تعليق صحفي

مؤامرة خطيرة على المسجد الأقصى تفضح جعجعات عبد الله وفرقعات السلطة

وتظهر أنهم أداة في تضييع المسجد وتسليم مفاتيحه

استنكرت مؤسسة القدس الدولية (مؤسسة غير حكومية) عقد أي اتفاق مع (إسرائيل) حول ترتيبات إدارة المسجد الأقصى المبارك، ومنها إجراءات فتحه وإغلاقه، واصفةً "الخطوة بالتطور الجديد والخطير". جاء ذلك في بيان للمؤسسة قالت فيه تعقيباً على تداول وسائل إعلام عربية مؤخراً تصريحا لمصدر رفيع في الحكومة الأردنية قال فيه إن هناك اتفاقاً على إغلاق المسجد الأقصى بين الخارجية الأردنية ونظيرتها "الإسرائيلية"، مبرراً ذلك بحماية المصلين من انتقال الفيروس إليهم من "الإسرائيليين"!

ورأت المؤسسة أن "هذا الأمر يشكل اعترافاً ضمنياً بالسيادة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك"، وتابعت أنه "جاء جواب الحكومة الصهيونية للمحكمة العليا الإسرائيلية في 13 من الشهر الجاري حول وجود هذا الاتفاق ليعزز صحة هذه التصريحات، إذ رفضت الحكومة الإسرائيلية الإفصاح عن حقيقة وجود اتفاق كهذا باعتباره معلومة حساسة تمس بالعلاقات الخارجية للكيان وأمنه". (وكالة الأناضول)

في اللحظة التي يدّعي فيها النظام الأردني أنه يعارض فرض السيادة "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى، تتكشف خيوط مؤامرة خطيرة حيكت تحت ذرائع صحية ومنع تفشي فايروس كورونا، والدافع وراء كشف هذا الاتفاق السري هو ضغط مجموعات الهيكل على محكمة العدل العليا للسماح لهم باقتحام المسجد الأقصى في 29 من شهر رمضان بمناسبة احتلالهم للقدس الشرقية، فما كان من المحكمة إلا أن قامت بإعطاء مهلة للحكومة "الإسرائيلية" للكشف عما إذا كان هنالك اتفاق بين الأردن، صاحبة الوصاية على المسجد الأقصى، وبين كيان يهود لإبقاء المسجد مغلقا، لتتعامل المحكمة مع طلب جماعات الهيكل، فجاء الرد وتكشفت الحقائق بأنه حصل اتفاق بين الجانبين وهو ما يشكل اعترافا صريحا وضمنيا من النظام الأردني بالسيادة "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى بما ينسجم مع صفقة ترامب!

لقد استخدم النظام الأردني دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، وهي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية) بموجب القانون الدولي وبموجب اتفاقية وادي عربة التي وقعها النظام الأردني مع كيان يهود عام 1994، لقد استخدمها في تمرير هذه المؤامرة حيث أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في نهاية شهر آذار بتقييد ومنع وصول المصلين للمسجد الأقصى بحجة منع تفشي فايروس كورونا، وذلك في اللحظة التي كان فيها النظام الأردني يحيك المؤامرة وينسق مع كيان يهود، وبعدها بدأ كيان يهود يستغل الإغلاق ليحكم قبضته على المسجد الأقصى ويغيّر الحقائق على الأرض كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وقد أورد موقع عربي 21 تقريراحول استغلال كيان يهود إغلاق المسجد الأقصى بذريعة كورونا ليطبق سيطرته عليه، وفي هذا السياق أيضا حذر المختص في الشأن "الإسرائيلي" صالح النعامي من توجهات "إسرائيلية" خطيرة لتكريس السيادة على الأقصى مستغلة إغلاقه أمام المصلين بحجة منع تفشي الفايروس.

إن المؤامرة التي تنسج ضد المسجد الأقصى تهدف لتضييعه وتمكين كيان يهود منه بعد أن فشل في ذلك عدة مرات وكان آخرها حينما أراد وضع البوابات الإلكترونية عام 2017، ويشرف على هذه المؤامرة الجديدة النظام الأردني وبمساعدة السلطة الفلسطينية التي تشاركه في جريمته لإبقاء المسجد مغلقا أمام المصلين، حيث أكد محمد حسين المفتي العام للديار الفلسطينية أن المسجد الأقصى سيبقى مغلقا باقي أيام شهر رمضان وعيد الفطر، حيث قال "سنؤدي صلاتنا كرجال وقف مسؤولين وحراس صلاة العيد في الأقصى، لكن أبواب المسجد الأقصى ستظل مغلقة أمام المصلين للأسباب التي تمنعنا من ذلك بسبب كورونا".

على أهل فلسطين بشكل عام وأهل القدس بشكل خاص، أن يدركوا ما يخطط للمسجد الأقصى، وعليهم أن يعوا على مخططات الاحتلال والأنظمة المتواطئة معه، وأن يحاسبوا أوقاف الأردن ومفتي السلطة الذين يتحركون وفق أوامر الحكام دون مراعاة للأحكام الشرعية ودون خوف من الله أو إدراك لخطورة ما يقومون به، ويغلقون المسجد الأقصى بينما يتجمع المستوطنون في البلدة القديمة (حارة اليهود) ويسجلون الأسماء ويرتبون الباصات ليقتحموا المسجد في 29 من هذا الشهر الكريم ليكونوا أول من يدخله بعد إغلاقه وليكرسوا هيمنة الشرطة "الإسرائيلية" على قرار فتح وإغلاق المسجد تمهيداً للسيطرة الكاملة على مفاتيحه.

وعلى الأمة الإسلامية بشكل عام وأهل الأردن بشكل خاص، أن يعملوا من فورهم لإسقاط الأنظمة الخائنة العميلة للغرب وأن لا ينخدعوا بفرقعاتهم الإعلامية وعلى الجيوش القابعة في ثكناتها الواقعة على مرمى حجر من فلسطين أن تزمجر وتتحرك لتحرير المسجد الأقصى وكامل فلسطين واقتلاع كيان يهود من جذوره وتخليص المسجد الأقصى والأرض المباركة وأهل فلسطين من شروره. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

18-5-2020