استأنف كيان يهود فجر الثلاثاء ١٨/٣/٢٠٢٥م حرب الإبادة الوحشية على غزة، بأحزمة نارية وقصف مجنون شاركت فيه 120 طائرة، وقد أدت هذه الغارات إلى استشهاد ما يزيد عن ٤٠٠ شهيد، وإصابة أكثر من 500 بينها إصابات خطيرة جداً، وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة فإن نسبة ضحايا هذا العدوان من الأطفال والنساء والمسنين بلغت 73%، حيث استشهد 174 طفلا، و89 امرأة، و32 مسناً.
ليلة دامية عاشها أهل غزة، فتلطخ ما وجدوه من سحور في ليلة الثامن عشر من رمضان بالدماء والأشلاء، لقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر من جرائم يهود الوحشية في غزة، وما تحركت الأمة وجيوشها لنصرتهم، وخانهم الحكام العملاء الذين هم شركاء في هذه الجرائم؛ فالسيسي يحاصرهم ويضيق عليهم الخناق، وملك الأردن وأردوغان وحكام الإمارات يمدون جيش يهود بالطعام والشراب والوقود، فيما لا يُدخلون لأهل غزة كسرة خبز إلا بأمر يهود، وأطنان من الطعام تنتظر على الحدود فسد كثير منها وهي تنتظر إذناً بالدخول، هؤلاء الحكام الذين يعقدون القمم والمؤتمرات للتآمر على أهل غزة والإتيان بحلول لعلها ترضي سيدتهم أمريكا.
لقد زاغت أبصار أهل غزة وبلغت قلوبهم الحناجر، واستغاثت النساء والأطفال، لكن استغاثاتهم لم تلامس نخوة ضباط وجنود المسلمين، فقضوا نحبهم وذهبوا لبارئهم يشكون تخاذل وتقاعس جيوش المسلمين عن نصرتهم، ولم يقم في الأمة من يعرِّف المتعجرف ترامب والمجرم نتنياهو حجمهما الحقيقي، ويجيبهما على تبجحهما ووقاحتهما بـ"الجواب ما ترى لا ما تسمع"، فأمنوا العقوبة وسفكوا الدم الحرام ورسموا الخطط ووضعوا التصورات لمستقبل غزة وكأنها ملك يمينهم.
تفاقمت جرائم يهود، ولم يُعِد المسلمون شهر رمضان شهر نصر وتفريق بين الحق والباطل كما كان، بل كان على مدار عامين شهر قتل وإجرام وتشريد بحق أهل غزة، وكان شهراً استأنف فيه يهود بضوء أخضر من رأس الكفر والإجرام أمريكا حربهم الوحشية على غزة بعد يوم من ذكرى معركة بدر التي سماها الله بيوم الفرقان.
فماذا تنتظر الأمة وجيوشها بعدُ للتحرك؟! ألا يخشون أن ينزل الله عليهم غضبه وعقابه؟! ألا يخشون أن يستبدلهم؟! ألا يعلمون أن الذي فرض عليهم الصلاة والصيام والحج والزكاة قد فرض عليهم أيضاً نصرة إخوانهم المستضعفين ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾؟! فمتى تهدم الأمة وجيوشها عروش الحكام الخونة وتسقط حدود سايكس بيكو وتأتي مكبرة مهللة لتحرير الأرض المباركة ونصرة أهلها؟!
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
20/03/2025