تعليق صحفي

قضية فلسطين قضية بلاد محتلة يجب تحريرها لا قضية تنازع على كرسيّ قوائمه معوّجة، ولكن قادة السلطة يضللون!

قال رئيس السلطة محمود عباس "نأمل من العرب أن الموقف الذي اتخذ بهذا الحزم وسمي عاصفة الحزم من العرب أن يؤخذ أيضًا في قضايا بلدان أخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات منها فلسطين"، وسبق أن طالب محمود الهباش مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية والإسلامية الدول العربية بأن "تضرب بيد من حديد أي جهة تخرج عن الشرعية في أي قُطر عربي بدءا من فلسطين، كما يجري الآن في اليمن".

لم تكن قضية فلسطين يوما قضية تنازع على سلطة هزيلة تحت الاحتلال قوائمها المعوجة في رام الله والأخرى في غزة، ولم تكن قضية فلسطين يوما قضية فصائلية مقيتة يزج بها في أتون مساجلات ومشاحنات بين تنظيمات باتت عبئا على فلسطين وأهلها!

إن قضية فلسطين هي قضية أرض مباركة احتلت من عدو غاشم يجب تحريرها كاملة، وكل ألهية وكل تضليل عن هذه الغاية يعد مساهمة في تضييعها بل تفريط بها وبمقدساتها، وهكذا فعلت منظمة "التحرير" ووليدتها المسخ "السلطة الفلسطينية"، وانساقت خلفها تنظيمات وحركات ضاعت وضيّعت.

إن استقواء السلطة بعباسها وهباشها بالحكام العرب العملاء وجيوشهم على فصيل آخر في منازعاتهم وشقاقاتهم هو أمر مستنكر ويظهر مدى سخافة هذه السلطة وتآمرها وتضييعها للأرض والعرض والمقدسات.

فلم يطالب قادة السلطة الحكام العرب "بعاصفة حزم" ضد الاحتلال لتحرير مسرى رسول الله والانتقام ممن يقتل ويشرد ويسجن أهل فلسطين ويحرق مقدساتهم، ولم يطلبوا تحرك الجيوش والطائرات لتدك معسكرات كيان يهود وتطهر فلسطين من كيانهم ورجسهم، بل بقي شعار السلام وغصن الزيتون هو المرفوع في وجه الأعداء اللئام، بينما يطالب هؤلاء الدول العربية وجيوشها بالتحرك ضد خصومهم المسلمين! فبئس ما يصنعون.

إن قادة السلطة لا يختلفون شيئاً عن بقية حكام العرب العملاء، فحكام العرب لم يشغلهم يوما سوى البقاء على كراسيهم وخدمة الأجندات الاستعمارية ولو أدى ذلك لقتل شعوبهم وتخريب ديارهم وتقسيم بلدانهم وتضييع مقدساتهم، وما يحدث أمام أعيننا في شتى بلاد المسلمين شاهد على ذلك.

أما دعاوى الشرعية فهي "موضة" غابرة، فالحكام لا شرعية لهم، وإن زعموا عقد انتخابات زائفة، فيدرك كل عاقل أن الذي يعين هؤلاء هو البيت الأبيض أو عشرة داو ننغ ستريت أو الشانزليزيه، وما صناديق الاقتراع سوى مكياج وإخراج لهذه التعيينات.

لقد بان للأمة مدى استهانة هؤلاء الحكام وتآمرهم على شعوبهم ومقدساتهم، وبان للأمة مدى تفانيهم في خدمة أمريكا ومخططاتها، وأنهم يستجيبون لنداء البيت الأبيض ولا يستجيبون لنداء الله، فيقتلون المسلمين لصالح المستعمرين ولا يقاتلون دفاعاً عن الدم الحرام ودفاعاً عن الأقصى ومقدسات المسلمين.

وبان لأهل فلسطين أكثر وأكثر مدى تآمر قادة السلطة على فلسطين وأهلها، وأن هؤلاء قد اتخذوا من يهود أولياء بينما يناصبون أهل فلسطين العداء.

لقد آن الأوان أن تتحرك الأمة لتزيل عروش الطغاة العملاء وتهدم جامعتهم المشؤومة وتقيم الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضها، فتسير في جيوش جرارة لتحرير فلسطين لا لقتال المسلمين، وبغير ذلك سيبقى القتل مستحرّاً بهم، وستبقى بلادهم محتلة وحرماتهم ومقدساتهم منتهكة وسيبقى الحكام العملاء يخربون ديارهم وأرضهم ويقدمونهم لقمة سائغة للمستعمرين.

29-3-2015