OmAlnasr

في حادثة غريبة ومستنكرة قامت سلطة الأراضي بغزة يرافقها العشرات من قوات الأمن بهدم منازل لمواطنين في قرية أم النصر (القرية البدوية) شمال قطاع غزة بحجة مخالفتهم وتعديهم على الأراضي الحكومية، ما أدى إلى إثارة غضب الأهالي، وقذف قوات الأمن بالحجارة، والتي بدورها فتحت النار على الأهالي، ما تسبب في إصابة عدد من الأشخاص ودخولهم المستشفى نسأل الله لهم السلامة والشفاء العاجل.
مهما كانت الحجج والذرائع التي دفعت إلى اتخاذ قرار الهدم والإزالة، فهي حجج واهية وغير مقبولة، لا سيما في ظل ما يعانيه قطاع غزة من حصار وتضييق في أسباب العيش. إن أهالي تلك المناطق المهمشة، والتي تفتقد لأدنى أساسيات الحياة ومتطلباتها، معاناتهم شديدة وأوضاعهم صعبة، غير أن الأسوأ من قرار الهدم هو قرار إطلاق النار على الناس وقمعهم بوحشية في أسلوب أشبه بأسلوب قوات الاحتلال، فالسلاح لا يجوز أن يرفع على أحد من الناس مهما حصل ويجب أن يبقى موجها فقط نحو الاحتلال.
والسؤال المطروح على سلطة غزة هل هكذا تكون الرعاية لمن لا سكن له؟! وهل هكذا يكون تعزيز صمود الأهالي، وتثبيتهم في أرضهم وتمكينهم من مواجهة عدوهم، لاسيما وأن تلك المناطق الحدودية أثبتت في أكثر من مرة أنها أولى خطوط الصمود والمقاومة لأي اقتحام لقوات الاحتلال لقطاع غزة؟!
وهل من اتخذ القرار بحجة خطط البنية التحتية والتطوير المستدام، هل عجز عن وضع خطة لاحتضان أهالي القرية وتعويضهم عن مساكنهم أو أراضيهم بشكل يحترم آدميتهم ويقدر ظروفهم وأحوالهم المعيشية؟!
على كل مسؤول أن يخشى أن تصيبه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ " رواه مسلم. فلا تغرنكم المناصب وزخرف الحياة ففلسطين كلها محتلة، واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله تعالى عن تقصيركم في توفير المسكن لمن لا مأوى لهم، فاتقوا الله في أهل فلسطين ولا تحاكوا الظالمين.
10/06/2022