تعليق صحفي

الأمة الإسلامية هي الوحيدة التي ستحرر فلسطين وتقف في وجه أمريكا وليست روسيا عدوة الإسلام!

قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تقف في وجه الخطوات الأمريكية بحق القضية الفلسطينية، جاء ذلك خلال ندوة صحفية في ختام لقاءاته مع المسؤولين الروس في موسكو.

لو صدرت هذه التصريحات عن صائب عريقات أو أحد أقطاب منظمة التحرير أو قادة السلطة، لما كانت مستغربة، فهي تصريحات من انخرط في اللعبة السياسية الدولية ورضي بالمستعمرين ركنا يلجأ إليه وحكما في قضاياه، وهي تصريحات تكرس حالة الهزيمة والسطحية السياسية وإغفال تاريخ وثقافة الأمة الإسلامية التي حررت فلسطين من الصليبيين في معركة حطين، أمة لم ولن تنسى يوما مسرى نبيها صلى الله عليه وسلم، أمّا أن تصدر هذه التصريحات من قيادة حركة إسلامية فهذا مستغرب ومستهجن!

إن كان أبو مرزوق منبهرا بروسيا أو يعول على تحركاتها، فإننا نذكره أن روسيا عدوة للإسلام والمسلمين، فهي التي قتلت وما زالت تقتل الآلاف من المسلمين، كما نؤكد له أن انبهاره هذا في دولة هي في الحقيقة لا تملك نفوذا سياسيا في محيطها الاستراتيجي بل تسعى لتأمين مصالح أمريكا، على حساب دماء المسلمين في الشام وغيرها من بلاد المسلمين، مقابل السكوت عنها في القرم وعدم اشعال حديقتها الخلفية في دول الاتحاد السوفيتي السابق.

إن تصريحات أبو مرزوق تعد فقدانا للبوصلة التي يجب أن تتوجه للأمة الإسلامية وقواها الحية وجيوشها لتحرير فلسطين وإعادتها للأمة الإسلامية، فهي تصريحات تكرس للأسف –بقصد أو بدون قصد- فقدان الثقة بخير أمة أخرجت للناس، وتدير ظهرها لأمة الإسلام صاحبة الرسالة العظيمة المرشحة الوحيدة بما تحمله من عقيدة لقيادة العالم والوقوف أمام أمريكا وروسيا وغيرهما من أعداء الإسلام لتحرر المقدسات والبلاد وتنشر الإسلام رسالة نور ورحمة تفتح بها روما بعد أن فتحت بها القسطنطينية بوعد رسولها الكريم عليه الصلاة والسلام، فأين موقع وروسيا التي أبهرتك من هذا الوعد يا أبا مرزوق؟!

إن الأمة الإسلامية ستقتلع كيان يهود حتما، وستعلو راياتها فوق المسجد الأقصى، وستتحرك جيوشها لنشر الإسلام واستعادة الاندلس والشيشان ولتنتقم من كل من آذى المسلمين ودمر حواضرهم، فالأمة موعودة بخلافة راشدة على منهاج النبوة يسعى لتحقيقها العاملون ويتطلع لإقامتها الملايين من المسلمين في العالم ويؤمنون أنها الوحيدة القادرة على تخليص المسلمين والعالم من شرور أمريكا وروسيا وغيرهما من الدول الاستعمارية المتوحشة، هذه الأمة هي وحدها معقد أمل المخلصين، ومعها يسعى الساعون لتستعيد مكانتها وكرامتها ومقدساتها. فهل من مدّكر؟!

18-7-2019