تعليق صحفي

أردوغان يجدد التأكيد على علاقته الحيوية بكيان يهود وحرصه على أمنه واستقراره!

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجالية اليهودية في تركيا وأعضاء "تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية"، بالقصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، مؤكداً على "الأهمية الحيوية" للعلاقات التركية "الإسرائيلية" في أمن واستقرار المنطقة، وذلك في تحرك اعتُبر بمثابة خطوة جديدة على طريق إعادة تطبيع العلاقات بين "تل أبيب" وأنقرة التي غيرت من سياستها الخارجية وبدأت جهوداً واسعة لإنهاء الخلافات وإعادة تطبيع العلاقات مع دول المنطقة.

وأضاف أردوغان: "تحذيراتنا للحكومة الإسرائيلية هي ضمان التعامل مع الأمور من منظور السلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط"، موضحاً أن "أي خطوات سيتم اتخاذها فيما يخص القضية الفلسطينية، لا سيما القدس، لن تسهم في أمن واستقرار الفلسطينيين فقط بل ستشمل إسرائيل أيضا لذلك أولي أهمية لحوارنا الذي تم إحياؤه مجددا سواء مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أو رئيس الوزراء نفتالي بينيت"، كما لفت أردوغان إلى "الأهمية الحيوية للعلاقات التركية الإسرائيلية في أمن واستقرار المنطقة"، مذكراً بان "العلاقات بين البلدين تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية ضمن مسارها، رغم اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية".

وقالت مصادر تركية إن أردوغان وهرتسوغ بحثا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، وقالت وكالة الأناضول: "أردوغان شدد خلال الاتصال الهاتفي على أهمية العلاقات التركية ـ الإسرائيلية من أجل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة إعادة ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والتعايش في المنطقة"، وشدد أردوغان على أن تعزيز العلاقات الفلسطينية "الإسرائيلية" واستئناف عملية السلام، يُعد من الأولويات وإلى "إمكانية تقليل اختلافات وجهات الرأي، في حال تم التوصل إلى تفاهم متبادل حول القضايا الثنائية والإقليمية".

وبينما لفت أردوغان إلى أن "الحفاظ على التواصل والحوار بين تركيا وإسرائيل يصب في المصلحة المشتركة للجانبين"، قالت الرئاسة "الإسرائيلية" إن المكالمة كانت إيجابية وإن أردوغان "شدد على أهمية العلاقات بين بلاده وإسرائيل من أجل السلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط". واعتُبر الاتصال هو الأول بين أردوغان ورئيس وزراء "إسرائيلي" منذ 2013. (القدس العربي)

إن حديث أردوغان، الذي يمثل رأس الدولة العلمانية التركية، يكرس بشكل صريح، وبعيداً عن جعجعاته الإعلامية، انفصال النظام التركي الموالي للغرب عن الأمة الإسلامية وثقافتها، ويصطف بوضوح ودون مواربة في خندق الغرب المستعمر وخططه في تثبيت كيان يهود وإضفاء الشرعية عليه والتطبيع معه.

ولا يُخفي أردوغان -في هذه التصريحات- حرصه على أمن واستقرار كيان يهود وعلى العلاقة الحيوية معه! ومنطلق أردوغان في ذلك علمانية فكره ونظامه وموالاته للغرب التي جعلت منه بيدقا بيد المستعمرين الغربيين ينفذ سياساتهم وخططهم في بلادنا سواء في الشام أو العراق أو ليبيا أو حتى في فلسطين! فما إن جاء دوره في التطبيع مع كيان يهود حتى اختفت جعجعاته الإعلامية وبلع تصريحاته الجوفاء وأعلن بصراحة وثبات عن انحيازه التام لأعداء الأمة وخططهم في تثبيت كيان يهود والتطبيع معه في ظل استمرار احتلاله للأرض المباركة ومسرى الرسول عليه السلام!

ويؤكد أردوغان على أهمية التطبيع مع كيان يهود وبناء العلاقات الاقتصادية معه حتى في ظل الاختلاف (الشكلي) معه على آليات الحل للقضية! وذلك جلي في تصريحاته، فقد لفت أردوغان إلى "الأهمية الحيوية للعلاقات التركية الإسرائيلية في أمن واستقرار المنطقة"، مذكراً بأن "العلاقات بين البلدين تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية ضمن مسارها، رغم اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية"، وهو بذلك يبعث رسالة مفادها أن العلاقات مع كيان يهود والتطبيع معه والاعتراف بأحقيته في الوجود لا يفسدها "اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية"!

إن اردوغان رأس حربة النظام العلماني التركي بجذوره الموالية للغرب المستعمر يكرس هجمته على الأمة الإسلامية بانحيازه لخطط المستعمرين في بلادنا وعلى رأسها تثبيث كيان يهود كقاعدة متقدمة للغرب في حربه الصليبية على الأمة الإسلامية، ويسير هذه المرة بلا خجل في التطبيع مع كيان يهود حيث جعل الحديث عنه ونسج العلاقات معه أمرًا عاديا وحنكة سياسية في محاولة منه لكسر المحظور عند الأمة الإسلامية وشبابها الذين يتشوقون لخلع كيان يهود من جذوره كما اقتلع صلاح الدين الصليبين من قبل.

إن أردوغان وأمثاله لن يستطيعوا تضليل الأمة، فالأمة أمام قضاياها المصيرية ترى بوضوح من يقف مع تطلعاتها في تحكيم شرع الله وتحرير الأرض المباركة، ومن ينحاز بكليته كأردوغان وأمثاله إلى أعداء الأمة وكيان يهود رغم تصريحاته الجوفاء.

إن اصطفاف أردوغان وأمثاله من الحكام مع كيان يهود وتطبيعهم معه لن يغير من حقيقة الحل الشرعي لقضية الأرض المباركة، فتحرير الأرض المباركة واقتلاع كيان يهود ستبقى أهدافا راسخة لكل مسلم في عالمنا، أهدافاً جسدتها الأمة تاريخيا في حطين وعين جالوت وستجسدها قريبا بإذن الله وتدوس تحت أقدامها على حيوية علاقة أردوغان وحكام الخليج والأردن ومصر والمغرب مع كيان يهود!

لقد آن للأمة الاسلامية وقواها الحية أن تتخلص من الحكام الخونة الذين يكرسون وجود الاستعمار وكيان يهود، وأن تقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتطرد المستعمرين وتحرر الأرض المباركة من دنس المحتلين.

٢٤-١٢-٢٠٢١