6 من جمادي الثاني 1430 هـ                                                                                                              الرقم: ص / ب ن 13/009

 الموافق: 30/5/2009 م

بيان صحفي  أوباما يعِد الحكام والسلطة الفلسطينية ويمنيهم وما يعدهم هذا إلا غروراً
صرح الرئيس الأمريكي بعد لقائه رئيس السلطة الفلسطينية " أؤيد بقوة حلا يقوم على دولتين"، وقال بأنه كان "واضحاً جدا حول ضرورة وقف الاستيطان"، كما رفض أوباما الالتزام "بجدول زمني مصطنع"، وقال أوباما "أنه يجب على الفلسطينيين تحقيق مزيد من التقدم نحو تعزيز قواتهم الأمنية والحد من التحريض المعادي لإسرائيل الذي ينتشر في المدارس والمساجد". ونحن في حزب التحرير نرفض التدخل الأمريكي السافر والمهين في قضايا المسلمين، والإذعان الذي يبديه الحكام والسلطة، ونؤكد على ما يلي:

1-    بالرغم من عظم المصيبة التي يعدهم أوباما فإن الحكام والسلطة يصفقون لهذه الوع\ود التي مفادها تثبيت كيان يهود في حدود آمنة ومعترف بها لا من قِبل السلطة الفلسطينية وحدها بل من حكام العالم الإسلامي عامة، حيث قال أوباما أنه "على يقين بأن إسرائيل ستدرك أن حل الدولتين في مصلحة أمنها" وقالت كلينتون " إن قيام دولة فلسطينية يصب في مصلحة إسرائيل ... وأضافت نعتقد أن الجهود لإيجاد حل على أساس دولتين هي أفضل وسيلة لإسرائيل لضمان السلام والأمن اللذين تبحث عنهما وتستحقهما"، فهل لمثل هذا يصفق ذو عقل سليم؟.

2-    لقد تناسى هؤلاء المفرطون الوعود المتلاحقة الكاذبة من الإدارات الأمريكية، فقد وعدهم بوش بقيام دولة فلسطينية قبل عام 2009 إلا أنه ذهب مع الريح، وأوباما يعدهم فيصدقونه رغم التراجع في مستوى الوعود فهو رفض تحديد سقف زمني كما فعل سلفه، فإنه رغم تفاهة هذه الوعود وانحيازها إلى اليهود، إلاّ أن الإدارات الأمريكية لم تفِ بشيء منها، { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشيطان إِلاَّ غُرُوراً }.

3-    لقد تعودت الإدارات الأمريكية أن تتخذ من القضية الفلسطينية طعما للحكام المتخاذلين فتغرقهم بالوعود وهم يبادرون بالتنازلات السياسية وبتقديم العون العسكري واللوجستي والمالي للجيوش الأمريكية الغازية لبلاد المسلمين.

4-    إن أمة حية كأمة الإسلام عُرفت بالتضحيات والفتوحات ومواقف العزة لا تستحق حكاماً خذلوها وأسلموا قضاياها لأعدائها، بل تستحق حكاما يتسلمون زمام المبادرة ويقودون الأمة ليس فقط لتحرير كامل فلسطين وكافة بلاد المسلمين المحتلة، بل لتقف في وجه أمريكا التي أذاقت الأمة الويلات ولتعيد أمريكا إلى عزلتها كما كانت قبل أن تفتح أبواب جهنمها الرأسمالية على العالم، والأمة قادرة على فعل ذلك وخصوصا أن فيها حزب التحرير الذي يصل ليله بنهاره في العمل الجاد المخلص في الأمة ومعها من أجل إيجاد خليفة المسلمين الذي سيقودها لتحقيق ما يحييها في القريب العاجل بإذن الله.

(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)