تعليق صحفي

تَجدّدُ جريمة الرسوم الكاريكاتورية وتأييدُ الدول الغربية لها يؤكد المؤكد من حقد الكافرين المستعمرين على الإسلام ونبيه والمسلمين!

صدر اليوم عدد جديد من مجلة "شارلي إيبدو" تضمن رسما كاريكاتيريا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم!وطبعت منه ثلاثة ملايين نسخة لتوزيعها في أكثر من عشرين دولة. واعتبرت واشنطن أن الصحيفة لها الحق في ذلك.

وللتعليق على هذا الحدث الجريمة نذكر الأمور التالية:

1. إن صحيفة شارلي الهابطة سيئة الصيت واساءاتها، هي ثمرة لسياسات غربية استعمارية تستهدف المسلمين في دينهم وأخلاقهم وأرواحهم ومقدساتهم وبلدانهم، ومحاولة فصل جريمة الصحيفة عن السياسات الغربية الاستعمارية سطحية في التفكير أو تضليل متعمد. (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).

2.  إن الدول الغربية الاستعمارية تناصبنا العداء وهي تسعى لردّتنا عن ديننا في المقام الأول وتسعى لنهب خيراتنا واستعبادنا، وسعيها هذا يأخذ صوراً متعددة، وفي كل مرّة تختبئ وراء ذرائع واهية، لكن يبقى غرضها بيّن وسياساتها مفضوحة وإجرامها أكبر من أن يحجبه غربال. فتَحتَ ستار "محاربة الارهاب" وحرية التعبير يزين الغربيون المستعمرون جرائمهم وإساءاتهم للإسلام ونبيه الكريم، وتحت ستار حرية الشعوب برروا استعمارهم لبلاد المسلمين، وتحت ستار "محاربة الإرهاب" يبررون اليوم قتلهم للنساء والشيوخ والأطفال في سوريا والعراق وغزة. والحقيقة مسطرة واضحة (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ).

3. إن الذين رفعوا شعار "كلنا شارلي" وفي مقدمتهم حكام المسلمين المنافقون وناصروا الكافرين في إساءاتهم للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم هم شركاء في هذا الجرم الشنيع، فبسبب خنوعهم وتأييدهم واصطفافهم مع الكافرين المسيئين للإسلام ورسوله تمادى هؤلاء في غيهم واساءاتهم. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء).

4. إن إدراك حقيقة وقوف الدول الغربية الاستعمارية وراء كل هذه الجرائم بصورة مباشرة وغير مباشرة، يستلزم رداً يكافئوها، مما يوجب على المسلمين أن يغذّوا الخطا لإقامة الخلافة التي تعيد للمسلمين كرامتهم ومكانتهم وتنتقم ممن أساء لدينهم ونبيهم. "الأمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به".

5. إن المسلمين بغياب خلافتهم هانوا على الكافرين، ونُزعت من صدور أعدائهم المهابة منهم فتجرأ عليهم وعلى دينهم أراذل الناس، يقتلونهم ويحتلون بلادهم وأقصاهم ويدنسون مقدساتهم ويسيئون لنبيهم وينهبون خيراتهم، وبغير عودة الخلافة على منهاج النبوة، ومع استمرار حكم الأنظمة العميلة للغرب المتآمرة على المسلمين، سيبقى المسلمون لا وزن لهم ولا يحسب لهم حساب، وبالخلافة وحدها تكون العزة والمنعة ويظهر الإسلام على الدين كله.

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

14-1-2015