نيران حلب الملتهبة لم تلامس نخوة أردوغان بينما لامستها نيران يهود الفتية

م. باهر صالح*

 

قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساعدة كيان يهود في مواجهة الحرائق المندلعة فيها منذ ثلاثة أيام، بإرسال طائرة إطفاء حرائق، وصفت بالضخمة.

وأشارت المواقع الإخبارية إلى أن تركيا اتصلت على كيان يهود لتبلغها بقرار الرئيس التركي، والذي قوبل بترحاب شديد من قبل رئيس وزراء يهود نتنياهو، الذي قال بدوره:" نقدر هذا العرض من قبل الحكومة التركية".، هذا وترددت الأخبار عن نية أردوغان إرسال طائرتين إضافيتين بحسب مراسل الجزيرة الياس كرام.

 

فيا لها من مفارقة عجيبة، منذ شهور وحلب تحترق وتُدك بأبشع القذائف والقنابل، يموت الالاف بنيران الأسد وروسيا، تُدمر المباني على رؤوس أطفالها ونسائها العزل، وهم من خيرة أبناء الأمة الإسلامية، أبناء الشام التي باركها الله، ومنذ أكثر من خمس سنوات وصرخات النساء والثكالى والأرامل واليتامى والشيوخ تخرج ملء أفواههم مستغيثة مستنجدة، وكل ذلك لم يلامس نخوة أردوغان والنظام التركي؟!.

 

أما النيران التي اشتعلت في كيان يهود المجرم، فقد لامست نخوة أردوغان وسارع إلى إرسال المساعدة رغم أنّ يهود لم يطلبوا منه ذلك!!، فقد تبرع من تلقاء نفسه لينقذ يهود ودولتهم بدلا من أن يرسل جيوش المسلمين الأتراك ليقتلعوا يهود من الأرض المباركة فلسطين، فيا للعار والخزي يا أردوغان!!

 

لم يطق أردوغان أن يشهد دولة يهود تتألم من الحرائق لثلاثة أيام بينما لم يجد في نفسه حرجا وهو يشاهد الشام تُباد وهم الجار والأهل والأخوة!! وبل وزاد على ذلك بأن تأمر عليهم ولو بالخفاء.

 

أما من قد يتنطع فيقول إنها حرائق والمسألة إنسانية، فنذكره بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرّق، فعن ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق)، وعن أسامة بن زيد قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرية يُقال لها: أُبْنَى، فقال: ائتها ثم حرّقْ)، وأُبنى هذه هي يَبنا فلسطين. فالإسلام قد أجاز للدولة أن تحرق لتكسب المعركة وتهزم الأعداء، فكيف بنار اشتعلت في مضارب الأعداء؟!!

حقا، أنّ حكام المسلمين مجرمون، وهم من الأمة براء، لا يتألمون لمصابها، ولا يفرحون لفرحها، بل يتعاطفون مع إعدائها ويعينونهم علينا إن لزم، فاللهم خلص الأمة منهم ومن أعوانهم، وعجل لنا بخلافة تحن علينا ويبكي خليفتها على مصابنا.

 

•        عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

24/11/2016