تعليق صحفي

عمالة نظام الأسد لأمريكا لا يمكن أن تغطى بغربال!

كشفت صحيفة "الواشنطن بوست" أن البيت الأبيض تحرك سراً الأسبوع الماضي لمنع مشروع قانون أعده الحزبان الجمهوري والديموقراطي وينص على فرض عقوبات على نظام الأسد على خلفية جرائم حرب وأعمال وحشية ضد المدنيين، من الوصول الى جلسة تصويت في مجلس النواب.

هذا الخبر يؤكد المؤكد من وقوف أمريكا خلف نظام الأسد العميل لها، وحرصها على بقاء النظام وعدم إلحاق الأذى به، وسعيها المستمر لإجهاض الثورة وإفراغها من مضمونها.

إن عمالة نظام الأسد لم تعد سراً، وهي عمالة اتصلت من الأب إلى الابن، وهذه العمالة لا يمكن أن تخفيها الفرقعات الإعلامية ولا التراشقات المخادعة، فأمريكا تحكم قبضتها على النظام السوري وهي صاحبة اليد الطولى بل الوحيدة في توجيهه وتحريكه، وهذا الخبر يؤكد مدى حرصها على بقاء النظام كما يؤكد ذلك استجلابها لأدواتها للإبقاء عليه والحيلولة دون سقوطه المدوي الذي يفقدها نفوذها، لذلك لم يكن مستغرباً أن تنفي أمريكا تعمدها قصف جيش النظام بل واعتبارها أن ذلك أمرا لا يمكن أن يكون!

ونتيجة لهذه الحقائق فإن أمريكا هي عدوة أهل الشام وهي تتحمل مسؤولية الجرائم التي ارتكبها النظام -المنصاع لأمرها- بصورة مباشرة، وعليه فلا يمكن لمخلص واعٍ -والحال كذلك- أن يقبل بالدور الأمريكي في قضية سوريا ولا يمكن من باب أولى أن يسير في مخططاتها وأن ينسق مع صنائعها من الائتلاف ولا مع أدواتها من الأنظمة العميلة والتي تسير في فلكها كالسعودية وتركيا.

إنه لا حل لقضية سوريا حلاً يحقق النصر والظفر في الدنيا ورضا الرب في الآخرة إلا الاعتصام بحبل الله والاعتماد عليه دون سواه. لقد انطلقت ثورة الشام وهي تصدح "ما لنا غيرك ياالله"، فلا تكونوا يا ثوار الشام كمن نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، كونوا عند حسن ظننا بكم، كونوا أنصاراً لله ولا تغرنكم قوة أعدائكم، ولا تهولنكم حجم المصائب فلقد صبرتم خمس سنين وكنتم مثالاً للمؤمنين، فلقد أعدتم لنا نماذج لم نرها إلا في سيرة الصحابة والصالحين، فواصلوا السير نحو إسقاط النظام وإقامة الخلافة على أنقاضه، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾

٢٠/٩/٢٠١٦