السبت 20 ذو القعدة 1433هـ                                     9/10/2012م                              رقم الإصدار: ص/ ب ن -118/012

بيان صحفي

جرائم يهودية واقتحامات متتالية للأقصى،

فأين جيوش المسلمين من تدنيس مسرى رسولهم؟!

 

           توالت منذ الثلاثاء الماضي وحتى الخميس اقتحامات العصابات اليهودية للمسجد الأقصى، وتبعها يوم أمس الجمعة اقتحام قوات الاحتلال اليهودي للمسجد وإطلاقها الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على المصلين، ما أوقع إصابات في أوساطهم. تأتي هذه الأحداث لتؤكد الطبيعة الإجرامية ليهود وكيانهم الباطل، وتفضح خنوع الأنظمة في العالم الإسلامي، وخاصة الأنظمة العربية، البائدة منها والمتجددة بعد الثورات، التي تصمت صمت القبور، ولا تحرك جيوشها إلا لقتل أبناء الأمة تحت شعار مكافحة الإرهاب ولحماية الأنظمة من السقوط تحت أقدام الثائرين من أبناء الأمة، ويتكرر مرور الجريمة دون رد فعلي من قبل حكام وجيوش المسلمين، لاسيما أولئك الذين يتغنون بالقدس والأقصى ويزعمون رعايته، بينما يكتفون بمشاهدة العُزّل من المرابطين وهم يذودون عن المسجد الأقصى بأيديهم وصدورهم العارية.

          إن مشاهد هؤلاء المجرمين من اليهود وجيشهم الوحشي يصولون ويجولون في المسجد الأقصى لتستفز كل مؤمن غيور على ثالث الحرمين وأولى القبلتين، وهي مشاهد جديرة بأن تدفع أهل القوة من المسلمين لأن يتحركوا ويحركوا الجيوش التي يقودونها لتخليص هذا المسجد وكل فلسطين من براثن يهود، وإن الجنود الأحرار من أبناء الأمة لا يمكن أن يستمرئوا الاعتداءات، ولا يمكن أن يصبح مشهدها مألوفاً لديهم.

          إن تكرار هذه الاعتداءات مع عدم الرد عليها يفضح زيف دعاوى أولئك الذين يزعمون الحرص بالقدس، والقدس منهم براء، وأولئك الذين بعثوا دبلوماسييهم وسياسييهم لزيارة المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال بزعم دعمه والحفاظ على هويته، فها هو المسجد يتعرض للاعتداءات اليومية، وتنقضُ يهود أساساته لتؤدي به إلى الانهيار، فماذا أنتم صانعون يا من تدّعون الحمية لفلسطين والأقصى؟!

          كما أن هذه الاعتداءات المتكررة تفضح السلطة الفلسطينية التي تنشغل بتوافه الأعمال وسخيف الأقوال، وتتلهى بسعيها المحموم للحصول على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، بينما تصوّر ذلك السخف السياسي والألهيات التضليلية على أنها "إنجازات"، فتشغل بها الرأي العام وتصرفه عن الانشغال بهمّ الأقصى والقدس وتحرير فلسطين، بل تزيد فوق جرائم التضليل السياسي جريمة حمايتها لكيان يهود المجرم ولقطعان مستوطنيه.

          إن الرد الحقيقي على تلك الاعتداءات وعلى ما سبقها من جرائم الاحتلال المجرم لا يكون إلا عبر أصوات المدافع وأزيز الرصاص والصواريخ لتلقين يهود درساً ينسيهم وساوس الشيطان، ولاستئصال كيانهم، ردا تشرّد به الأمة من خلفهم، ويجعل يهود عبرة لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على مقدسات المسلمين ودمائهم وأعراضهم، حتى يقال لهؤلاء المجرمين وأمثالهم: والله لا تروع بكم امرأة مسلمة قط، ولا تنتهك حرمة مسجد بعد اليوم. ولن يكون ذلك إلا بأيدٍ متوضئة، وسيتم ذلك بإذن الله تحت إمرة أمير المؤمنين وتحت راية العُقاب في ظل خلافة المسلمين الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي أظلّ زمانها وآن أوانها. وإنا لنرى ذلك قريباً بإذن الله.

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)