كشف مؤخراً عبر موقع الجزيرة نت عن وجود خطة للرئيس الأميركي باراك اوباما لحل الصراع الفلسطيني- "الإسرائيلي"، وأنه يجري تدارس هذه الخطة في المرحلة الراهنة بين عدة زعماء عرب بالمنطقة، تمهيدا للكشف عنها علانية نهاية الشهر الجاري في مؤتمر خاص يعقد بشرم الشيخ بحضور الرئيس اوباما.

 

 وتنص هذه الخطة على نشر قوات دولية في وادي الأردن، وبعض المناطق في الضفة الغربية، و إلحاق بعض المناطق في القدس الشرقية لسلطة إسرائيل، وإبقاء الأماكن الإسلامية بالقدس تحت سيطرة عربية، حل جميع الفصائل الفلسطينية وتحويلها إلى حركات سياسية، إبقاء المستوطنات الكبرى المقامة في الضفة الغربية تحت سلطة إسرائيل، بينما تبدأ مفاوضات مدتها ثلاثة أشهر بعد الاتفاق على هذه الخطة لمناقشة وضع المستوطنات الصغرى، نزع سلاح عدة مناطق في الضفة الغربية، وستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الجوية،  تعزيز التنسيق والتعاون الأمني بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين،  لن يسمح للسلطة الفلسطينية بعقد أي تحالفات عسكرية مع أي من دول المنطقة، تتعهد الولايات المتحدة بقيام الدولة الفلسطينية في صيف العام 2011، السماح لعدد من اللاجئين بالعودة لعدة مناطق في الضفة الغربية، وتحديدا بمدينتي رام الله ونابلس، مع ضمان تقديم الدعم المالي اللازم لعودة هؤلاء اللاجئين، تبدأ "إسرائيل" بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين فور التوقيع على الخطة، على أن تفرج عن كامل المعتقلين خلال ثلاث سنوات.
********
هذه مجمل النقاط المزمع تضمينها في خطة اوباما "للسلام" والمتوقع الإعلان عنها قريبا أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهذه الخطة وبنودها لا تختلف كثيراً عن خطة بوش الابن السابقة وعن خطط الإدارات الأمريكية التي اعتادت أن تتلاعب بالقضية الفلسطينية وبأهلها كالكرة بين رجلي طفل مدلل.
إن الوعود التي يبرع رجالات البيت الأبيض في نقضها كبراعتهم في إطلاقها تؤكد لكل من تعلق بهذه الوعود أنه تعلق بالأوهام ووعود الشياطين وباع أمته وفرط في حقوقها مقابل وعود ورؤى كاذبة (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).
إن أمريكا هي العدو ولم تكن في يوم من الأيام وسيطاً أو طرفاً محايداً منذ نشأة كيان يهود إلى يومنا هذا، ولعل الوقوف على تفصيلات الخطط الأمريكية للمنطقة منذ خمسينات القرن الفائت إلى يومنا هذا يعطي انطباعاً جلياً حول حياكة الخطط الماكرة لتثبيت كيان يهود في المنطقة ليكون هذا الكيان كما أريد له من أول يوم، عين الغرب التي يبصر بها تحرك المسلمين نحو نهضتهم ويده التي يبطش بها المسلمين، ولعل المشروع الأمريكي لإقامة الدولة الفلسطينية هو أبرز الأعمال التي يسعى من خلالها الأمريكان إلى تثبيت كيان يهود في المنطقة كما هو ظاهر في بنود هذه الخطة.
إن كل المشاريع والمقترحات المطروحة في المنطقة، من خطة اوباما إلى مؤتمر موسكو لن تنجح في إيجاد أرضية للحل وفق الرؤية الغربية وهي مشاريع ومقترحات ميتة لن تستطيع تغيير معادلة الصراع القائم على أسس عقائدية ومبدئية، وأنى لهؤلاء أن يغيروا من معتقدات المسلمين ونظرتهم لمسرى نبيهم وتعلق أفئدتهم ببوابة السماء؟! كما أنى لهؤلاء أن يجعلوا كيان يهود كياناً طبيعياً في المنطقة وبين شعوبها والمسلمون يقرؤون آيات الله صباح مساء كقوله سبحانه (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) ؟!
إن واجب أهل فلسطين أن يتمسكوا بأرضهم وأن لا ينخرطوا في أي من المشاريع الغربية وملحقاتها من انتخابات ومفاوضات، كما أن من واجب المسلمين عموماً أن يتحركوا لتخليص فلسطين من براثن يهود، وأن يسعوا جادين لإقامة سلطان المسلمين ليسير الجيوش لتحرير فلسطين كاملة وكل شبر احتل من أرض المسلمين.
إن الضعف وإحاطة الظالمين بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم لا تبرر الوقوع في الإثم والمعصية والسير في المخططات الدولية، ولا أقل من أن يحافظ المسلمون على أمانة فلسطين كما ورثوها عن أجدادهم وآبائهم حتى يأتي من بين ظهرانيهم أو من أصلابهم من يؤدي حق هذه الأمانة فيحررها ويصدّق وعد الله فيها (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
9/9/2009