دقت ساعة النصر
عصام الشيخ غانم
يفقد الكفار مواقعهم في المنطقة الإسلامية ويحصل الفراغ والأمة تتأهب لساعة النصر وهي في أعلى درجات التأهب للقفز والاحتفال بنصر الله تعالى. قد يستغرب كثيرون من هذه الرؤية وهم يرون دماء المسلمين تسيل في الكثير من العواصم والمدن الإسلامية خاصة في المنطقة العربية، يستغرب كثيرون ذلك وهم يرون مراوغة الغرب وعملائهم وحنكتهم في استبدال عميل بعميل كما هو حاصل في مصر وتونس، لكن وبالله التوفيق فإنني أرى بأنّ ساعة الخلاص قد أخذت تدق وأنّ النصر قد بات مسألة ساعة بإذن الله، لا أكثر، وهاكم التفاصيل.
إنّ للنصر ثلاثة متعلقات، أولها وجود من يطالب بالحكم، وثانيها وجود المناخ المناسب، وثالثها توفيق الله تعالى. أما المتعلق الثالث فهو من الغيبيات التي لم يُطلع الله تعالى عليها أحداً، وهو من مكنونات علمه سبحانه وتعالى، ويكفينا وعد الله للعاملين للتمكين المطالبين بالحكم لتطبيق شرع الله {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَبَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
أما المطالب بتحكيم الإسلام، فقد ترسخت عبر عقود طويلة في حزب صار معروفاً للأمة وكافح معظم الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي مطالباً وبإصرار بتحكيم الإسلام في حياة المسلمين، وصار لا يمكن فصله عن فكرة الخلافة والتي معناها تحكيم الإسلام في كافة مناطق المسلمين وليس الاكتفاء بالمطالبة بحكم الإسلام في قطر واحد أو حتى أقطار وفق الحدود التي حاول المستعمر جاهداً طوال قرن من الزمان ترسيخها على أنها أبدية.
 وقد صبر هذا الحزب طويلاً على فكرته، ولم يقم أبداً بتغيير فكرته فيصغرها أو تغيير طريقته لتكون مقبولةً أكثر في الظروف المختلفة التي تقلبت على العالم الإسلامي خلال أكثر من نصف قرن، وهذا الصبر الطويل يذكرنا بصبر الأنبياء عليهم السلام على دعواتهم دون تغيير فيها أو مداهنةٍ لأهل الحكم ليستسيغوها. وقد تميز حزب التحرير عن غيره بما يلي:
1.       طبيعة فكرته الإسلامية النقية من أية شوائب وهو ما جعله حزباً إسلامياً بكل ما تحويه الكلمة من معنى، وهو يضم المسلمين إليه دون أي اعتبار للوطنية أو القومية ويقف فيه المصري والعراقي والتركي والأوزبيكي على قدم مساواة فعلاً لا قولاً. ويشعر بهذا أعضاؤه في أعمالهم اليومية ويتعاظم انتماؤهم له بشكل متزايد، ويدير الحزب أعماله في كافة الأقطار بقيادة فعلية لا شكلية من أمير واحد. وبهذا فإنه يتميز بالعلامة الإسلامية الصافيةً وليس له أي علامة أخرى، تركية أو عراقية أو غيرها، فكان بذلك أهلاً للقيادة الإسلامية في أي بلد إسلامي، وهو يحاول الوصول للحكم كطريقة لإقامة شرع الله في الأرض في أقطار إسلامية متعددة وليس في قطر واحد.
2.       أفكار الإسلام من حكم وسياسة واقتصاد واجتماع وتعليم وأنظمة بناء الدولة كلها جاهزة لدى الحزب لوضعها في التطبيق الفعلي، وهو بالتأكيد مستثنى من كافة الانتقادات العلمانية التي طالما وجهت للإسلاميين على أنهم لا يملكون بديلاً للنظام القائم وأنّ أعمالهم مجرد شعارات. فالحزب قد بذل مجهوداً كبيراً في استنباط الأحكام الشرعية لكافة مسائل الحكم في العصر الحديث، وقد أرسى دستوراً جاهزاًً للتنفيذ يحتوي على الخطوط العريضة لشكل الدولة الإسلامية وسياساتها في كافة مناحي الحياة. وكل تلك الأحكام مربوطة بالنبع الصافي وهو القرآن والسنة، وبهذه الأنظمة التي يتدارس أعضاؤه كافة تفاصيلها في دروس مركزة فقد تم فعلاً إزالة كافة الأتربة التي علقت بفهم المسلمين للإسلام في السياسة والحكم ومتعلقاتهما.
3.       يعتمد هذا الحزب على قاعدة هي الأرقى في العالم في فهم مجريات القضايا السياسية المحلية والإقليمية والدولية حتى صار عنواناً للفهم الصحيح للأحداث الجارية حول العالم، ومتنبه وبقوة لكل شاردةٍ وواردةٍ من مكائد الدول الكبرى ضد الإسلام، بل وضد بعضها بعضاً، وبهذا فإنّه لا يمكن أن يقع في فخ عن جهل وقلة دراية. وبهذا الفهم السياسي المستنير فهو مبصر لطريق الإسلام وكيفية العودة به كقوةً فاعلةً إلى الحلبة الدولية.
4.       وهو أكثر حزب إسلامي قائم لغاية الآن يمكن أن تجتمع عليه الأمة، فلم يدخل في صراعات مسلحة مع أي جماعة أخرى، وليس لأحد عنده ثأر، فهو نقي من كل الشوائب العملية التي يمكن أن تصنع له أعداءً داخل البلاد.
وهكذا فقد وجد في العالم الاسلامي حزب يطالب بالحكم بالإسلام عن جدارة كاملة. ولا يعني ذلك التقليل من شأن الجماعات الإسلامية المخلصة الأخرى، إنما معنى ذلك أنّ الحزب لوحده ودون غيره هو من أسس ويملك أنظمة الحكم الإسلامية شاملةً، وهو يعمل في كافة الأقطار تحت قيادة أمير واحد، وهو المتابع دون كلل لكل مجريات الأمور السياسية، وكثيراً ما تعتمد عليه جماعات إسلامية مخلصة في رؤيته السياسية وفي عدة أقطار، وليس لأحد عنده ثأر، بل صبر على كافة أعمال التنكيل والقمع التي تعرض لها من أنظمة الحكم كافة محتسباً ذلك عند الله تعالى.
 وطالما انتبه الكفار إلى الخطورة الكبيرة التي يمثلها الحزب ضد نفوذهم في العالم فطلبوا من كافة وسائل الإعلام التعتيم على كافة أعماله حتى لا تراه الأمة مخافة أن تعطيه قيادتها، في الوقت الذي تفتح هذه القنوات الفضائية وباقي وسائل الإعلام أبوابها على مصراعيها لأحزاب أخرى كثير منها سائرٌ في ركاب المشاريع الغربية، بل إنّ وسائل الإعلام مع وسائل أخرى للغرب في المنطقة قد أثرت كثيراً في أحزاب تسمى إسلامية وحملتها على المناداة فعلياً بالعلمانية.
 وأما المتعلق الثاني، وهو وجود الظروف المناسبة، فلا يكاد المرء يصدق ما يراه في أنّ الكثير من الأحداث تتجمع لتهيء الفرصة تلو الفرصة حتى كثرت الفرص التي يرى فيها العاقل أنّ تحكيم الإسلام بات قاب قوسين أو أدنى. وإذا كنت أجزم بأنّ الإسلام قادرٌ على الحكم تحت أي ظرف دولي أو اقليمي، وكان الحزب يطلب الحكم ويتصل بأهل النصرة تحت كافة الظروف التي مرت بها الأمة الاسلامية، لكن تربة بلاد الإسلام تزداد خصابةً للحكم الإسلامي، والظروف الدولية تزداد تأهباً لقبول الكفار بالهزيمة، والمسلمون يزدادون جرأة وقوة ضد حكامهم، وهذا هو البيان باقتضاب:
1.       بالتأكيد كان يمكن حكم المسلمين بالإسلام والقضاء على التيارات الاشتراكية واليسارية المنتشرة بين أبناء المسلمين في كافة الأقطار، لكن انهيار الاتحاد السوفييتي قد كفى الدولة الإسلامية شر هؤلاء وأزال كافة المخاطر المتعلقة بهم.
 وكان للعلمانيين وتياراتهم صولة وجولة في العالم الإسلامي قبل التسعينات، وظل هذا التيار يتراجع مع الانكشاف المتواصل لعورات الغرب الذي تنتمي إليه هذه التيارات، وأنّ الدول الغربية ما هي إلا مستعمر وماص لدماء وخيرات الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية حتى كفر بالغرب أتباعه، بل إنّ 11 سبتمبر وما تلاه من سياسات غربية متهورة ضد المسلمين قد دفع بالكثير من العلمانيين الى أحضان التيار الإسلامي، فتمترست كل بقايا التيار العلماني خلف قوة الحكام في العالم الإسلامي، ولولا القنوات الفضائية التي صارت لهم مركزاً لما أحست الأمة بوجودهم فيها، أي أنّ انهيار هذا التيار بالكامل مرتبط بانهيار الحكام، بمعنى أنّه لا رصيد له في الأمة.
 وهكذا فإنّ أحداثاً دولية كبرى مقرونةً مع صمود الدعاة للإسلام أمام قمع الحكام قد عملت على تهيئة الأجواء داخلياً لاستقبال شديد الترحاب في الأمة بالحكم الإسلامي. ومن المؤشرات القاطعة على ذلك أنّ أعمال الأمة اليوم تنطلق من المساجد كافة، وأنّ يوم الجمعة هو اليوم الأثقل على الحكام بسبب اجتماع المسلمين للصلاة.
 
2.       وأما الظروف الدولية، أي أحوال الدول الكبرى، فقد خسر العالم أحد أبرز أقطابه بانهيار الاتحاد السوفييتي، وهبت أمريكا لملء الفراغ وظهر ذلك بشكل هائل بعد 11 سبتمبر، لكن حروبها في العراق وأفغانستان قد قزمتها كثيراً، فقد انكشفت حدود قدراتها العسكرية أمام جماعات القتال المسلمة في كلا البلدين ولم تنتصر، وانكشف زيف ادعائاتها بالأخلاق والنزاهة وبحقوق الإنسان بالدرجة العالية من الوحشية التي انبعثت من سجون غوانتنامو وأبو غريب وقلعة جانغي حتى فقد الشعب الأمريكي نفسه إيمانه بأخلاق دولته المجرمة،
 وهكذا بريطانيا وغيرها من كافة الدول الغربية التي شاركت أمريكا أعمالها الاجرامية في العالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر، وهنا تعرت المشاريع السياسية الأمريكية والأوروبية وقلت نجاعتها، ناهيك عن أنّ ورطتها في العراق وأفغانستان قد فاقمت من مشاكلها الاقتصادية، فكان ما كان سنة 2008 من الأزمة المالية العالمية والتي يمكن وضعها تحت عنوان "رأسماليو أمريكا وأوروبا يأكلون لحم شعوبهم ولحم العالم أجمع"، فبرزت اخفاقات النظام الرأسمالي ووقف على حافة الهاوية ينتظر البديل. وهكذا تهيأت الظروف الدولية لأن يكون الإسلام بديلاً للرأسمالية من ناحية ومن ناحية أخرى فقد أخذ الغرب ودوله ينشغلون بأنفسهم ويتزايد انكفاؤهم على مشاكلهم الداخلية فيخف تركيزهم في العالم، وبدأ نفوذهم بالانحسار، لتكون الفرصة مهيأة بأقل قدر من الصعوبات أمام الاستقلال الحقيقي للبلاد الإسلامية.
 
3.       وأما على صعيد المسلمين فقد نجحت أنظمة القمع المدعومة من الغرب في كبت وقهر الأمة الإسلامية لعقود، ومع هذا الخنق الشديد شكك البعض في أصالة هذه الأمة بسبب سكوتها عن هؤلاء الحكام الذين باعوا دينهم وضمائرهم بثمن غربي بخس. أما وقد هبت رياح التغيير من تونس فإنّ شعوب الأمة الإسلامية من تونس ومصر إلى ليبيا واليمن إلى سوريا وغيرها قد أخذت تستعيد زمام المبادرة وأخذت تعلو المطالبات التي ارتفعت بالتدريج من الإصلاح الى إسقاط الأنظمة وها هي تأخذ طريقها إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، وبهذا فقد فتحت الآفاق لنجاح التغيير ولأن تعود الأمة كما أرادها الله خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
وبهذه العوامل الثلاثة فقد أخذت البلاد الاسلامية تستعصي شيئاً فشيئاً على أمريكا وأوروبا. وهناك من الناس من تأصلت في ذهنه مفاهيم حول السطوة الغربية في العالم الإسلامي، ولا يستطيع أن يرى أثر هذه العوامل الكبرى في خلق المناخ المناسب للتغيير الإسلامي الحقيقي المتمثل بتحكيم الإسلام ووحدة البلاد الإسلامية، وهذه الظروف تقرب النجاح، بل وبعد الثورات العربية تجعله على مرمى حجر.
 وإلى هؤلاء أقول: حركات الجهاد العراقية مرغت أنف الجيش الأمريكي في التراب، وحملت أمريكا على الامتناع عن التدخلات العسكرية الكبيرة في العالم لفترة ستطول، ومشاركة أمريكا في الأعمال العسكرية في ليبيا ليست دليلاً على عكس ذلك خاصة مع خوفها من إنزال قوات على الأرض، وأوروبا تهرم بسرعة قياسية، وهم الآن يفقدون أدواتهم في العالم الاسلامي أداةً تلو الأخرى، فمبارك قد طرده الشعب، والحكومة التي عياها المجلس العسكري في القاهرة ليست قادرة على خدمة أمريكا كما كان مبارك، ولم يعد أمرها إذا قالت لقائد كن فيكون،
 وقبل ذلك فقد اندفع المسلمون الأفغان وراء حركة طالبان مكبدين أمريكا أفظع الخسائر وهم يديرون ظهرهم لأمريكا ولأوروبا حتى قرر أوباما الانسحاب وترك أفغانستان للمجهول. وبدلا من أن تقوم أمريكا وأوروبا بمتابعة شمولية لمجريات الأمور في العالم الإسلامي، تعصف بهم أزمات المال أزمة تلو أزمة فتنشغل أوروبا ببقاء اليونان في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، أو بالعودة الى الأنظمة النقدية الوطنية وترك فكرة الاتحاد، وكذلك أمريكا بين ديمقراطيين وجمهوريين: هل يرفع سقف الدين الأمريكي العام أم لا؟
وأمام هذا الواقع تعترف وزيرة الخارجية الأمريكية بضروة تغيير أدوات الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، خاصة وهي ترى أن أهل سوريا وقفوا ضد حاكمهم وبقوة، وقفة رخصت معها التضحيات، وانشقت قطاعات من الجيش عن قيادتها، وتشكلت التربة الخصبة للعمل مع هؤلاء الشرفاء في الجيش السوري.
 وفي تونس انفتحت الأجواء فجأة للعمل الإسلامي المخلص وانكسر الطوق حول الاتصال بالعسكر أو القيام بالأعمال الدعوية الكبيرة في الحياة العامة، وفي مصر أخذت فكرة الخلافة تنتشر بسهولة ويسر بين الشباب المسلم دون أي خشية من أجهزة أمن أصبحت الآن تحت المحاكمة الشعبية، بل إنّ الدعوة للخلافة الإسلامية قد أصبح يدعو إليها غير المنتسبين للحزب علناً وأمام الجماهير مثل الشيخ الزنداني في اليمن، وفي أوساط بعض العسكر في بعض الجيوش الإسلامية أصبحت الدعوة للخلافة ونصرة حزب التحرير علنيةً إلى حد كبير.
وبهذه التغييرات الكبرى الحاصلة فإنّ رياح التغيير التي هبت على العالم الإسلامي والمقرونة بالضعف المتزايد للدول الغربية والتآكل المستمر لعظمة الدول الكبرى كلها قد أخذت تسارع في زيادة الفرص لإقامة الخلافة الإسلامية، فأصبح الواقع اليوم فرصةً تليها فرصة أخرى لتتشكل بعد ذلك فرصة ثالثة ورابعة وهكذا، ويكفي دعاة الإسلام نجاح فرصة واحدة لينطلق منها الإسلام إلى باقي ربوع العالم الإسلامي.
والعارفون بأحوال الأمم يعرفون كيف قادت الفرص المتتالية في المناخ المناسب مع وجود المطالبين بالحكم إلى التغيير الشامل، فالرسول محمد عليه السلام توفرت له فرص من أهل النصرة، وكان بعضها مشروطاً غير مكتمل بأن تكون تلك النصرة بين قبائل العرب، لا نصرة ضد الفرس، أو من طلب أن يكون لهم الأمر من بعده عليه السلام، فكانت فرص لم يقدر الله لها النجاح، ولكنها في النهاية كانت نصراً مؤزراً ببيعة أهل يثرب، وكان يريد فرصة واحدة لا أكثر.
وفي تاريخ الأمم الأخرى الكثير من الحوادث التي عمل فيها المناخ على تشكيل الفرص حتى مع انهيار الأمل، ففي الصين ظنت الحكومة الوطنية بعد مسيرة الألف ميل التي لاحقت فيها بشكل ساخن الحزب الشيوعي، ظنت أنها نجحت في استئصاله بسبب كثرة ما مني به من خسائر، بل كان هو بنفسه يقدر النصر بعد سنوات، فإذا هو بعد شهور ينتصر بسبب أنّ الظروف الدولية كانت مهيأة لايجاد منافس دولي اشتراكي لروسيا السوفييتية. وفي روسيا نفسها فقد فشلت الثورة البلشفية الأولى سنة 1917 في الوصول إلى الحكم وقام القيصر بالتنكيل بأعضاء الحزب الشيوعي الروسي، وكان لينين يقدر بأنّ الثورة القادمة قد تكون بعد خمس سنوات، ليفاجأ برئيس وزراء القيصر يعطيه زمام الأمور بعد شهرين من فشل الأولى ويمهد الطريق لثورة ثانية سريعة نجحت وقلبت حياة روسيا ونصف العالم رأساً على عقب قبل أن تنهار الشيوعية في مهدها.
وفي المجمل فإنّ الظروف المناسبة والمناخ المؤاتي تتجمع لتشكل فرصة بعد فرصة، وتبقى الفرص تتشكل حتى يتم التقاطها مرةً واحدة، تكون هي النقطة التي منها ينقلب التاريخ، وتبدأ أمة الإسلام بتسطير أمجاد جديدة في العالم بأسره.
1-8-2011