التاريخ الهجري             27من جمادى الثانية 1434                                                                     رقم الإصدار   I-SY-119-10-026

التاريخ الميلادي           2013/05/07م

 

أيها الثائرون في شام الإسلام:

اكتملت حلقات المؤامرة لإنقاذ السفاح ونظامه، فأمريكا وروسيا تريدان فرض إرادتهما عليكم بجركم

للاعتراف ببقاء نظام القتل والتدمير من خلال جلوس معارضة الخيانة والعار مع نظامه لإنقاذه

ولإجهاض ثورتكم وضياع دماء شهدائكم!

بعد أن التقى اليوم وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كيري في موسكو مع وزير خارجية روسيا لافروف في اجتماع وُصف بأنه "ماراتوني" امتد لأربع ساعات لبحث ما أسمياه "الأزمة السورية"، خرجا وهما يظهر عليها الانفراج والارتياح بل وحتى الانسجام الكبير من خلال الهمسات المطوّلة التي قاما بها فيما بينهما دون اهتمام بكاميرات تنقل صورهما لكل العالم، وأعلنا في مؤتمر صحفي عن اتفاقهما على عقد اجتماع بنهاية هذا الشهر، أيار 2013، يضم ممثلين عن المعارضة السورية وممثلين عن نظام بشار الأسد، يكون أساس هذا الاجتماع هو اتفاق جنيف الذي تم في حزيران 2012 والذي ذكر آنذاك أن الحل هو حل سياسي فقط دون التعرض لقضية تنحي بشار أو محاكمته أو محاسبة أعضاء نظامه المجرمين القتلة، وهذا ما فسره لافروف آنذاك بأنه اتفاق مع أمريكا حول بقاء الأسد وتشكيل حكومة مشتركة مع المعارضة تقوم بإصلاحات وتفتح الباب للتعددية. والغريب في هذا التفاهم تأكيد لافروف اليوم أنه إذا فاز معارضو النظام فإن سوريا ستتفتت، واصفا المعارضة السورية بـ"مجموعة متطرفين". بينما قال كيري أن "بديل الحل السياسي هو تفتيت سوريا".

أيها المسلمون في ثورة الشام الأبية: أمن أجل هذا سالت الدماء وانتُهكت الأعراض وتشردت الملايين ودمرت المدن؟ أم أن الإرادة الدولية التي بقيت عقوداً تتحكم بنواصينا وبمقدراتنا وبثرواتنا وببلادنا هي التي ما زالت تقرر وتأمر وتنهي؟ أفلا خلاص لنا من هؤلاء المجرمين سواء في النظام أم في البيت الأبيض؟ لقد جربوا معنا كل أنواع الإجرام، سواء عبر أسلحة روسيا أم بحمم إيران أم بنار حزب الله، ورأينا غدر حكام المسلمين بنا وبالمهجرين منا سواء في الأردن أم في لبنان أم في العراق أم في تركيا، وشاهدنا بأمهات أعيننا خذلان أنظمة ثورات الربيع العربي لثورة الشام المحسوبة عليهم، وعلى رأسهم حكام مصر المرتمون في أحضان قاتلينا!

أيها الثائرون الصادقون في شام النصر: عندما خرجتم لإسقاط النظام أعلنتموها أنها لله وحده وأن "الشهادة مطلبنا" وكانت الصيحات في شوارع الشام طولاً وعرضاً "عالجنة رايحين شهداء بالملايين" بل إن كل شهيد سقط كانت أنفاسه الأخيرة توصيكم بأن "تابعوا المشوار حتى النصر". أفبعد كل ما بذله أهل الشام وبعد ثبات أكثر من عامين، أترضون الدنية في دينكم، وتسكتون على خونة مأجورين علمانيين لا يعرفون من الإسلام غير البسملة والسلام ختام، أن يمثلوكم ويجلسوا مع المجرم ومع أذنابه في ظله وفي حكمه وبشروطه؟ لا نامت أعين الجبناء.

إن حزب التحرير يحذركم من الخضوع لأمريكا وخطها الأمامي روسيا، ففي ذلك الذل كل الذل، والهوان كل الهوان، فقفوا في وجههما وقفة صلبة، وأحبطوا مشاريعهما، واعملوا بجد وصدق وإخلاص لإقامة الخلافة الراشدة التي فيها عزكم وذل عدوكم... وإن حزب التحرير منذ أن حمل هذه الدعوة المباركة وهو يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، وهو ماض في طريقه لتحقيق ما قام من أجله بإذن الله، فهنيئاً لمن استمر ثابتاً على الحق، والخزي والعار لمن رضي بما تريده أمريكا والمعارضة والخونة. (( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ((.

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

المهندس هشام البابا

للمزيد من التفاصيل