تعليق صحفي

الملك الأردني يمتدح ترامب العدو اللئيم ثم يزعم الحرص على القدس وفلسطين!

  استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض ملك الأردن عبد الله الثاني الذي يقوم بزيارة لواشنطن تستغرق عدة أيام وبحث ترامب والملك الأردني العلاقات الثنائية بين البلدين والأزمة السورية وعملية السلام بين كيان يهود والفلسطينيين ودور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة على انتهاء جولة مستشار وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومبعوث السلام إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات إلى قطر والأردن وكيان يهود ومصر والسعودية تمهيداً للإعلان عما يسمى بصفقة القرن، وسبق تلك الجولة زيارة مفاجئة قام بها رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو إلى الأردن التقى خلالها الملك عبد الله، وكذلك قدوم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات برفقة رئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج إلى الأردن عقب انتهاء زيارة كوشنر وغرينبلات، وتأتي هذه الزيارة أيضاً بالتزامن مع زيارة لنجل ولي العهد البريطاني الأمير وليام إلى الأردن ومن ثم إلى الأرض المحتلة للقاء زعماء كيان يهود وزعماء السلطة الفلسطينية.

إن هذه الجولات المكوكية واللقاءات المتزاحمة خير دليل على حجم التنافس الاستعماري وعلى مدى التآمر والتكالب على قضية فلسطين والاستعجال في تصفيتها من خلال ما يسمى بصفقة القرن.

وعقب اللقاء قال الرئيس الأميركي إن تقدماً كبيراً قد تحقق على صعيد إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في إشارة إلى ما يسمى بصفقة القرن، التي رفض الإفصاح عن موعد الإعلان عنها لدى سؤاله عن ذلك، وهو ما يؤكد أن أحد المواضيع الرئيسية لهذه الزيارة هي المؤامرة التي تحاك ضد أهل فلسطين، وما زيارة عبد الله إلا محاولة منه للتأثير في حل قضية فلسطين بما ينسجم مع السياسة الإنجليزية وجعل أمريكا تُغير وتُعدل في بنود الصفقة سيئة الذكر بما ينسجم مع تلك السياسة.

من جهته وصف ملك الأردن الرئيس الأميركي بأنه متواضع، وقال "إذا أخذ بقية العالم جزءاً من تواضعك وكياستك لكنّا في وضع أفضل بكثير" في تملق عجيب لشخص اشتهر بالتعجرف بين جميع دول ورؤساء العالم ولمن وقع قرار اعتبار القدس عاصمة أبدية لكيان يهود وأمر بنقل السفارة إليها!! والغرض من هذا التملق الذي وصفه ترامب "بأجمل إطراء تلقاه منذ فترة طويلة" محاولة استرضاء أمريكا ورئيسها المتعجرف للإبقاء على عبد الله في الحكم رغم عمالته لبريطانيا وسيره ضمن مخططاتها وعدم ممارسة مزيدا من الضغط عليه من خلال أدوات أمريكا وعلى رأسها الملك سلمان وابنه وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومن خلال تصعيد التوتر في الجنوب السوري، أي أن ما يهم عبد الله هو المحافظة على عرشه وليس الدفاع عن قضية فلسطين وأهلها.

إن النظام الأردني منذ أن تم إنشاؤه من قبل الإنجليز وهو ينفذ سياستهم ويخدم كيان يهود المحتل، فهو من سلم لهم الضفة الغربية على طبق من ذهب بأمر من سيدته بريطانيا في مسرحية هزلية، وهو من حمى الحدود خدمة ليهود خلال العقود المنصرمة وما زال يقوم بوظيفته إلى اليوم على أتم وجه! وكل ما يروج له من أنه يدافع عن قضية فلسطين وعن المقدسات هو كذب، والصحيح أن النظام الأردني يستخدم قضية فلسطين ووصايته المزعومة على المقدسات للدفاع عن وجوده كنظام عميل لبريطانيا، وهو مستعد لتقديم التنازلات في سبيل ذلك.

إنه لن ينقذ الأرض المباركة من هذا التكالب الاستعماري الشرس سوى تحريك الجيوش لتحريرها، فتتحول فلسطين من مسرح لتنافس المستعمرين وورقة تتنازعها أيدي اللاعبين وأصحاب المشاريع التصفوية إلى درة التاج في بلاد المسلمين مطهرة من رجس يهود لا يجرؤ أحد على التفكير بالاقتراب منها أو العدوان على أهلها.

27-6-2018