تعليق صحفي

التنكيل بالأسرى والأسيرات في الأرض المباركة

وصمة في جبين أنظمة التخاذل

 

  ذكرت وكالة وطن نقلا عن نادي الأسير الفلسطيني أنّ عملية قمع واسعة نُفّذت بحقّ الأسرى في سجن "نفحة" الليلة الماضية، تم خلالها إخراج الأسرى تحديدًا من يقبعون في قسم (12) إلى ساحة السّجن "الفورة"، وتم تكبيلهم وإبقائهم لساعات متواصلة في البرد القارص، والاعتداء على مجموعة منهم بالضرب، وكذلك عزل مجموعة أخرى، لافتا -أي نادي الأسير -إلى أنه وحتى اللحظة لا توجد تفاصيل عن مصير الأسرى في سجن "نفحة" تحديدًا أسرى قسم (12)

وقد جاءت هذه الأحداث عقب إجراءات من القمع والتنكيل والتي طالت الأسيرات في سجون الاحتلال وأدت إلى عزل بعضهن خارج أقسام السجون التي يقمن بها قبل أن يتم إرجاعهن لاحقا مع إبقائهن في العزل.

   لا تزال حالة الأسرى تشهد مزيدا من تصعيد القمع من قبل إدارة السجون في كيان يهود، وكأن سلب الأسرى حريتهم لم يعد كافيا ليشبع حقد هذا الكيان المجرم، ليحيلوا حياة هؤلاء الأسرى في السجون إلى جحيم ويسومونهم سوء العذاب والتنكيل، وقد صادق برلمان الكيان أو ما يسمى بـ "الكنيست" قبل أيام على قانون بموجبه "سيتم توسيع صلاحيات العمل بأمر يجيز تعزيز مصلحة السجون بجنود من وحدات قتالية وأفراد وحدات الاحتياط بالجيش (الإسرائيلي)" مما يعني زيادة في أدوات التنكيل وأجهزة القمع.

  إن هذه الحالة من التنكيل في الأسرى باتت معتادة وطبيعية في ظل العلاقة بين هذا الكيان وبين فلسطين وأهلها، فهي علاقة المحتل الجبان الغاصب بأرض تتحفز للتحرير وبأهلها الأحرار، ولكن ما هو غير طبيعي هو أن تبقى قضية الآلاف من أسرى الأرض المباركة وسط هذا الصمت الرهيب والتجاهل المعيب والخذلان المخزي من الأنظمة الذليلة التي تسارع في التطبيع مع العدو ليل نهار، بل ومعهم سلطة كاذبة في ادعائها الحرص على الأسرى وان ادعت، وهي التي لا ينجو من ملاحقاتها حتى الأسرى المحررين إن خرجوا من سجون الاحتلال. 

 إن قضية الأسرى حلها هو حل واحد لا غير، وهو اجتثاث هذا الكيان اللئيم من جذوره، والا فإن سجون العدو ستبقى ممتلئة ما دام هذا الكيان موجودا وما دام أهل الأرض المباركة يسعون للخلاص منه، وقد أصبحت هذه السجون منذ عشرات السنين مؤسسات دائمة وجزء أصيل من جسم هذا الكيان البغيض، لن تنتهي إلا بزواله ولن تهدم إلا بهدمه، وإن ذلك إنما يكون بجيش جرار يدوس أولا على عروش أنظمة التخاذل، يقوده أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، رجل عاهد الله على أن ينفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسرى المسلمين حين قال "فكوا العاني" ، فيحرر الأسرى ويرد المسرى إلى أهله وما ذلك على الله بعزيز.

 21-12-2021