تعليق صحفي

الواجب على الجيش المصري تحرير فلسطين لا حماية كيان يهود!

طرح رئيس النظام الإنقلابي المصري عبد الفتاح السيسي عرضاً بإرسال قوات من جيشه إلى مناطق السلطة حيث قال "مستعدون لإرسال قوات عسكرية إلى داخل دولة فلسطينية. سنساعد الشرطة المحلية وسنطمئن الإسرائيليين بشأن دورنا الضامن".رابطا تواجد تلك القوات بإقامة الدولة الفلسطينية أولا "يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية أولا لإرسال قوات إليها"، وعازيا هذا العرض إلى مشاورات أجراها مع كيان يهود والسلطة ورئيسها "تحدثت مطولا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو" حول اقتراح إرسال قوات وكذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

يأتي ذلك في الوقت الذي يشن النظام الانقلابي المصري هجوماً على أهل سيناء لتأمين حدود كيان يهود، وفي الوقت الذي بدأفيه بتحريك دعاوى قضائية بتجريم كتائب القسام واعتبارها منظمة إرهابية، في رسالة ودّ وتطمينٍ للكيان اليهودي المحتل.

إن المتابع لموقف النظام الانقلابي المصري وخاصة رأسه يرى حجم التكالب والتسارع في تقديم الخدمات لكيان يهود وحماية أمنه وتحقيق مصالح أمريكا في المنطقة، ومنها إقامة تلك الدولة التي تسمى فلسطينية.

 فعبد الفتاح السيسي دأب على التأكيد على المشروع الأمريكي للمنطقة "حل الدولتين" القاضي بإقامة تلك الدولة كحل للصراع في المنطقة لكي يتسنى لأمريكا راعية انقلابه ونظامه من تحقيق مصالحها وحماية أمن يهود وتسويق كيانهم في المنطقة، وتحسين صورتها القاتمة وإعطائه المزيد من الوقت للاستمرار في التربع على حكم مهتز تكاد قوائمه تتكسر.

فالسيسي الذي يقدم الخدمات لأمريكا في المنطقة، لا يتورع عن استخدام الجيش المصري لتكريس نفوذ أمريكا في مصر وفي ليبيا، وها هو يرتكس إلى الحضيض فيقدم خدمات جيشه كحامي لأمن كيان يهود، ومحقق لمصالح أمريكا عبر تقديم عرض بإرسال الجيش المصري لحماية كيان يهود وطمأنته من مقاومة أهل فلسطين وقمعهم واغتصاب نسائهم كما يفعل اليوم بأهل مصر.

إن تدخل الجيش المصري الذي يعرضه السيسي سيجعل منه قوة تضاف إلى قوة السلطة في قمع أبناء فلسطين، ونزع سلاح من يقاوم منهم المحتل بدعوى الإرهاب، وداعمة لخطط أمريكا التي سوقها عباس قبل شهور بعرضه الاستعانة بقوات الناتو في فلسطين لحماية سلطته ودولته الوهمية، القابلة للحياة بحماية الغرب وأذنابه!.

إن حل قضية فلسطين يحتاج لجيش يزيل كيان يهود وليس لقوى عسكرية تأتي لقمع أهل فلسطين والتنكيل بمن يفكر في مقاومة المحتل وإضافة سند خياني جديد لخيانة السلطة التي تحمي يهود.

إن الواجب على الأخيار في الجيش المصري التخلص من هيمنة هذه الطغمة العميلة التي تسخره لخدمة الأجندات الاستعمارية، وللسهر على أمن يهود، وأن يسيروا بهذا الجيش لتحرير مسرى رسول الله فيعيدوا له سيرته الأولى.

إن جيش الكنانة أمام تحدٍ كبير؛ إمّا أن يبقى خانعاً لهؤلاء النواطير، وإما أن ينصر الساعين لنهضة الأمة والتخلص من العبودية والتبعية لأمريكا ويهود بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، لتعود مصر وجيشها إلى حاضنة الأمة فتعيد انتصارات عين جالوت وحطين. فهل هم فاعلون؟

24/11/2014