كتبها الأستاذ خالد سعيد . غزة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين
*يا ترامب غزة عصية على الكسر وسيبقى أهلها أحرار ولن يخصعوا لرعاة البقر*
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الفلسطينيين لن يكون لهم الحق في العودة إلى غزة بموجب مقترحه لإعادة تطوير القطاع، وسيكون لهم مسكن دائم في مكان آخر، وذلك وفقًا لمقتطفات من مقابلته مع قناة فوكس نيوز (معا).
يبدو أن الرئيس الأمريكي لم يقرأ التاريخ ولم يعرف حقيقة المسلمين، أو أنه يتجاهل الحقائق عن عمد وقصد بهدف إثارة الجدل، وفرض النقاش حول مواضيع ومسائل مغلقة ومحسومة في عقول وقلوب الناس لا تقبل النقاش ولا المساومة.
سواء كان الأمر يرجع إلى جهل أم تجاهل فإننا نقول لترامب ولغيره من الطغاة المتغطرسين، لا يغرنك يا ترامب أنك وجدت من حكام المسلمين من يركع ويخنع لك، ويطأطئ الرأس بين يديك، فهؤلاء شرذمة مارقون متطفلون، ليس لهم حظ من شرف أو كرامة، ولا نصيب من رجولة أو شهامة، وهم لا يمثلون الأمة بحال من الأحوال، وأنت تدرك والكل يدرك أنهم صنيعتكم، أولست من قلت أنكم تحمون العائلات الحاكمة في المنطقة.
تسلطوا علينا بدعم منكم في لحظة مظلمة من حياتنا، ووجودهم في الحكم ليس عن اختيار ورضى من الأمة، وإنما هم وكلاءكم وعملاءكم يخدمون مصالحكم الاستعمارية في بلادنا، ويحرسون مشروعكم الزائل قريبا بإذن الله كيان يهود.
ولكن لن يطول الوقت بإذن الله حتى نقتلعهم، ونسقط عروشهم، ونهدم كيانات الشر التي مزقتم بها الأمة، لتعود الأمة الإسلامية واحدة موحدة في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ولعلك ترى ذلك قريبا بإذن الله تعالى.
يا ترامب إن الأرض بالنسبة لنا نحن المسلمين هي أرض الله يورثها من يشاء من عباده، فإن ملك المسلمون أرضا وخضعت لسلطان الإسلام يوما، فهي أرضهم وحقهم تبذل دونها الأموال والأنفس، ولا يمنعنا حقنا هذا أي معتد، ولا ننسى هذا الحق ولا نسقطه مهما طال الزمن، فهو معلق في ذمتنا إلى يوم الدين.
أما بيت المقدس وأكناف بيت المقدس فهي واسطة العقد ودرة التاج، بؤرة الصراع بين الحق والباطل تهون من أجلها المهج والأرواح، رويناها بدماءنا جيل بعد جيل منذ فتحها الفاروق عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا، ولن نحيد ما دام فينا عرق ينبض، خضنا مع اسلافكم من الغزاة المعتدين من الصليبيين و المغول أشد وأشرس وأعظم المعارك وإن شئت فاسأل عن حالنا وحالكم في اليرموك وحطين وعين جالوت.
فإن حدثت نفسك المغرورة، بأن هذا تاريخ قد مضى، وتلك أيام لن تعود، فماذا عن جيشكم المهزوم في العراق وأفغانستان، ومن قبل ماذا فعل بجنودكم في الصومال.
أما أنك تتوعد أهل غزة بالقتل أو التهجير، ثم بكل وقاحة وغطرسة تمنع من يغادرها من العودة إليها، تحسب أنك في مزرعتك الخاصة تدخل إليها من تشاء وتمنع عنها من تشاء.
أما حدثتكم نفسكم الشريرة ما الذي يجعل أهل غزة يصمدون في وجه آلة القتل والإجرام، ويتشبثون في بلادهم رغم الإبادة، إنه الإيمان أيها الفرعون.
على مدى 600 أو يزيد ولم يستطع يهود المجرمين، ومن خلفهم كل قوى الشر على رأسهم أمريكا أن تهزم شعب أعزل لا يملك أي سلاح سوى سلاح الإيمان، الإيمان بالله وبأنه صاحب الحق، وبأنه منتصر لا محالة، أما البغاة والطغاة أمثالكم فسيهزمون ويندحرون.
اعلم يا ترامب أنكم لن تتمكنوا من كسر عزيمتنا، وطمس وجودنا، وبرغم كل ما يمارس علينا من ظلم الحكام فلن نضعف ولن نستكين، ولن نسقط ولن نسلم لكم ونرضى حياة العبيد.
واعلم يا ترامب أنكم لم تدخلوا في مواجهة حقيقية مع أمتنا الإسلامية لأنه ليس اليوم لنا قيادة توحدنا، ولا كيان يجمعنا، ليس لنا خليفة مثل هارون الرشيد ليرد على وقاحتك ردا تراه بأم عينيك وليس سمعك، ليس لنا سلطان مثل السلطان عبد الحميد ليرد أطماعك وملياراتك مهما بلغت لأن عمل المبضع في بدنه أهون عليه من بتر فلسطين من بلاد المسلمين، ووالله الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وهو الذي يحي ويميت، ويعز يذل لنعيدن سيرتنا الأولى ونقف على أقدامنا من جديد، ونطردكم من ديارنا شر طردة، أنتم وخدمكم وعبيدكم من الحكام، ثم لنلاحقنكم في عقر داركم لنطهر الأرض من رجسكم، ونخلص البشرية من شركم، أما أنت أيها الترامب فمن الجيد أن نعيدك راعيا للبقر، وإن غدا لناظره قريب.
4/6/2025