تعليق صحفي

روسيا المجرمة - هل تُصلح ما أفسدته الفصائل الفلسطينية؟

نشرت الجزيرة خبر الدعوة الروسية لرعاية المصالحة الفلسطينية تحت عنوان "روسيا تستضيف فصائل فلسطينية لبحث المصالحة"، ونقلت وسائل الإعلام عن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" زياد الظاظا، " أن "حماس" رحبت بالمبادرة الروسية".

في الوقت الذي تتغنى فيه روسيا بهجمتها الشرسة على الشام، وإخضاعها فصائل الثورة لإرادة أمريكا عبر فرض الحل السياسي الذي يحافظ على نظام بشار، يأتي ترحيب الفصائل الفلسطينية بالدعوة الروسية، متناسين جرائمها ودموية هجمتها على أهل الشام، ومفرقين بين بلاد المسلمين.

ومن المعلوم لكل مسلم عاقل أن روسيا هي دولة محاربة للأمة الإسلامية، ولا يصح أن تنسج حركات المقاومة معها العلاقات الدبلوماسية، ولا أن تُعطيها الفرصة للتدخل في شؤون الأمة، بل فرصة التآمر على قضاياها كما فعلت في الشام. بل إن الواجب الشرعي هو حشد الأمة ضد روسيا وضد جرائمها، لا تبييض وجهها عبر إعطائها هذه الفرص السياسية الباطلة والفاشلة.

والواجب على حماس وعلى كافة الفصائل الاستناد إلى الأمة وإلى شعوبها وجيوشها لا إلى المستعمرين وأروقتهم، والواجب رفض هذا التدخل الروسي الاستعماري، ورفض سياسة تقسيم الأمة والتفريق بين قضاياها ما بين قضية الشام وقضية فلسطين، فقضية الأمة واحدة، وموقفها من الأعداء واحد.

وإن المصالحة التي لا تتم على أساس العقيدة، لا يمكن أن تتم في أحضان المستعمرين، وإن مشروع تحرير لا يمكن أن يمر عبر الحوارت الي ترعاها العصابات التي تريق دماء المسلمين.

وإن الواجب على قادة الفصائل أن تشعر مع ضحايا المسلمين تحت القصف الوحشي الروسي، وأن ترفض أن تلطخ وجوهها بعار الإجرام الروسي، إذا قبلت بمصافحة القتلة الروس. فإن دماء المسلمين في الشام تكافئ دماءهم في فلسطين، وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ أَلَا لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِه» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ.

6/1/2017