تعليق صحفي

رئيسها يدعي رعاية الإبداع بينما أجهزة السلطة القمعية

تعتقل الطلبة خلال امتحاناتهم النهائية!

نشر موقع فلسطين الآن خبر حملة اعتقالات جديدة قامت بها أجهزة السلطة القمعية في الضفة الغربية، جاء فيه أن "المخابرات العامة اعتقلت الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين محمود أبو سلامه من بلدة دورا وعبد الله العاروري من بلدة يطا، فيما اعتقل الوقائي الشاب قسّام الخلايلة من بلدة السموع... وفي رام الله اعتقل جهاز المخابرات الطالب في جامعة بيرزيت قتيبة بلوط يوم أمس، فيما استدعت مخابرات السلطة في سلفيت الطالب في جامعة النجاح مصعب مرعي للمقابلة صباح اليوم، علما أنه أسير محرر ومعتقل سياسي سابق لعدة مرات..."

 

إن أجهزة السلطة القمعية التي لا تتوقف عن التنسيق الأمني، تتمادى في جرائمها وفي تحطيم مستقبل أبناء فلسطين، عبر ممارسة القمع والتنكيل لطلبة الجامعات خلال فترة الامتحانات النهائية، لتكشف بذلك عن سخف ادّعاء رئيس السلطة الفلسطينية أنه يرعى الطلبة المبدعين، فيما يدّعيه من مؤتمرات لإبداعات الطلبة، ولتكشف عن حقيقة مشروعها الأمني الذي يسهر على حماية أمن المستوطنين بينما يهدد أبناء فلسطين ويروعهم.

إن الاعتقال السياسي جريمة سياسية، وخطيئة من المنظور الشرعي، قبل أن يكون عارا على المشروع الوطني الاستثماري، الذي قام على تمرير خيانة التنازل عن أرض فلسطين عبر دعوى تحويلها إلى سنغافورة الشرق الأوسط، وبدلا من ذلك فإنه ساهم في جريمة تحويلها إلى "طورا بورا" ومعتقل أمني وسياسي كبير.

وإننا في حزب التحرير نقف وقفة واحدة مع كافة المعتقلين السياسيين من أبناء الأمة بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية، فالأمة تجمعها العقيدة قبل أن تفرّقها الفصائلية. ونعرب عن رفضنا لسياسة تكميم الأفواه، واحتكار المنابر لأزلام السلطة الذين يروجون لباطل مشروعهم الخياني.

وإن الواجب على إدارات الجامعات ومجالس أمنائها أن تكون الصدر الحامي لأبناء الجامعات، وخصوصا وهي تخاطبهم في مهرجاناتها الكلامية: أبناءنا الطلبة، فهل يضيّع الأب أبناءه؟!

وبدل أن تقوم بعض الإدارات بهذا الدور الراقي في الدفاع عن الطلبة، توقع اتفاقيات تعاون (!) مع الأجهزة الأمنية، في عمل غريب عن ثقافة التعليم الجامعي –عبر العالم كله، ثم تسمح للأجهزة الأمنية بالتغول في الجامعات، وتفتح أبوابها لضباط المخابرات والأمن الوقائي يرتعون فيها تحت مسميات عديدة.

آن الأوان أن يقف أهل فلسطين سدا منعيا أمام التغول السلطوي والوقاحة الأمنية في تهديد أبنائنا واعتقالهم، وإن صَمَت الناس الآن، فإن المتغولين لن يفلتوا من عقاب الأمة لاحقا. ولهم في الأنظمة التي سقطت تحت أرجل الثائرين خير رادع، وخصوصا لمن في قلبه بقية من وعي واستشراف للمستقبل.

٢٢-١٢-٢٠١٦