تعليق صحفي

الأمة تريد تحرير فلسطين بالكامل والحكام مشغولون بالترويج لمشروع الدولتين وتدويل القدس!

 في خضم تصاعد الأحداث في غزة والضفة والداخل المحتل دعا الرئيس التركي إلى تشكيل إدارة ثلاثية لمدينة القدس عبر لجنة تضم ممثلي الديانات الثلاثة، وقال أردوغان: "إدارة لجنة مؤلفة من ممثلين عن الديانات الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية) للقدس ستكون أفضل معالجة في الظروف الحالية"، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع المنظمات الدولية الأخرى إلى التحرك بفعالية من أجل الفلسطينيين المظلومين والقدس.

إن فكرة تدويل القدس هي فكرة استعمارية أمريكية قديمة، وهي من صلب مشروع الدولتين بنسخته الأصلية والذي تم طرحه بشكل جاد ومبلور في أواخر عهد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور عام 1959 والذي نص في ذلك الوقت على كيان للفلسطينيين في الضفة وغزة ودولة يهودية على ما تبقى من فلسطين وتدويل القدس وحل مشكلة اللاجئين بإعادة قسم ضئيل منهم وتعويض الأكثرية وتوطينهم خارج فلسطين، وقد بذلت أمريكا على مر العقود الماضية الكثير من الجهود لتنفيذ مشروعها الخبيث وتصفية قضية فلسطين التي كانت عصية عليها وعلى مشاريعها.

في اللحظة التي يدوس فيها أهل فلسطين أفكار الاستعمار ومشاريعه في الداخل المحتل والضفة وغزة دون تفرقة بين الخليل وحيفا ورام الله وعكا ونابلس ويافا وغزة والرملة ويكون المحرك لهم القدس حاضنة المسجد الأقصى المبارك وقبلة المسلمين الأولى، وفي اللحظة التي يتشوقون فيها لطرد كيان يهود من كامل فلسطين يطل علينا الحكام الخونة بمشاريع وأفكار عفا عليها الزمن وفشل أصحابها في تنفيذها ويحاولون إحياءها من جديد.

إن فلسطين والقدس هي أرض إسلامية لا مكان للغزاة فيها وما حالة الغليان والتفاعل من قبل الشعوب الإسلامية مع ما يحدث في الأرض المباركة إلا إشارة على حيوية الأمة وتمسكها بأرضها وقضيتها، وأن الأمة في وادٍ والحكام في وادٍ آخر فبينما تنتظر الأمة تحرك أهل القوة وفتح الحدود لتحرير فلسطين ينشغل حكامهم بالتفتيش في قمامة الاستعمار ومحاولة تدوير بعض مخلفاته البالية!

18-5-2021