تعليق صحفي
ثقافة القتل والسلب والشقاء من صميم الحضارة الغربية والإسلام هو البديل الحضاري

لطالما عقدت أمريكا وأوروبا وعملاؤهم المؤتمرات والمشاريع لمكافحة الإرهاب ومكافحة العنف، وطالبت دول المنطقة بتغيير الخطاب الديني الباعث على الكراهية على حد وصفهم وطالبت  بتغيير المناهج وانصاع للغرب الحكام العملاء ومعهم حفنة من علمائهم وإعلامهم ومرتزقتهم.
لكن الملاحظ أن أحدا من هؤلاء لم يطالب أمريكا والغرب بتغيير حضارتهم ومفاهيمهم التي تبعث الشر والقتل في العالم بل وفي داخل بلادهم.
فقد ذكرت تقارير احتفاء مدينة عالمية كمدينة نيويورك بتوقف القتل فيها لمدة 12 يوما وذلك  بسبب الثلج والبرد الشديد، حيث اضطر الناس إلى المكوث في بيوتهم وتعطلت الحياة بفعل انخفاض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر بكثير، وهو ما أوقف حالات القتل التي هي جزء أصيل من حياة تلك المدينة التي تعتبر محجا للعالم وقلبا للعالم الرأسمالي خصوصا، وهي التي ضمت برجي التجارة العالميين وتمثال الحرية كرموز للحضارة الغربية، وكذلك مقر الأمم المتحدة بوتقة تصنيع مؤامرات الرأسمالية في هذا العالم وإضفاء هالة الشرعية المفقودة على جرائم الدول الرأسمالية الكبرى وامتصاصها لخيرات الشعوب حول العالم.
فرمزية تلك المدينة المقترنة بحضارة الرأسمالية والمتوجة لها تكشف عن الوجه القبيح لتلك الحضارة التي سببت شقاء الإنسان والشعوب حتى في عقر دارها.
إن مثل هذا الخبر ليذكر بما حصل قبل عدة سنوات في أمريكا أم الحضارة الرأسمالية، عندما انقطع التيار الكهربائي لعدة ساعات بسبب خلل طارئ، فقررت الإدارة الأمريكية إنزال وحدات من الجيش والحرس الوطني لحماية المدن والمنشآت من أعمال السلب والنهب والخروج على القانون.
فإن كانت تلك الحضارة لم تصهر شعوبها في إطار الرحمة والعدل والإنصاف وتحتاج للقوة لتطبيق القانون في المجتمع ومنع السلب والنهب كظاهرة مجتمعية، أو تحتاج إلى ظاهرة طبيعية كالبرد القارص لتمنع أعمال القتل والتي أصبحت جزءا روتينيا من حياة تلك الشعوب وفي عقر دارها، فهل تصلح تلك الحضارة لإسعاد الإنسان، أم أنها هي أبرز أسباب شقاء العالم في هذه الأيام.
بل وكيف تجرؤ تلك الحضارة على مطالبة المسلمين بتغيير دينهم وأفكارهم ومفاهيمهم عن الحياة، وهي تلك الحضارة التي بنت الأبراج العالية وهدمت الإنسان؟!!!.
بل هي تلك الحضارة التي صنعت أبراجا تطاول السحاب وسكنها أفرادها وكل ينتظر دوره في اللحظة التي سيلقي بها بنفسه من تلك الأبراج الشاهقة لإنهاء بؤس حياته وشقائه في ظل منظومة العيش الغربية.
 فالأولى بحكام الغرب ومفكريه وسياسييه أن لا يطالبوا بتغيير مفاهيم الإسلام وقيمه، بقدر ما يجب على المسلمين اليوم أن يطالبوا الغرب بتغيير نمط عيشه وقيمه التي جلبت الشقاء للإنسان الغربي بقدر ما جلبت من الشقاء لبقية العالم.
إن الإسلام بوصفه البديل الحضاري عن كل الأفكار والنظم الأخرى ومنها الرأسمالية، لقادر على تغيير وجه البسيطة ليسعد الإنسان بعدل ورحمة أفكار الإسلام ونظمه.
وكيف لا وهو وان حورب انتصر، وان حوصر تمدد، بل ويؤرق مفكري الغرب وسياسييه في أمريكا وأوروبا وهو لم تقم له دولة تحمله وتطبق أنظمته، لأنهم يعلمون تماما أنه هو البديل الذي سيشرق بالحق والعدل والرحمة عما قريب فيجذب إليه العالم كله ويقضي على شقاء العالم

 

"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"

15/2/2015