تعليق صحفي

رئيس السلطة يدير ظهره لعذابات الأسرى ويتجاهل اللقاء بناديهم بينما يكرم الممثلين ويمنحهم الأوسمة!

ناشد نادي الأسير الفلسطيني رئيس السلطة محمود عباس بضرورة لقائه بعد محاولات على مدار عام ونصف لترتيب لقاء معه لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.

ولجأ نادي الأسير لنشر إعلان في وسائل الإعلام للقاء رئيس السلطة، وقال في إعلانه: "إنه خلال عام ونصف وهو يبحث عن لقاء مع الرئيس دون فائدة، لبحث ما يتعرض له نادي الأسير من أذى وتنكيل، ولعدم الاستجابة لطلب اللقاء جاءت المناشدة عبر الصحف علها تصل إلى سماع الرئيس بعد أن سدت كل القنوات الحركية".

وفي وقت سابق من هذا الشهر توجّه رئيس السلطة الفلسطينية إلى مستشفى المعادي العسكري في مصر حيث تعالج الفنانة نادية لطفي ومنحها النجمة الكبرى لوسام القدس، وكان رئيس السلطة "قد منح هذا الوسام للفنانة المصرية نادية لطفي تقديرًا لمسيرتها الفنية الطويلة في خدمة السينما والدراما العربية، بالإضافة إلى أنه هنأها بمناسبة عيد ميلادها بكلمات طيبة وتشجيعية"!.

يتجلى التناقض مع التعاطي في القضايا وأولوياتها في سلوك رئيس السلطة، فبينما يجد الوقت الكافي لزيارة ممثلة في المستشفى ليمنحها "وسام القدس"، لا يستطيع نادي الأسير أن يقابله على مدار عام ونصف! مما اضطر نادي الأسير أن يطلب لقاءه عبر الصحف المحلية، مجسدا بذلك حالة الظلم التي يعيشها أهل فلسطين في ظل هذه السلطة ورجالاتها الذين لا يعيشون ألم أهل فلسطين ولا يرون عذاباتهم اليومية ولا يتعاطون معهم إلا من باب الجباية الضريبة وجلد ظهورهم بالرسوم والمكوس التي باتت ترهقهم وتقذف بهم للهجرة ومغادرة الأرض المباركة تحت وطأة الفقر والعوز.

إن عذابات الأسرى والمعتقلين لا تجد آذانا صاغية لدى السلطة التي كانت شريكة في اعتقال قطاع منهم وشريكة في تمهيد الطريق لكيان يهود ليزج بهم في المعتقلات وينكل بهم ويهدم بيوتهم عبر التنسيق الأمني الذي يُجلد به أهل فلسطين وتقدم من خلاله المعلومات لكيان يهود على طبق من ذهب بمشاركة أجهزة السلطة في التعقب والتحقيق والتعذيب الذي يفضي إلى سجون كيان يهود كنتيجة حتمية للتنسيق الأمني.

إن أهل فلسطين يرزحون تحت احتلال كيان يهود واستبداد السلطة وظلمها وعدم اكتراث رجالاتها بالمأساة اليومية التي يكابدها أهل الأرض المباركة، فلا يرى رجال السلطة المستهترون بالأسرى وغيرهم في أهل فلسطين إلا مصدرا لزيادة ثرواتهم وتكبير وارداتهم ودعم ميزانياتهم لتثبيت كراسيهم ومناصبهم الزائفة.

آن لأهل فلسطين أن يرفعوا أصواتهم في وجه الظلم الذي تمارسه السلطة والاستهتار الذي يمارسه رجالاتها تجاههم، وآن للأمة الإسلامية أن تتحرك لتحرر الأسرى والمسرى والمقدسات وتقتلع كيان يهود مرة وإلى الأبد في ظل خليفة عادل يرعى شؤون المسلمين ويفتح أبوابه لكل مستنجد وضعيف وطالب حق ونصرة وإنصاف ليعيد للأمة عدل الفاروق وغيره من خلفاء المسلمين الذين كانوا لا ينامون الليل إن وقع مسلم في الأسر ويعملون جهدهم لإنقاذه وتحريره من الأسر.

24-1-2019