بحضور جماهير غفيرة من الوجهاء والمخاتير وأهل الحل والعقد وأبناء الحركات الإسلامية والوطنية، والعديد من طلبة الجامعات وطلبة الثانوية العامة والمهتمين والتجار ومن عموم أهل البلد، عقد حزب التحرير في قاعة "ليالي العمر" في بني نعيم يوم السبت 27/2/2010م، محاضرة سياسية بعنوان { هل من بعد هذا الشر من خير؟}.
حاضر فيها الأستاذ فخري المحتسب.
 
وقد افتتحت المحاضرة بتلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ أبي الحسن، ثم بدأ المحتسب محاضرته بالإجابة على السؤال عنوان المحاضرة قائلا : نعم.. يوجد بعد هذا الشر خير، واستدل بوعد الله تعالى بالاستخلاف والتمكين للمسلمين، وببشرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بانزواء الأرض له ولأمته.
 
ثم تطرق المحاضر المحتسب إلى خلافة الأمس التي ملأت الأرض نورا وعدلاً, وألبست الكافرين ذلاً وخذلاناً.
وبين أن الكافرين مع كيدهم وحقدهم يعرفونها كما يعرفون أبنائهم، والمتبصرون منهم يدركون أنها قادمة،، وقِصارُ النظر يوهمون أنفسهم ويخادعون شعوبهم بأنهم يُعدون العدةَ لسحقها.
 
وبين المحتسب أن أمريكا والأوروبيين والملحدين والاشتراكين هم محور الشر، وأنهم يكتوون حسرة على ما أنفقوا من أموال عادت عليهم بالفشل والهزيمة، وعلى جنودهم بالقتل والانتحار.
 
وعرج المحتسب على نظرة محور الشر للمسلمين، وقال كأنهم ينظرون إلى أمة الإسلام ممثلة في حفنة من الحكام والعملاء التابعين لهم، يخرسون الناس ويجلدون ظهورهم, وينهبون أموالهم ومتاعهم. وقال المحتسب ما درى هؤلاء الأشرار وعملاؤهم .. أن الخلافة قادمة والعدل والخير معها سيعم الدنيا.
 
وبين المحتسب أن هؤلاء الأشرار ينشرون الشر ويبثون الرذيلة, ويعيثون في الأرض فساداً, ويقولون إنسانية ورحمة، إن الأشرار يفتعلون المشاكل ويثيرون الفتن, ويصبون الزيت على نار الطائفية ولهيب القومية ويقولون ديمقراطية.
 
وبين المحاضر أن الخلافة أدخلت الإسلام لأوروبا، وأقامت المساجد والمكتبات ومعالم إسلامية كثيرة, حتى كان الملوك فيها يستنجدون بالخلافة لحمايتهم لعلمهم بقوتها وعدلها.
 
وبين المحتسب فترة الضعف الفكري في عهد الخلافة العثمانية، وكيف التفت بريطانيا على حين غرة إلى مكامن الفتن, فحركت المشاعر القومية, وأثارت النعرات الطائفية, وبرزت الجمعيات والتكتلات داخل دولة الخلافة تنادي بسيادة الطورانية التركية, واستقلال الشعوب العربية والكردية. وتعاون المتآمرون من خونة العرب والترك مع بريطانيا, وأعلنوها حرباً على الخلافة وتقطعت أوصالها, وتسابقوا على ترسيم الحدود لتمزيقها نتفاً صغيرة وسموا كل ذلك وطنية واستقلالا.
 
وبين المحاضر أنه عندما غاب الإسلام عن الحياة غابت الفضائل,،، وتعطلت الحدود فتفشت المنكرات،, وتوقف الجهاد فلبست الأمة الإسلامية لبوس الذلة والمهانة وانسلخ عنها ثوب العزة والكرامة، فذهب الخير وغاب.. وانتشر الشر واستحكم.. فصار بعد هذا الخير شر.
 
وتحدث المحتسب عن قرب قيام الخلافة, وكيف يتحفز الكفار وأعوانهم  لضربها والانقضاض عليها.
 
وبين المحاضر أن الرئيس الأميركي الأسبق الشرير بوش ومنذ أكثر من عشر سنوات أعلنها حرباً صليبية ولكن على من؟ وأن جيوشه توجهت زاحفةً نحو المشرق, ولكن أين تقصد؟ هل زحفت لمواجهة جيوش تستعد للقائها؟ هل انقضت على دولة أعلنت الحرب عليها؟ إنها أهداف مخفية لغايات مشبوهة, إنها حرب على الإسلام وأهله.
 
إن بوش لم تقارعه دولة, ولم تجابهه جيوش, ولم تغلق دونه الحدود, ومع كل هذا وهو يمتلك البترول, أصيب بالهزائم واعتراه الفشل. ما الذي حققه بوش خلال سنوات من حكمه في بلاد المسلمين؟ أين ترسخت قدماه؟ وهل اطمأن قلبه لتحقيق غايته؟ كل هذا والخلافة لم تصل بعد, فكيف به عند قيام الخلافة؟ دولة لها جذور في التاريخ, وفروعها باسقة في السماء, وجندها يستظلون بوعد الله في النصر، فالهزيمة للكفر وجنوده محققة, والنصر لجند الله المخلصين وعد مؤكد.
 
وبين المحتسب بقوله: أن الخلافة ليست مناصب وجاهة, ولا مقاعد حكم, وإنما هي مسؤولية والمسؤولية أمانة, وهي حمل ثقيل إنها رعاية (الإمام راع وهو مسئول عن رعيته) كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
ثم أجاب المحاضر المحتسب على أسئلة الحضور، فبين المحاضر أن الخلافة هي الخير والعدل، وهي لكل المسلمين وليست لحزب التحرير مع أنه الوحيد الذي يعمل لها بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم،  وبين وجوب العمل لإقامة الخلافة من خلال جماعة تسير وتقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وشدد المحتسب على ضرورة نبذ الوطنية والقومية والديموقراطية، لأنها لا تمت للإسلام بصلة، وبين إحصائيات مذهلة تبين جرائم القتل والتدمير والظلم الذي عم الدنيا من الأمريكيين والأوروبيين والشيوعيين ويهود وغيرهم من الكفار، ثم اختتم الشيخ أبو بسام المحاضرة بدعاء مؤثر.
 
1/3/2010