الحكام المتباكون على القدس وأهلها هم شركاء في الجريمة!

ما حدث بالأمس في القدس من همجية وعدوان سافر على أهل المدينة والمصلين يؤكد حقيقة أن أهل القدس وفلسطين بل وعموم المسلمين في صف، وجميع الحكام والأنظمة في صف مغاير وهو صف أعدائهم، فلا سلطة التنسيق الأمني ولا أصحاب الوصاية المزعومة، ولا أولئك المتنافسون عليها من تركيا والسعودية، ولا بقية دول الخليج المطبعة ومعها كل الأنظمة الجبرية المتخاذلة تكترث بما يحصل للناس وما يصيبهم وما يقع عليهم من عدوان إلا بالقدر الذي يحفظ ماء وجههم -أو هكذا يحسبون- أو بتصريحات جوفاء ليس لها في الواقع أثر ولا عين، ولو كان هؤلاء لديهم أدنى شعور بالحمية لحركوا جيوشهم من فورهم لنصرة القدس وأهلها.

إن جرح فلسطين بمسراها وأسراها وبلادها المغتصبة سيبقى جرحاً نازفاً ما لم يتم نزع الخنجر المغروز في كبدها، بنزع هذا الكيان السرطاني المسمى "إسرائيل"، ولن يكون ذلك بكل تأكيد على أيدي حكام ساهموا في زرعه وسهروا على حمايته، ولن يكون ذلك إلا بأيدٍ متوضئة، عبادٍ لله تحت إمرة أمير للمؤمنين يعيد سيرة الفاتحين والمحررين ويجدد سيرة صلاح الدين، ولمثل هذا فليعمل العاملون.