التاريخ الهجري  20 من محرم 1435                                              رقم الإصدار:1435هـ/ 003

       التاريخ الميلادي   2013/11/23م

بيان صحفي

سياسيو الولايات المتحدة يستخدمون شعار حقوق المرأة الأفغانية من جديد مطية ومبررا لاستمرار احتلالهم البلاد

(مترجم)

ذكرت وسائل الإعلام كالأسوشيتد برس والايه بي سي نيوز في 18 من تشرين الثاني 2013 أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وسلفه، هيلاري كلينتون، قد صرحا بأن أفغانستان وصلت إلى نقطة تحول من شأنها أن تكون حاسمة في الحفاظ على التقدم الذي أحرزته المرأة خلال العقد الماضي. وذكرت كلينتون أن "المكاسب التي تم تحقيقها بعد جهد جهيد مكنت النساء والأطفال من الحصول على المتعة والترفيه"، بينما علق كيري مبينا أن "النساء والفتيات الأفغانيات قد حققن تقدما كبيرا منذ عام 2001، وازدادت فرص حصولهن على التعليم والرعاية الصحية".

ومن المفارقات المثيرة للسخرية أن هذا الخبر تمت تغطيته في اليوم ذاته الذي قتل فيه سبعة من تلاميذ المدارس في انفجار قنبلة على جانب الطريق في إقليم بكتيكا في أفغانستان. وقد عقب الساسة الأمريكان أيضا بأن الولايات المتحدة لا بد وأن تبقى قوة فاعلة تحارب لأجل حقوق النساء في البلاد، كما حذروا من خطورة انسحاب القوات الأمريكية عام 2014. إن هذه التصريحات من هؤلاء الساسة تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إقناع الرأي العام الأفغاني بضرورة إبقاء بعض القوات المقاتلة في البلاد ما بعد الانسحاب.

 

وقد تم استغلال قضية حقوق المرأة كمدخل لتبرير غزو البلاد في 2001 وها هم الآن يكررون الأمر ذاته ويعيدون استغلال القضية ذاتها بطريقة مثيرة للسخرية عبر إثارة الرعب والخوف بهدف مواصلة السياسة الاستعمارية الأمريكية في المنطقة. غير أن الحقيقة الواضحة التي تعيشها نساء وأطفال أفغانستان اليوم تشكل دليلاً دامغًا على أن 12 عاما من الاحتلال الغربي لم تجلب لهم إلا الموت والفقر المدقع وانعدام الأمن. فمنذ 2001، تعرض عشرات الآلاف من نساء وأطفال أفغانستان للقتل، أو الإصابة، أو التشريد من منازلهم.

وقد ذكرت الأمم المتحدة أن الوفيات والإصابات في صفوف النساء والأطفال وحدهم والناجمة عن وضع عبوات ناسفة قد ارتفع بنسبة 38% خلال النصف الأول من عام 2013. إضافة إلى ذلك، تموت امرأة كل ساعتين في البلاد أثناء الولادة بسبب أنظمة الرعاية الصحية التي يرثى لها، كما تبلغ نسبة التعليم بين الإناث ومحو الأمية 14% فقط. هذا فضلا عما تواجهه المرأة الأفغانية في مجتمع مليء بالفوضى مع مستويات متنامية من الخطف والعنف والاغتصاب. مصحوبا بمستوى محبط من الفقر وفوقه ممارسات بعيدة عن أحكام الإسلام كتزويج النساء قسرا. وما كانت هذه الأمور لتزدهر وتتنامى لولا حكومة العميل كرزاي المدعومة من الغرب والتي في ظلها ارتفعت نسبة الاكتئاب ومحاولات الانتحار بين النساء والفتيات. فهل هذا هو التقدم والمكاسب التي تم تحقيقها على حد زعمهم بعد جهد جهيد، ثم هل هذا هو التمكين للمرأة الذي تحدث عنه كيري وصرحت به كلينتون؟!!

 

إن هذا كله هو الإرث الحقيقي لما يزيد عن عقد من السياسات الاستعمارية الغربية في أفغانستان. فهل يُتوقع حقا أن يتحمل أطفال ونساء أفغانستان العيش عاما آخر في ظل هذا الكابوس الذي تسبب به استمرار التدخل الغربي في البلاد بما فيه من استمرار نظامٍ ظالمٍ موجّهٍ من قبل الغرب في حكمهم يطبق نظاما سياسيا علمانيا فاشلا على أراضيهم؟ إن المرأة في أفغانستان لا تحتاج إلى اتفاق أمني خائن آخر مع الأمريكيين من شأنه أن يبقي سفك الدماء وعدم الاستقرار في البلاد. إنهن يحتجن بحق إلى نظام يحميهن، يحمي حياتهن، ويذود عن كرامتهن وعفتهن وممتلكاتهن، نظامٍ يوفر لهن أمنًا ماديًّا، ومأوى، ورعاية صحية ذات كفاية ومرافق تعليم مجانية.

ولا يمكن أن يوجد مثل هذا النظام إلا إن كان نظاما من عند الله، متمثلا بالخلافة التي من واجبها طرد كل القوى الاستعمارية من أراضيها، كما أنها ملزمة بتوفير الحاجات الأساسية لرعاياها، وضمان أن ثروات العالم الإسلامي مستغلة في تحقيق الرفاهية ومستوى العيش الجيد لمن يعيشون تحت حكمها. كل هذا إلى جانب تطبيق النظام الاجتماعي الإسلامي ونظام الحكم والقضاء في الإسلام؛ ما سيوفر صونًا لكرامة النساء وحقوقهن، مع فرض عقوبات قاسية على كل من تسول له نفسه الاعتداء على النساء أو انتهاك أعراضهن.

وإننا ندعو النساء في أفغانستان لرفض وجود القوات الغربية على أراضيهن، وكذلك النظام العلماني المفروض من الغرب وكل أشكال التدخل الغربي في شؤونهن. بل إننا ندعوكن للعمل مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة على أرض بلادكن والتي هي فعلا وحقا المفتاح الذي سيوفر الحماية والأمن لكنّ ومستقبلا كريما.

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل