تعليق صحفي

حقيقة موقف النظام التركي من قضية فلسطين تلخصه مكالمة التهنئة من أردوغان

لرئيس كيان يهود "هيرتسوغ"!

أفادت دائرة الاتصالات بمكتب الرئيس التركي مساء اليوم الاثنين، بأن أردوغان هنأ في مكالمة هاتفية هرتسوغ بتولي منصب الرئيس "الإسرائيلي"، حيث أكد أن العلاقات بين تركيا و"إسرائيل" لها أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وشدد أردوغان حسب مكتبه، على أهمية الحفاظ على الاتصالات والحوار بين تركيا و"إسرائيل" على الرغم من الخلافات القائمة ولفت إلى أن تركيا و"إسرائيل" لديهما إمكانات كبيرة في مختلف المجالات خاصة في الطاقة والسياحة والتكنولوجيا.

وأكد أردوغان لهرتسوغ أن أي خطوات إيجابية سيتم اتخاذها لحل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" ستسهم أيضاً في سير العلاقات التركية "الإسرائيلية" بـ"منحى إيجابي"، وقال الرئيس التركي في هذا السياق إن المجتمع الدولي ينشد الوصول إلى حل دائم وشامل للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" على أساس حل الدولتين في إطار قرارات الأمم المتحدة.

لا يفوّت الرئيس التركي مناسبة أو فرصة سياسية أو حدثا متعلقاً بقضية فلسطين إلا ويستغله للترويج للأفكار الاستعمارية بشكل متذاكي ظاهره الحرص على أهل فلسطين وباطنه تصفية القضية لصالح كيان يهود، وفي هذا السياق جاءت مكالمة التهنئة الممزوجة بالمودة! وما تضمنته من أفكار سياسية خبيثة أبرزها: -

-        التشديد على أهمية العلاقات بين تركيا وكيان يهود في أمن واستقرار الشرق الأوسط وهذا يظهر أن كيان يهود كيان طبيعي يمكن أن يلعب دورا في استقرار الشرق الأوسط رغم أن وجود كيان يهود هو أحد الأسباب الرئيسية لحالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

-        الحديث عن الإمكانات الكبيرة للطرفين في مجالات الطاقة والسياحة والتكنولوجيا، وهذا بمثابة توسيع المجال لتعزيز التعاون القائم منذ عقود في هذه المجالات التي تمد كيان يهود بالحيوية والمال والنفوذ.

-        التأكيد على أن المجتمع الدولي ينشد الوصول إلى حل دائم وشامل للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" على أساس حل الدولتين في إطار قرارات الأمم المتحدة، وهذا أخطر ما في الحديث وهو رغبة أردوغان الجامحة في تحقيق الحلم الأمريكي الغربي بتصفية قضية فلسطين وفق مشروع الدولتين الذي يعطي كيان يهود معظم فلسطين بأحسن أحواله.

-        الإعلان أن أية خطوات إيجابية سيتم اتخاذها لحل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" ستسهم أيضاً في سير العلاقات التركية "الإسرائيلية" بـ"منحى إيجابي"، وهذا بمثابة إغراء سياسي من قبل أردوغان لكيان يهود للقبول بإعطاء الفلسطينيين دويلة هزيلة على فتات الأرض مقابل علاقات دائمة وقوية مع تركيا وسلام لا ينقطع.

 

إن هذا الحديث السياسي الواضح بين أردوغان وكيان يهود يظهر أن أردوغان يرى أن عدم تصفية قضية فلسطين وفق مشروع الدولتين الأمريكي إلى الآن بمثابة عقبة أمام الانطلاق القوي مع كيان يهود في شتى المجالات، وأن هذا يشكل إحراجا له ولأمثاله عندما يشن كيان يهود الحروب ويسفك الدماء ويدنس المقدسات ولذلك فهو يتمنى أن تصفى القضية في أقرب وقت ممكن تحت مسمى الحل، وأنه مستعد لتقديم الإغراءات والوعود لكيان يهود للقبول بذلك، وهذا الموقف هو الموقف الحقيقي الذي يبنى عليه الوعي السياسي الصحيح؛ بأن أردوغان ونظامه عملاء لأمريكا ينفذون مخططاتها على حساب دماء المسلمين ومقدساتهم، والحديث عن تقسيم القدس بين الديانات الثلاث في خضم الحرب الأخيرة على غزة ليس عنا ببعيد، وأن تصريحاتهم العاطفية هي للاستهلاك الإعلامي ولخداع البسطاء من الناس!

إن الحل الوحيد لقضية فلسطين يمر عبر إسقاط هذه الأنظمة العميلة وتحرير الجيوش من قيود الاستعمار وعملائه وتحريكها لتحرير فلسطين تحت صيحات الله أكبر.

12-7-2021