تعليق صحفي

نظام الأسد...لم تكن ورقة التوت تستركم ولكنها الآن قد سقطت عنكم

في مقابلة أجرتها معه وكالة سبوتنيك، تحدث بشار الأسد عن شرطه الرئيسي في التطبيع مع "إسرائيل"، وكان مما قاله: "موقفنا واضح جدا منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق. وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جدا".

 وأوضح الأسد "أن عقد محادثات مع إسرائيل يكون ممكنا عندما تكون إسرائيل مستعدة لإعادة الأرض السورية المحتلة ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبدا"، وأضاف: "لم نر أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظريا نعم، لكن عمليا، حتى الآن فإن الجواب هو لا".  (روسيا اليوم(

لقد أسقطت رياح التطبيع كل الأقنعة، وكشفت كل الخبايا، فما كان مستورا بالكذب على الشعوب طوال عقود، صار اليوم واضحا جليا، و ها هي ورقة التوت تسقط عن عورة النظام السوري، مع أنها لم تكن تستر عيوبه  يوما إلا  على من عميت أبصارهم وبصائرهم، بل إن من كان يطرح حصول الفلسطينيين على "حقوقهم" كشرط للتطبيع -على كذبه- كان أقل سفورا من بشار الأسد الذي ربط التطبيع بعودة الأراضي السورية فحسب مُسقطا من كلامه أرض فلسطين ومُثبتا أن فلسطين لم تكن يوما في شعاراته وشعارات "بعثه" إلا ورقة للخداع، مثلما أن دعمه لبعض الفصائل لم  يكن يوما إلا ورقة للتفاوض ترمى في حينها، وأن "ممانعته" ليست إلا ممانعة الراغب تماما مثل "مقاومته" الجبانة التي لم تؤهله مرة ليطلق على المحتل طلقة واحدة عبر عقود.

   وهكذا فالأنظمة كلها من جنس واحد، وهم في خيانة التطبيع إما مطبع أو مشروع مطبع، لا فرق بين من كان منهم في مقدمة الركب أو في ذيله، وكلهم يرى في ذلك بقاءه، وقد ظهرت خياناتهم جميعا على ألسنتهم وما تخفي صدورهم أكبر.

على  أن كيان يهود، الذي تسعى تلك الأنظمة لأن تكون مساميره التي تثبته وترى في ذلك ثباتها، هو كيان من خشب  يوشك أن يقتلع هو ومساميره معا، و لنا في هذا إشارة بل بشارة من كلام الله عز وجل عمن تولى اليهود والنصارى  خوفا من أن تدور عليه الدوائر في قوله تعالى (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) نسأل الله عز وجل أن يكون قريبا.

2020-10-8