيوش الامة الاسلامية بعربها وعجمها
وليد عوض:
رام الله ـ 'القدس العربي' فيما يتمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائد العام لحركة فتح بخيار المفاوضات سبيلا لانهاء الصراع مع اسرائيل تصر حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة على ان خيار المقاومة الفلسطينية هو الكفيل بتحرير فلسطين الا ان هناك رأيا مخالفا للطرفين يعبر عنه حزب التحرير الاسلامي، ولمعرفة رأي الحزب بما يجري على الساحة الفلسطينية بحثت 'القدس العربي' عن الرجل الاول في الحزب بالاراضي الفلسطينية للحديث معه فتم ارشادنا الى المكتب الاعلامي للحزب كجهة مخولة بالحديث عن الحزب وسياساته وتوجهاته، فكان هذا اللقاء مع احمد الخطيب عضو المكتب الاعلامي واحد قادة الحزب:
ـ هل حدثتنا باختصار عن فلسفة حزب التحرير بشكل عام وفي فلسطين على وجه التحديد؟
ـ حزب التحرير حزب عالمي من حيث تواجده ومن حيث فكرته، فهو ينتشر في القارات الخمس، ويعمل في أكثر من أربعين دولة، وفكرة الإسلام بشموليتها عالمية للناس كافة وهي مبدأ الحزب، والحزب يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية أي أن يعيش المسلمون طرازا خاصا من العيش وفق أحكام الإسلام وذلك لن يكون إلا من خلال الخلافة الإسلامية، فالخلافة الإسلامية هي دولة المسلمين جميعا والخليفة هو رئيس لعامة المسلمين، والخلافة هي التي تطبق الإسلام كاملا على الناس وهي التي تحمل الإسلام رسالة هداية ونور للبشرية،أما بالنسبة لنا في فلسطين فنحن جزء وامتداد لهذا الحزب العالمي ولكن عملنا لا يشمل طلب النصرة من أهل القوة والجيوش لإقامة الخلافة لأن فلسطين كاملة محتلة، ولكننا نقوم بالشق الآخر من عمل الحزب وهو حمل الدعوة إلى الناس لإفهامهم الفهم الصحيح للإسلام وصهرهم بفكرة الإسلام حتى توجد البيئة المناسبة لاحتضان الخلافة وتأييدها ونصرتها وحمايتها.
''' ''ـ ولكن فلسطين حاليا محتلة كيف يعمل حزب التحرير من أجل تحريرها؟
ـ فلسطين لن تحرر إلا بالقوة، وهذه القوة موجودة في جيوش الأمة الإسلامية عربها وعجمها، ونحن قمنا بأعمال سياسية'وجماهيرية واتصالات بالسياسيين والعسكريين في معظم بلدان العالم الإسلامي ومنه العربي من أجل الضغط على الأنظمة المتحكمة في رقاب المسلمين وفي الجيوش حتى تحرك هذه الأنظمة جيوش الأمة باتجاه كيان يهود وتقضي عليه قضاء تاما وتعيد فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام.
ويبدو أن الأنظمة قد تخلت عن واجباتها وتخلت عن تحرير فلسطين من خلال تحريك الجيوش كما قال وزير خارجية مصر أيام قمة سرت - الاخيرة - بأن تحريك الجيوش غير وارد، وكما قرر الحكام في قمة سرت التوجه نحو المجتمع الدولي خاصة الرباعية والأمم المتحدة واليونسكو لتحميلهم مسؤولية الحفاظ على القدس والمسجد الأقصى، فهم بهذا أعلنوا التخلي عن فلسطين تماما.
ـ كيف تصف إذن المقاومة الفلسطينية حاليا أليست برأيك قادرة على تحرير فلسطين؟
ـ أهل فلسطين كلهم أسرى وعزل ومن الظلم لفلسطين وأهلها' تحميل أهل فلسطين مسؤولية تحرير فلسطين، ويجوز للأسير تحت الاحتلال أن يقاوم المحتل وهو جهد مبارك، ولكن المقاومة كما هو مشاهد بالحس على الأرض لا تستطيع تحرير فلسطين، وقد أدرك ذلك الشهيد عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله فقال قبل وفاته على قناة الجزيرة 'نحن ندرك أن المقاومة لا تستطيع تحرير فلسطين ولكننا نرجو أن يحرك جهادنا في فلسطين جذوة الجهاد في الأمة لتتحرك نحو فلسطين فتحررها'.
'ـ هل تطالب فصائل المقاومة الفلسطينية بوقف مقاومتها وانتظار الجيوش الإسلامية والعربية لحين القدوم لتحرير فلسطين؟
ـ قطعا لا أقول ذلك وأقول أن المقاومة الفردية جهد مبارك، ولكني أقول لهم لا تتخذوا المقاومة طريقا للمفاوضات، كما فعلت منظمة التحرير، فاوضت وتنازلت عن 80 بالمئة من فلسطين لليهود وتفاوض على الباقي.
لا ننافس السلطة في رام الله وغزة
ـ كيف هي علاقة حزب التحرير مع السلطة الفلسطينية؟
ـ نحن لا نرى في السلطة الفلسطينية ندا لنا، فنحن لا ننافس السلطة بشقيها في رام الله وغزة على السلطة لأنها تحت الاحتلال، ولكننا نريد أن نحمل دعوة الإسلام بدون أي تدخل أو مضايقات ولن تستطيع أي قوة منعنا من القيام بأعمالنا وإيصال رسالة الإسلام إلى الناس.
ـ هل تتعرضون لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية وهل تمنع نشاطاتكم؟ وهل هناك معتقلون من عناصر الحزب لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية؟
ـ نعم تعرضنا من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية لمضايقات شديدة وملاحقات واعتقالات ومنعت بعض النشاطات، وخاصة بعد تسلم أوباما الحكم حيث طلب من رئيس السلطة في أول زيارة قام بها الأخير لواشنطن طالبه بوقف التحريض في المساجد ضد كيان يهود، فالسلطة تلاحق كل من لا يقبل بوجود 'إسرائيل' من حزب التحرير وغير حزب التحرير كما جرى اقتحام للقاعة في رام الله التي اجتمعت فيها بعض الفصائل والسياسيين لرفض المفاوضات المباشرة.
وأما بالنسبة للمعتقلين فقد اعتقلوا منا المئات عندما منعوا مؤتمرا في رام الله في ذكرى هدم الخلافة.
ـ وكيف علاقتكم مع حماس؟
ـ نحن نصحنا الأخوة في حماس أن لا يشاركوا في الانتخابات تحت الاحتلال، ونصحناهم أن لا يشاركوا في السلطة تحت الاحتلال، فهي سلطة غير شرعية وقامت على اتفاقيات باطلة وظالمة' مع الاحتلال تنازلت بموجبها منظمة التحرير والسلطة عن معظم فلسطين لليهود، ولكنهم لم يستمعوا لنصيحتنا، فكان ما كان وأصبحت غزة هدفا للتدمير والحصار حتى يصلوا بسلطة حماس إلى القبول بدولة على حدود 67 وقد نجحوا معها جزئيا من حيث الاعتراف الضمني وغير ذلك وهم يعملون للوصول مع سلطة حماس إلى ما وصلوا إليه مع منظمة التحرير.'
كرسي الحكم في فلسطين
كرسي وهمي على الورق
ـ هل تسعون للوصول لكرسي الحكم في الأراضي الفلسطينية؟
ـ قطعا لا فكرسي الحكم في فلسطين كرسي وهمي على الورق، فالحكم للاحتلال اليهودي ولأمريكا وجنرالاتها وللدول المانحة، والسلطة لم تستطع حتى حماية الناس، فاليهود والمستوطنون يعيثون في الأرض الفساد يحرقون المساجد والمزارع ويقتلون الناس ويعتقلون ويهدمون البيوت ويهودون القدس، والسلطة لا تحرك ساكنا، بل تعتقل كل من يرفض وجود دولة 'إسرائيل'.
ـ كيف ينظر حزب التحرير للانقسام الفلسطيني الحالي بين قطاع غزة والضفة الغربية؟
ـ لقد تنافست فتح وحماس على سلطة وهمية تحت الاحتلال ثم انقسموا واقتتلوا فما زادوا الناس إلا رهقا، وأوجدوا جرحا عميقا بين أهل فلسطين عموما وبين العائلات خصوصا، هداهم الله جميعا، والآن يُستغل الانقسام من أجل استكمال التنازل عن فلسطين والاعتراف بحق 'إسرائيل' في الوجود، والورقة المصرية أكبر دليل على ذلك.
ـ كيف ينظر حزب التحرير للمفاوضات التي تجريها السلطة مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967؟
ـ'قضية فلسطين هي قضية أرض إسلامية باركها الله، اغتصبها وشرد أهلها اليهود بدعم من بريطانيا وأمريكا ومعظم الدول الطامعة في بلاد المسلمين، وبتخاذل من الأنظمة الرسمية، وأرض فلسطين وقف لجميع المسلمين لا يملك أي إنسان التفاوض عليها أو التنازل عن شبر منها، ويجب على المسلمين تحريرها كاملة، خصوصا أن الله ربط هذه الأرض بعقيدة المسلمين بقوله 'سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله'،'ومنظمة التحرير أجرت مفاوضات سرية وعلنية مع الكيان اليهودي المحتل أدت إلى التنازل عن معظم فلسطين لدولة الاحتلال وتفاوض من أجل أن يسمح الاحتلال والدول التي أوجدت 'إسرائيل' بإقامة كيان هزيل لا يعدو في أحسن حالاته أن يكون بلدية لإدارة شؤون الناس، ويسمون هذا الكيان بالدولة، بالرغم من عدم وجود مقومات لبلدية ناهيك عن دولة، ونحن في حزب التحرير نرفض هذه المفاوضات جملة وتفصيلا ونرفض النتائج التي توصلوا إليها ونحن والمسلمون نعتبرها غير ملزمة لأحد من المسلمين، ونرفض اختطاف هذه القضية من أيدي المسلمين جميعا ووضعها في يد المنظمة والسلطة، وهذه المفاوضات جرت الويلات والكوارث على أهل فلسطين. ''
حزب التحرير ينتشر في مصر وسورية والأردن والسعودية والسودان
ـ أين ينتشر حزب التحرير؟ وهل قام بمحاولات انقلاب للوصول لسدة الحكم في أقطار عربية وإسلامية؟
ـ حزب التحرير بدأ نشاطه من القدس وانتشر إلى الدول العربية والإسلامية، فهو ينشط في مصر وسورية والأردن والسعودية والسودان وكافة الدول العربية، وينشط في معظم الدول الإسلامية مثل باكستان وإندونيسيا وأوزباكستان وكافة دول آسيا الوسطى وبعض الدول الأفريقية ، ويتواجد في أمريكا وأوروبا ودول أخرى، وقد قام حزب التحرير بمحاولتين في الأردن، وتحدثت وسائل الإعلام عن محاولات في دول عربية وإسلامية ولكن الحزب لم يعلق على ذلك.
'ـ أنتم تسعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، من سينصب خليفة المسلمين في حال نجحتم في الوصول لسدة الحكم في احد الأقطار العربية أو الإسلامية؟
ـ خليفة المسلمين يبايع من قبل الأمة، وقد بين الحزب طريقة اختيار الخليفة من خلال الانتخابات المباشرة بعد أن يحصر مجلس الشورى المرشحين الذين تتوفر فيهم شروط الخليفة، ويعلنهم للأمة لتختار واحدا منهم بالانتخاب المباشر، ولكن حال قيام الخلافة الآن في قطر معين، فأهل ذلك القطر هم الذين يبايعون الخليفة، ولكن عندما تستقر الخلافة وتضم مناطق أخرى، ويشغر منصب الخلافة، الأمة ستنتخب وتبايع خليفتها، وليس شرطا أن يكون الخليفة من حزب التحرير فنحن نسعى لإيصال الإسلام إلى الحكم وليس أشخاصا بعينهم، كما فعل البعض وصل الحكم بحزبه أو حركته وترك الإسلام في خارج الحكم.
ـ ما هي الأولوية لحزب التحرير إذا ما وصل لسدة الحكم؟
ـ ستكون الأولوية لوضع الإسلام كاملا موضع التطبيق ورعاية شؤون الناس رعاية صحيحة بأحكام الإسلام العظيم، ومن ثم توفير الأمن للناس وحمايتهم، وتوفير الغذاء والدواء والتعليم للناس، وبناء القدرات الزراعية والعلمية، والقدرات العسكرية الكافية لصد العدوان وتحرير البلاد المحتلة كفلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير وغيرها، وستعمل الدولة على ضم البلدان الأخرى لأن الخلافة للمسلمين جميعا، وإذا كانت الخلافة بجوار فلسطين فسيكون من أولياتها تحرير فلسطين كاملة من الاحتلال اليهودي.
ـ هل حددتم فترة زمنية للوصول لسدة الحكم في احد الأقطار العربية أو الإسلامية؟
- نحن لم نحدد مدة لإقامة الدولة لأن موعد إقامتها من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولكننا نسير بحسب طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ونبذل الوسع ونقوم بالأعمال المطلوبة التي تؤدي لإقامتها.
' ـ لماذا فشل حزب التحرير في الوصول لسدة الحكم لغاية الآن رغم أنك تقول بأن الحزب منتشر في معظم الأقطار العربية والإسلامية؟
ـ لو أن الإسلام حدد مدة زمنية لإقامة الدولة أو أننا حددنا مدة معينة ولم نستطع إقامتها في المدة المحددة لقلنا اننا فشلنا، وهذا غير حاصل فنحن نقم بكل الأعمال المطلوبة ونجدد في الأساليب ونطرق أبواب أهل النصرة ولكن لم تتوفر القوى الكافية حتى اللحظة وإلا لكنا أقمناها.
ـ هل فعلا هناك قناعة لديكم بأنكم ستنجحون في إقامة دولة الخلافة الإسلامية لتضم جميع المسلمين أو أغلبهم؟
ـ نحن نعمل في وسط الأمة ومعها وندرك أن الرأي العام الواعي عند الأمة يتحرق لتحكيم الإسلام في دولة الخلافة، ويتشوق الجميع لوحدة الأمة على أساس الإسلام، والدول الكبرى والأنظمة يعلمون ذلك، ولولا تحكم الدول الكبرى في الأنظمة القائمة، وبطش هذه الأنظمة بالمسلمين وحملة الدعوة لكانت إقامة الخلافة أسرع من رد الطرف.نعم نحن متيقنون من أننا سننجح في إقامة الخلافة، لأن الله سبحانه وتعالى وعد بذلك على لسان نبيه حينما قال عليه السلام 'ثم تكون خلافة على منهاج النبوة' وذلك بعد أن ذكر الملك الجبري الذي نحن فيه، وإنني لأرجو الله سبحانه أن يعجل لنا بالنصر والتمكين وتوحيد المسلمين في دولة الخلافة حتى تجمع القادرين من أبناء الأمة الذين يتحرقون ليكونوا في جيش الخلافة الزاحف نحو فلسطين ليحررها من الاحتلال اليهودي الغاشم ويعيدها إلى حظيرة الإسلام ويومئذ سيفرح المؤمنون بنصر الله.