تعليق صحفي

السلطة ورئيسها بمشاركة الفصائل ينحبون على تجاوز الإمارات ترتيبات الخيانة،

ويؤكدون أن الخيانة يجب أن تكون على أصولها الخبيثة!!

طالب رئيس السلطة محمود عباس خلال اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في مدينة رام الله الدول العربية بإعادة التأكيد على التزامها بمبادرة السلام العربية ورفض التطبيع المجاني مؤكداً على رفضه خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع (إسرائيل).

وتابع عباس قائلاً: "متمسكون بالشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية ومستعدون لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة ولن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً للمفاوضات".

لا يفوت رئيس السلطة فرصة للنحيب على مبادرة الشؤم العربية إلا ويستغلها ويصر بقوة في كل مرة هو وسلطته ومنظمته على التمسك بقرارات الأمم المتحدة وعقد مؤتمر دولي للسلام كحل وحيد للقضية الفلسطينية، ويؤكد على أنه لا يوجد مشكلة في التطبيع مع كيان يهود في حال تنفيذ المبادرة العربية وإقامة دويلة هزيلة على أقل من ربع الأرض المباركة، وهو في ذلك يبين مدى تمسك السلطة والمنظمة بطريق التصفية والخيانة الواضحة والمحددة في أبجدياتهم منذ البداية وعدم التغيير والتبديل في ظل التغيرات الحاصلة.

لقد كان الأجدر بالفصائل التي ترفع شعار المقاومة والتحرير أن لا تشارك في هكذا مهرجان يغضب الله ورسوله، مؤتمر يؤكد على التفريط بالبلاد والعباد، وأن تتبنى في المقابل موقفا واضحا وصريحا من تلك الهرطقات لعباس، الذي يظن بأن أرض فلسطين ملك يمينه هو ومنظمته يتنازل عنها كيفما شاء، لا أن تحضر تلك الفصائل وتبارك الاجتماع من بيروت إلى رام الله تحت حجج ومبررات واهية من المصالحة والوحدة وحل الخلافات وتذهب إلى أبعد من المشاركة بالمطالبة بتنفيذ ما جاء في الاجتماع من قرارات كما جاء في بيان لحركة حماس حيث بينت أن المطلوب هو "ترجمة حقيقية لما جاء فيه من مواقف وقرارات إلى خطوات عملية وفعلية على الأرض يلمسها كل أبناء شعبنا الفلسطيني ومكوناته، كما أنه يجب الإسراع في إعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتكون إطاراً جامعاً للكل الفلسطيني وكافة فصائله ومكوناته دون استثناء لتصبح ممثلاً حقيقياً للكل الفلسطيني"، وهو ما أكده رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي شارك في الاجتماع من بيروت!!

إن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية شر وأداة خبيثة أوجدها الاستعمار لتصفية القضية الفلسطينية ومحاربة أهل فلسطين وهي على مدى العقود الماضية قد أثبتت ذلك، فحاربت أهل فلسطين وحمت كيان يهود ورسخت التنسيق الأمني وأفقرت الناس وضيقت عليهم وأعطت الفرصة لكيان يهود من خلال اتفاقية أوسلو ليتمدد ويتوسع ويلتهم ما تبقى من الأرض ولم تبق المنظمة والسلطة رذيلة إلا وارتكبتها حتى وصل الحال بها أن تحارب أهل فلسطين في أعراضهم من خلال اتفاقية سيداو والجمعيات الغربية وهذه الحقائق يدركها جل أهل فلسطين حتى باتوا يلعنون السلطة وإجرامها وخيانتها في كل يوم وفي كل ساعة فهل بعد كل هذا تريد حماس إحياء المنظمة وإعادة تقديمها للشعب بصورة محسنة؟!!

على الفصائل أن تدرك أن الدخول في بحر السلطة الذي شيدته عبر عقود من الخيانة والعمالة والتآمر هو خسران مبين وأن ذلك المستنقع المليء بالتنازل والتنسيق الأمني لا يقربه الشرفاء ومن يخشون الله وعليها أن تبتعد عنه وأن لا تحاول التجديف فيه وأن تتمسك بما نشأت عليه بأن أرض فلسطين كاملة أرض إسلامية لا خلاص لها إلا بالتحرير فتتمسك برباطها وجهادها حتى يأذن الله لهذه الأمة بتغيير جذري يسقط أنظمة التطبيع والخيانة ويقيم دولة الإسلام لتحرك الجيوش وتعيد سيرة حطين وصلاح الدين وتخلص البلاد والعباد من أذى كيان يهود وشرهم كما بشر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ...).

4-9-2020