تعليق صحفي

دماء المسلمين وقود لمصانع المستعمرين، واستمرار نزيفها مصلحة للرأسماليين!!

تقتل الولايات المتحدة الأمريكية المسلمين عبر العالم وتستبيح دماءهم وأعراضهم وبلادهم وثرواتهم مباشرة أو عبر وسطاء عملاء خونة خانوا الله ورسوله والأمة الإسلامية، فتسيل دماء المسلمين وتتدفق في شرايين مصانع الأسلحة للمستعمرين لتبعث في تلك الوحوش الحياة فتزداد توحشا وشرَهاً.

فينتفخ "المجمع الصناعي العسكري" في الولايات المتحدة الأمريكية بالأرباح الملوثة بدماء المسلمين، وتشهد مصانع الأسلحة انتعاشا لا مثيل له في ظل الإنفاق العسكري الذي تدفع ثمنه الأمة الإسلامية مرتين، مرة بدمائها التي تنزف جراء استخدام تلك الأسلحة وأخرى من ثرواتها أثمانا لتلك الأسلحة التي لا تستخدم إلا في قتل المسلمين.

 والشواهد كثيرة فقد أقر الكونجرس الأميركي قبل أسابيع دعم "المعارضة السورية المعتدلة بـ500 مليون دولار من السلاح والتدريب". والمعارضة السورية المشار إليها لا تعدو كونها أداة استعمارية رخيصة لتنفيذ المخططات الاستعمارية واستبدال رموز النظام المتهالك بوجوه جديدة ومنع إقامة الخلافة في الشام، تلك المعارضة الوهمية ينفق عليها لقتل المسلمين بأموال سعودية وقطرية بأوامر من المستعمرين!.

 ولكل مسلم أن يتصور حجم المأساة التي نعيش في ظل هذه الأنظمة الجبرية، فحياة الأمة الإسلامية ودماؤها أصبحت ثروة هائلة تسري في عروق الوحش الاستعماري، فليس من مصلحة الولايات المتحدة وغيرها من الوحوش الاستعمارية الأصغر حجماً إن يتوقف نزيف دماء المسلمين...فهل من مصلحة أمريكا مثلا أن توقف صناعة صواريخ كروز التي تمطرنا بها ويدفع ثمنها حكام المسلمين في حين يكلف الواحد منها 1.67 مليون دولار تدخل مباشرة في حسابات مصانع الأسلحة الأمريكية ؟! أم هل من مصلحة مصاصي دماء المسلمين إيقاف تصنيع صواريخ الطائرات بدون طيار في حين تبلغ تكلفة الصواريخ التي تطلقها 500 ألف دولار لكل صاروخ؟!.

أن مصلحة مصاصي دماء المسلمين في ابقاء الحروب دائرة والصراع مشتعل، مصلحة حيوية لا تقف أمامها أية اعتبارات إنسانية أو أخلاقية، فقد تجرد الوحش الرأسمالي من كل القيم وبات يعبد مصلحته وقيمته المادية، ويعبر وبدون مواربة عن ذلك ساستهم وقادتهم العسكريين، فالشعور بـ"نشوة الربح" مقدم على كل شيء عندهم ...وإن كان الربح مغمساً بدماء وأشلاء المسلمين عبر العالم.

يقول دوف زخايم -عمل مراقبا ماليا لوزارة الدفاع الأميركية في عهد الرئيس السابق جورج دبيو بوش-: "إن صناع الدرونز (الطائرات بدون طيار) يشعرون بنشوة الربح" بسبب الحروب الدائرة، خاصة شركة "جنرال أتوميكس" وشركة "نانو هامينغبيرد" وشركة "ديجيتل غلوب" حيث أن "الولايات المتحدة باتت تعتمد كثيراً على هذا السلاح الذي يمكنها بإرسال طائرة بدون طيار لتدمير هدف ما في العراق أو اليمن أو سوريا أو أي مكان في العالم يوجهها عسكري أميركي دون ترك مكانه في ولاية كولورادو الأميركية" بحسب قول الطيار المتقاعد مارك كونزينغر.

وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر زبون لصناعة الأسلحة الأميركية بعد وزارة الدفاع الأميركية نفسها (البنتاغون) حيث وقعت المملكة مع شركة "جنرال داينامكس" الأميركية لوحدها في بداية عام 2014 صفقات بمبلغ 14 مليار دولار لتزويد السعودية بالمدرعات الخفيفة، ووقعت عقوداً مماثلة مع شركة "نورثروب غرامن" لم يكشف عن حجمها.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتكتم على حجم مشترياتها العسكرية إلا أن سجلات المبيعات الأميركية التي يصعب الحفاظ على سريتها تشير إلى أن "المملكة أنفقت 67 مليار دولار على الأسلحة الأميركية (والبريطانية المرتبطة بها)، أو بما يزيد بنسبة 14% عن عام 2012" بحسب تقرير "مؤسسة ستوكهولم للسلام" وهو الإنفاق الأكبر في العالم على السلاح.

وفي حين أن ابناء المسلمين يغرقون في المتوسط وتتقاذفهم الأمواج في رحلة البحث عن حياة كريمة أو عمل، تقوم أنظمة الضرار بتأمين عشرات آلاف الوظائف للكفار المستعمرين على مدى عشرات السنين في صفقات مشبوهة لا طائل منها، حيث يُقدر أن تدعم الصفقة الأخيرة التي أبرمتها  السعودية مع الولايات المتحدة شركة "بوينغ" المصنعة لطائرات "أباتشي" و"أف-15" و"ليتل بيرد" وحدها، بشكل مباشر أو غير مباشر، بما لا يقل عن 77 ألف وظيفة في 44 ولاية، كما ستزيد عائداتها السنوية بشكل كبير. هذا عدا عن الوظائف التي ستوفرها في الشركات المصنعة الأخرى، ومنها شركة "لوكهيد مارتن" التي تصنع طائرات "أباتشي" و"أف-16" التي أرغمت مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري 600 من كبار موظفيها على التقاعد المبكر، أي ما يشكل نحو 25 في المئة من إجمالي كبار موظفيها.

وعندما أوقف رئيس الوزراء السابق توني بلير التحقيق في قضية صفقة اليمامة المشبوهة أعلن أنه أمر بذلك كي لا تتضرر علاقات بلاده مع السعودية، وكي لا تفقد بريطانيا آلاف الوظائف !!!.".

إن على الأمة الإسلامية أن توقف نزيف دمائها المستثمر في اقتصاد الغرب المستعمر الكافر، وتدرك أنه لا خلاص لها إلا باستعادة سلطانها المسلوب واقتلاع الأنظمة الجبرية وكلاء المستعمرين في بلادنا وإقامة الخلافة الراشدة التي تصون دماء المسلمين وتقتل الوحوش الاستعمارية وتقطع شرايينها الممتدة إلى بلادنا وتحمل الإسلام رسالة نور للعالم، وإلى أن يكون ذلك فإن على الأمة أن تصعد من ثورتها وتحدد هدفها فتثور ولا تهدأ حتى تقيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فدماؤنا ليست رخيصة، والثورة يجب أن تستمر.

2-12-2014