تعليق صحفي

إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم

نقلت صحيفة الشروق المصرية عن علي جمعة مفتي الجمهورية السابق قوله إن الهجرة السلمية إلى القدس وكثرة عدد المسلمين هناك، هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية.

هذا مثال صارخ لعلماء السلاطين الذين باعوا دينهم بدنيا الحكام!!

فهل مثل هذا يجهل وجوب الجهاد وتحريك الجيوش لتحرير فلسطين؟! أم يجهل حرمة السلام والتطبيع مع دولة يهود؟! أم يجهل أنّ الحكم في قضية فلسطين أن تحرر فلسطين بكامل ترابها من رجس يهود؟!

بالطبع مثله لا يجهل هذه الأحكام وغيرها المتعلقة بالطريق الشرعي والعملي لاستعادة الأمة عزتها وكرامتها، ولكنه التفريط بالدين من أجل الدنيا، وتجنيد الجنود من قبل الغرب لحرب الأمة.

نعم، لقد حرص الغرب على تسخير الحكام ومعهم رتل من الأحزاب والعلماء لتضليل الأمة وتثبيت أركان الاحتلال والاستعمار في بلاد المسلمين ومنها فلسطين، وهو ما يجب أن تحذر منه الأمة فلا نتخدع بعلم أو منصب أو لحى.

لو كان في العلم دون التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس

ولا يصح أن يذهب البعض إلى الركون إلى فتاوى بعض العلماء ذوي المناصب والمسميات بحجة أنهم علماء ومشايخ دون النظر في فتواهم وعدالتهم، فهذا لا يغني من الحق شيئا.

بل يجب أن تأخذ الأمة دينها وأحكام ربها عن علماء الأمة الأتقياء الأنقياء الذين لا يخافون في الله لومة لائمة، حتى وإن كانوا لا يتصدرون الفضائيات ولا يقتعدون الكراسي والمناصب. فالرجال إنما يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال.

فعالم من أمثال الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله، ومن قبله العالمان عبد القديم زلوم وتقي الدين النبهاني رحمها الله ومعهم علماء الأمة الربّانيون، هم من خيرة علماء الأمة في هذا العصر، وهم ممن يؤخذ عنهم الدين بكل ثقة واطمئنان حتى وإن حجبت الفضائيات والإعلام عن الناس ذكرهم وعلمهم وتقواهم وجرأتهم في الحق.  وهؤلاء العلماء الربانيون قد تمسكوا بحكم الله في حق قضية فلسطين ولم يحيدوا عنه فصدعوا بالحق منذ أمد بعيد بأنّ فلسطين أرض خراجية لا يصح التفريط بشبر واحد منها، وأنّ ما يسمى بالسلام والحلول الاستسلامية مع يهود هي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن السبيل لتحريرها هو الجهاد في سبيل الله عبر جيوش المسلمين.

فلتحرص الأمة على أخذ دينها ممن تثق بعلمهم وتقواهم ولتبتعد عن السير وراء من باعوا علمهم ودينهم بدنيا غيرهم أو بمتاع من الدنيا قليل.

16/11/2014