تعليق صحفي

سلطة عباس تقتل أطفال غزة بحجة المصلحة الوطنية

خلال أقل من يوم توفي الطفل الثالث بعد وفاة الطفل الثاني والأول ممن يحتاجون للعلاج في الخارج، نتيجة تضييق سلطة عباس على أهل قطاع غزة، وارجاء عدد كبير من تحويلات العلاج في الخارج، وذلك في اطار الضغوط التي يمارسها عباس على قطاع غزة بحجة اخضاع حماس المسيطرة على القطاع.

لقد بدأت هذه الضغوط باقتطاع جزء من رواتب موظفي سلطة رام الله بحجة تقليل ايرادات حماس من الضرائب، ثم تبعها قطع الكهرباء وهو ما استجاب له كيان يهود بعد تردد، ليصل امداد الكهرباء مع بداية شهر رمضان ودخول فصل الصيف الى أربع ساعات فقط لوصل التيار وانقطاعه اثنتي عشرة ساعة متواصلة، وهو الأمر الذي يزيد ضنك الحياة في غزة، بل ويهدد المرافق الصحية بما فيها بعض الأجهزة الطبية.

ثم زاد الأمر بايقاف توريد الأدوية الطبية الموردة لوزارة الصحة في غزة، ثم وبعد الأخبار التي نقلت حول اتفاقات غريم عباس محمد دحلان  مع وفد حماس في القاهرة، بدأ تورم سلطة عباس تجاه قطاع غزة بإيقاف تحويلات العلاج للخارج بشكل كبير، وها هي آثار ذلك المنع بدأت في وفاة ثلاثة أطفال في أقل من يوم واحد.

 

وازاء ذلك نقول:

لقد أثبت التاريخ أن التضييق على الشعوب  والناس بحجة خلع الأنظمة هو نهج لا يضر الا الناس، فحصار العراق ومنع الغذاء والدواء عنه لم يسقط النظام، وإنما أضنك عيش الناس وقتل أبناءهم بينما بقي النظام، فكيف الحال بسلطة غزة المتمسكة بسلطتها مهما كان الثمن، يدفعها لذلك التصديق بسلطة وهمية في قطاع محاصر من كل الجوانب ولا مقومات ذاتية فيه للبقاء، فضلا عن رؤيتها مصير حكم الإخوان في مصر بعدما زال، وما حل بهم بعد ذلك من قتل وسجون وقمع واذلال.

 

إن استغلال كيان يهود لهذه الأزمة ظاهر وواضح، فليس مصادفة أن يسمح يهود بخروج قطة من قطاع غزة لتلقي العلاج في الوقت الذي يموت فيه أهل غزة قهرا ومرضا، ولكن هذا لا ينفي اجرام عباس بحق أهل فلسطين وغزة خصوصا، ويا ليت كل تلك الضغوط كانت لأجل تحرير فلسطين أو نصرة للأقصى أو إنقاذا لأهل الضفة الذين يقتل أبناؤهم صباح مساء على يد جيش كيان يهود أمام سمع وبصر عباس وسلطته وأجهزته الأمنية، بل كل تلك الضغوط لأجل إثبات سيادة وهمية لتلك السلطة على قطاع غزة، فهل من فقد السيادة ولا يتحرك الا بتصريح من يهود في الضفة سيستعيد سيادته في غزة.

 

ان حالة الضيق التي يشعر بها عباس، والكلام حول العزلة التي باتت تقض مضجعه بعدما وصل لحالة الهرم السياسي بعد الهرم العمري، والتلميح بعدم رضا الأمريكان عن نهج عباس رغم كل ما يقدمه لهم، كل ذلك يحاول عباس تعويضه بإثبات قوته على أهل غزة لإخضاع حماس، بينما لم يجرؤ على السير في طريق بطولاته الوهمية بقطع التنسيق الأمني، أو حتى بتنفيذ وعوده بالانضمام للمنظمات الدولية رغم هزالتها.

 

فهل المصلحة "الوطنية" التي يدعيها عباس باستعادة غزة لصالح سلطته تأتي على دماء أطفال وأهل غزة؟ وهل سكوت مؤيديه على إجرامه بحق أهل غزة هو نضال "وطني"؟

 

إن مصير الخونة لأمتهم مدرك معروف لكل مشاهد عادي، وما حال عباس عن ذلك ببعيد، فكم خذلت أمريكا عملاءها بعد استنفاد خدماتها فهل يتعظ عباس من مصير من سبقه أم سيجري القلم عليه وقد بلغ من الكبر عتيا، فمصير الطغاة معروف فكيف الحال بمصير الطغاة الذين يتلهفون على خدمة أسيادهم أمريكا ويهود.