تعليق صحفي

العالم في ظل غياب الإسلام تسوده الرأسمالية المتوحشة التي لا ترحم ضعيفا ولا تؤوي فقيرا

 كشفت قناة يهودية خاصة الأحد عن وثيقة داخلية لوزارة الصحة تُوصي بأن يكون ذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى الضعفاء والمهمشون آخر من يتم إخضاعهم لأجهزة التنفس الصناعي إذا تفشى فيروس كورونا بشكل كبير، وحسب القناة تكشف الوثيقة عن توجيه وزارة الصحة بأن من لديهم إعاقات تامة، وغير القادرين على الاعتناء بأنفسهم، ومن يعانون من قصور في المخ والقلب والكلى والرئتين والكبد أو الأعصاب؛ هم آخر من يجب وصلهم بأجهزة التنفس، وكذلك الحال بالنسبة لمن يعاني من صدمة نفسية أو حروق شديدة أو مرض عضال أو خرف شديد أو كان في حالة احتضار أو من تقل فرص شفائه من كورونا عن 20%. من جانبها طالبت جمعيات ذوي الإعاقة لدى كيان يهود في بيان مشترك بتغيير فوري لقرار وزارة الصحة، واصفة إياه بأنه يعبّر عن طريقة تفكير منحازة لتدمير وتصفية السكان الضعفاء تحت أجنحة فيروس كورونا. وتابعت الجمعيات قائلة إن الحكومة تتخلى عن كل مواطن لا يستوفي معايير جلب الأموال إلى خزينة الدولة. (الجزيرة نت)

ليس كيان يهود أول المفضوحين بالوحشية واللاإنسانية في ظل جائحة كورونا، بل سبقهم الغرب ممارسة وتقنينا، ودور العجزة والأيتام في إيطاليا وإسبانيا وأمريكا ما زالت تشهد عليهم وعلى انعدام القيم والأخلاق لديهم، بحيث لم يستطيعوا أن يستروا وحشيتهم، وكيف أنهم كشروا عن أنيابهم فبانوا على حقيقتهم، وفضحوا مبدأهم الذي ظهر كم هو مبدأ فاسد صمم ليكون مبدأ للرأسماليين والمتنفذين وبارونات المال، وذلك على حساب الأغلبية الذين سيكون مصيرهم الفقر والجوع والمرض.

فجائحة كورونا قد فضحت الرأسمالية وأظهرتها على حقيقتها المخزية، وكم هي صاحبة ادعاءات إنسانية وأخلاقية كاذبة، حيث لا يساوي الإنسان عندها أكثر مما يدره من ربح على الرأسماليين ويخدم المتنفذين، ومصيره السحق والتضحية به عند أول مصيبة أو أدنى حاجة!

وكل القوانين والمواثيق الأممية ما هي إلا محاولة لترقيع النظام من جانب، ومن جانب آخر لاستغلالها في ابتزاز الآخرين والدول الضعيفة لحساب الدول الكبرى. وبالطبع سيرسب المبدأ عند أول اختبار حقيقي له لأنه لن يقوى على مواصلة التصنع والتمثيل، كما حدث مؤخرا في ظل كورونا.

حقا، لا خير ولا نجاة للبشرية إلا بالإسلام العظيم، الذي يطبقه في دولة الخلافة خليفة راشد يقول بأن القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه والضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له، ويقول بأنه قد جعل نفسه أبا للعيال، فيقدم الضعفاء والفقراء على الأقوياء والأغنياء، ويقدم ذوي الحاجة على الأصحاء، ويقسم المال على الفقراء والمحتاجين حتى لا يكون دُولة بين الأغنياء وحدهم... فاللهم عجل بقيامة دولة الخلافة الراشدة التي تنشر الإسلام في ربوع العالم لترى البشرية العدل والحق وتتنفس الصعداء.

22/4/2020