بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

حقيقة السلطة الفلسطينية كما يراها أحد قيادات حركة فتح وكما هي في الواقع

الخبر:

قال حسام خضر، القيادي في حركة "فتح" لـ "عربي 21": "إن السلطة الفلسطينية التي جاءت نتاج اتفاقيات "أوسلو" مجرد مشروع اقتصادي أمني يستفيد منه 5% من قيادات منظمة التحرير، ومشروع أمني يخدم سائر "الإسرائيليين"، وأضاف: "لقد تم إلحاق المؤسسة الأمنية الفلسطينية تماماً بالمؤسسة الإسرائيلية، حيث أن هذا الإلحاق تم في اتجاه واحد"، منوهاً إلى أنه: "من حق المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) الحصول على كل المعلومات التي تريدها من أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية، في حين أن هذه الأجهزة ليس بإمكانها الحصول على أية معلومات من "إسرائيل".

واعتبر خضر أن: "إطلاق مصطلح "تنسيق" على العلاقة بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية "تضليل"، معتبراً: "أن ما يجري هو عملية تعاون وإلحاق كامل".

وأكد خضر أن: "المفاوضات لن تفضي إلى أي دولة حقيقية"، مشيراً إلى أن: "اتفاقيات أوسلو جعلت السلطة الفلسطينية مجرد جنين ينمو في رحم إسرائيل ويعتمد عليها بالكامل في كل شيء"، ونوّه خضر إلى أن: "اتفاقية أوسلو أفقدت الفلسطينيين كل أوراق القوة على كل الصعد".

التعليق:

إن تصريحات حسام خضر هذه تؤكد على حقيقة أنه لم يعد أحد من الذين يملكون شيئاً من النزاهة داخل حركة فتح يقتنع بهذه السلطة الذليلة الملحقة بكيان يهود أمنياً، والتابعة لوزارة الخارجية الأمريكية سياسياً، والمرتبطة بالاتحاد الأوروبي اقتصادياً.

ولعلّ من الضروري لكي يُدْرَك واقع السلطة بعمق أن نُضيف إلى ما صرّح به خضر بعض النقاط المهمة فنقول:

إنّ السلطة - ومن قبلها المنظمة - ما وجدتا في الواقع إلا من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتسليم معظم فلسطين لليهود - وهو ما حصل في أوسلو فعلياً - ، وبالتالي قطع بقية الأمل المتبقي عند الفلسطينيين نهائياً بتحرير فلسطين، وكذلك قطع الطريق على العرب والمسلمين أن يأخذوا مهمة التحرير على عاتقهم بحجة أنّ القضية الفلسطينية قضية وطنية تخص الفلسطينيين فقط ولا علاقة لها بغير أهل فلسطين.

إنّ السلطة جزء لا يتجزأ من النظام العربي الرسمي المهترئ فهي عضو في الجامعة العربية وما ينطبق على الدول العربية الفاشلة من مؤامرات وخيانات ينطبق عليها.

لقد بات واضحاً لدى غالبية الناس أنّ التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال لا يعني إلا ملاحقة واعتقال وتسليم المقاومين والمجاهدين للشاباك، أو تمكين القوات اليهودية من تصفيتهم كما حدث مؤخراً مع الشهيد حمزة ابن الأسير جمال أبو الهيجا.

لقد صار من أهم وظائف السلطة في هذه الأيام محاربة الإسلام والمسلمين، ومنع حملة الدعوة من القيام بواجبهم في المساجد وفي غير المساجد، ولا أدل على ذلك من قيام أجهزتها الأمنية القمعية باقتحام المساجد بكل وحشية وهمجية، والاعتداء على حملة الدعوة وعلى المصلين، وشتم الذات الإلهية، وتمجيد أصنام الجاهلية كما قال أحدهم قبّحه الله (أعل هبل) داخل مسجد البيرة الكبير الأسبوع الماضي وذلك على مرأى ومسمع جميع الحاضرين.

أمّا من الناحية الاقتصادية فقد عطّلت السلطة كل المشاريع الاقتصادية المنتجة، وفرّغت الأراضي الزراعية من المزارعين تمهيداً لاستيلاء اليهود عليها وذلك بتقليصها للقطاع الزراعي من 18% إلى 1,5% فقط - وفقاً لإحصائيات السلطة نفسها -، وهو ما جرى - وما زال يجري بالفعل - منذ أن جيء بالسلطة إلى المناطق المحتلة، وأغرقت السلطة موظفيها بالقروض الربوية، وملأت جيوب الفاسدين بالأموال المنهوبة، وحوّلت بعض القادرين على العمل إلى عمّال في المستوطنات، وساهمت في حصار مليوني فلسطيني في غزة، وهكذا فبسببها عمّ الفقر بين الناس، وتفشت البطالة بين الشباب، وتحولت حياة الفلسطينيين إلى ضنك وشقاء.

والخلاصة أنّ السلطة التي يُفترض بها أن تعمل على حماية الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، وإنعاش الاقتصاد، قد تحولت بالفعل إلى أداة قمع وفساد وإفساد، وهي بذلك قد أصبحت عدواً حقيقياً لأهل فلسطين لا يقل شراسة عن العدو اليهودي نفسه.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو حمزة الخطواني

 16 من جمادى الثانية 1435

الموافق 2014/04/16م

للمزيد من التفاصيل