تعليق صحفي

الحكام المجرمون يسخّرون أبناء الأمة وقوداً لصراعات لا تخدم إلا الاستعمار

أعلن الجيش الليبي، الجمعة، رصد 12 رحلة جوية تنقل مرتزقة من سوريا إلى مناطق سيطرة الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي. جاء ذلك في بيان مرفق بـ"إنفوغرافيك"، نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" (تابعة للجيش)، عبر صفحته على فيسبوك. وقال البيان إنه "تم رصد هبوط 12 رحلة لشركة طيران أجنحة الشام السورية (خاصة)، التي تنقل المرتزقة من سوريا إلى مناطق سيطرة حفتر". وأوضح أن تلك الرحلات رُصدت منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو الشهر الذي شهد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أممية بين ممثلين عن حفتر، ووفد يمثل الحكومة الليبية في جنيف.وذكر أن "طائرات طيران الشام تقلع من مطاري دمشق وقاعدة حميميم (العسكرية) الروسية في اللاذقية، وتهبط في مطار بنينا في بنغازي، أو قاعدة الخادم الإماراتية جنوب المرج (شرق)". (وكالة الأناضول)

سواء أكان أردوغان هو من يقف وراء استقدام أبناء المسلمين من الشام للقتال لصالح المجرم حفتر عميل أمريكا، وقد تواترت بذلك الأخبار، أم كان النظام السوري هو من يقف وراء تلك العملية القذرة كما تحاول وكالة الأناضول إفهام القارئ، أم كان النظام الإماراتي العميل، فالمؤكد أنّ كلهم عملاء مجرمون يستغلون أبناء الأمة وحاجتهم للمال في ظل الظروف القاهرة التي وُضعوا فيها بسبب الحرب في الشام، من أجل تحقيق غايات خبيثة تخدم الاستعمار وتمرر مخططاته في بلاد المسلمين.

فأمريكا هي من تقف وراء حفتر في وجه الطرف الآخر التابع لبريطانيا، وأردوغان بوصفه عراب المصالح الأمريكية في بلاد المسلمين مؤخرا هو من يسند حفتر بحيل ومخططات خبيثة تهدف إلى فرضها بالنهاية على الساحة الليبية من أجل مصالح أمريكا والتي هي قطعا ليست مصالح للمسلمين.

وأردوغان والنظام السوري وكذلك الإماراتي لا يتورعون عن استخدام المسلمين وأبنائهم حتى ولو كمرتزقة من أجل تحقيق مصالح أمريكا، وكأن دماء وأعراض المسلمين رخيصة لا قيمة لها، ولا حساب!

آه، كم هو إجرام حكام المسلمين العملاء، وكم هي الخطايا التي ارتكبوها والذمم التي وضعوها في رقابهم، ولو اغتسلوا بمياه المحيطات ما كفتهم لتطهيرهم، وإنّ لهم غدا حسابا عسيرا مع الأمة حينما تستعيد سلطانها وتسترد إرادتها في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

21/12/2020