تعليق صحفي

رئيس السلطة الفلسطينية يتنقل بين العواصم لتصفية قضية فلسطين ودول العالم تسانده

عقد رئيس السلطة محمود عباس، لقاءً مع العاهل الاردني لبحث اخر التطورات على الساحة الفلسطينية عقب قرار الرئيس الامريكي بشان القدس. ووصل رئيس السلطة العاصمة الاردنية  قادما من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد مشاركته في القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي.

منذ أن صدر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الغاصب وجولات وصولات رئيس السلطة محمود عباس لا تكاد تهدأ فمن اسطنبول للمشاركة في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر الأزهر ومن ثم إلى بروكسل لحضور قمة دول الاتحاد الأوروبي وقبل أيام توجه إلى أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية ومنها توجه عائداً إلى الأردن للقاء الملك الأردني عبد الله الثاني.

والناظر إلى تلك الجولات المكوكية يدرك مدى استعجال السلطة ورئيسها لتصفية القضية بحسب المشروع الأمريكي (حل الدولتين) دون الخروج عنه قيد أنملة، فجميع تصريحات رئيس السلطة محمود عباس في تلك القمم والمؤتمرات كانت تدور حول المطالبة بإقامة دولة فلسطينية على حدود المحتل عام 1967م وتكون القدس الشرقية عاصمة لها مقابل التنازل للكيان الغاصب عن 80%من الأرض المباركة، والتفاخر بأن هذا الحل ولد من رحم الشرعية الدولية و قرارات الأمم المتحدة وكذلك التأكيد على التمسك بالخيار السلمي ونبذ العنف والإرهاب في مواجهة الاحتلال والاستعداد لمزيد من المفاوضات مع الكيان الغاصب برعاية دولية للوصول إلى الحل.

وفي المقابل يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كل مناسبة عن عزمه على تصفية القضية الفلسطينية ضمن ما يسمى بصفقة القرن ويتبجح باستمرار بالقرار الأخير القاضي باعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب، كما تبجح بذلك عقب وصوله إلى دافوس للمشاركة في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي المنعقد في سويسرا حيث صرح بأن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يسير أسرع من الجدول المحدد له، ونأمل أن يكون المبنى مفتوحا في العام المقبل".

والناظر إلى ما يحصل في العالم بعد قرار ترامب يجد أن دول العالم قد انقسمت إلى طرفين، الطرف الأول بقيادة أوروبا ومعها بعض الأنظمة العميلة الموجودة في بلاد المسلمين يدعم  تحركات رئيس السلطة ويسانده في المطالبة بتنفيذ المشروع الذي حمله وتبناه المشروع الأمريكي مشروع حل الدولتين ولكن مع التمسك بالنسخة القديمة للمشروع، وفريق يدعم الرئيس الأمريكي لتصفية القضية ضمن ما يسمى بصفقة القرن مشروع الدولتين بنسخته الحديثة والمعدلة أو تصفية القضية بأي طريقة تراها الولايات المتحدة مناسبة لذلك.

والمتعمق فيما يحصل يجد أن الطرفين متفقان على الجوهر وهو تصفية القضية الفلسطينية ضمن الرؤية الأمريكية ولكنهم يختلفون في الشكليات وفي آلية التنفيذ، وهنا مربط الفرس وفيه تكمن الخطورة أي في السعي الجاد والحثيث من قبل العملاء قبل الأسياد لتصفية القضية الفلسطينية بغض النظر عن اختلافهم في التفصيلات أو الآلية المتبعة لذلك.

ولكن من رحمة الله بهذه الأمة أن سخر لها رائدا لا يَكذب أهله حزبا تقيا نقيا واعيا على ما يحاك لها من مؤامرات وخدع، فمنذ أن قام حزب التحرير بيّن للأمة أن الحل الشرعي والجذري لقضية فلسطين يكون بتسير جيوش المسلمين لتحريرها واقتلاع الكيان الغاصب من جذوره، وبيّن أن القضية هي قضية وجود لا قضية حدود وأن كل من يحاول تحويل القضية إلى قضية حدود هو خائن ومتآمر وماكر لا يريد بالإسلام والمسلمين خيراً.

وقد كثف الحزب من جهوده التي لم تفتر يوماً بعد قرار الحاقد ترامب بتذكير الأمة بالحل الشرعي لقضية فلسطين وكيف يكون الرد على قرار المتعجرف الأحمق ترامب من خلال العمل الجاد والفوري لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على أنقاض الأنظمة العميلة المستبدة التي تحول دون تطبيق شرع الله ودون تحرك الجيوش لتحرير فلسطين من الكيان الغاصب وإرجاعها إلى حضن الأمة الإسلامية دولة تنسي ترامب وإدارته وساوس الشيطان.

وفي المقابل نجد الأنظمة العميلة في العالم الإسلامي والعربي ومعهم رجالات السلطة يستميتون ويتفانون للحيلولة دون نهضة الأمة ويصلون ليلهم بنهارهم خاصة بعد القرار الأخير لتصفية القضية الفلسطينية بأقصى سرعة ممكنة ضمن شِرعة الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية فمن مؤتمر إلى آخر ومن قمة إلى أختها ومن اجتماع إلى اجتماع فخابوا وخاب مسعاهم.

1/2/2018