تعليق صحفي

أيكون التطبيع هو ردكم على جرائم الاحتلال ومجازر غزة يا حكام قطر؟!

قام وفد طبي "إسرائيلي" مكون من 9 أطباء يهود، بزيارة العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال الذي نظمته الدوحة.

اللافت في توقيت إعلان كيان يهود عن هذه الزيارة التطبيعية، أنه جاء بعد أيام قلائل على عدوانهم الوحشي على غزة، الذي ما زالت دماء ضحاياه لم تجف بعد! وكأنهم يريدون إيصال رسالة للمسلمين مفادها، بأن سلسلة حروبهم على غزة واقتحاماتهم شبه اليومية للمسجد الأقصى وتوسيعهم المستمر للمستوطنات في الضفة، لن يعرقل بحال مسارعة قافلة التطبيع العربي مع كيانهم الغاصب!

إن وقاحة وخيانة حكام قطر لفلسطين وأهلها، قد فاقت خيانة من سبقهم من المطبعين، فما من صعيد يشد من أزر يهود ويحسن من صورتهم، إلا وقد ولجوه وكل ذلك وهم يزعمون دعم أهل غزة ونصرتهم!

 إن مكافآت حكام قطر ومن سبقهم من الحكام المطبعين ليهود، ومسارعتهم الخطى لتثبيت كيانهم الغاصب في فلسطين والعمل الدؤوب على توسيع دائرة نفوذه في المنطقة، لا يعني إلا إصرارا منهم على الاستمرارية في قطع علاقتهم بأمتهم، وأنهم حسموا أمرهم باصطفافهم مع أعدائها. وهنا نتساءل ألم تكف هذه السياسات والأحداث الفاضحة لدفع حركات المقاومة الفلسطينية للكف عن المراهنة على الدعم القطري المسموم، وأن تنأى بنفسها عنها وعن دورها الاجرامي الرامي لتصفية قضية فلسطين، وأن تلج وتعمل في فسطاط أمتها المنصورة بإذن الله؟!

إن حكام قطر ونظراءهم العرب لم يكونوا يوما في حالة عداء حقيقي مع كيان يهود، كي يفكروا في القضاء عليه، بل كانوا دوما يمدونه بأسباب الحياة وحراسا لأمنه ومجموعة من "النعاج" المتخاذلين، كما صرح بذلك وزير خارجية قطر في اجتماع جامعة الدول العربية في أعقاب عدوان يهود على غزة عام 2018.

لن يطول الزمان حتى يدور الزمان دورته، فتستعيد الأمة سلطانها المغصوب وتقتلع هؤلاء الأقنان وتقتلع كيان يهود من جذوره، وحينها لن ينفع المتآمرين على الأمة والموالين لأعدائها الندم.

( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا )

21/11/2019