بسم الله الرحمن الرحيم

كنتم أول من خلع الظالمين.. فكونوا أول من يقيمون الدين

 

لقد كانت إرادة الله أن يكون أهالي سيدي بوزيد سباقين إلى اختراق حالة الخوف والرعب التي وضع النظام السابق عموم البلاد فيها، وبدا منهم عناد وإصرار قلّ نظيره تنامى في البلاد فأصبح مدّا عارما في كل أرجائها.. وحدث ما حدث وانخلع الطاغية وانفتحت الثغرة "وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون"، ورغم محاولات الالتفاف من المهزومين والعملاء فقد جدّدتم، يا أهلنا الأعزاء، العزم واستأنفتم الجهد وتسلّحتم باليقظة.. فكان اللقاء بيننا وبينكم في تحقيق الواجب الأهم والأعلى:

1) إزالة الطاغوت بعد الطاغية، أي الحكم بغير ما أنزل الله؛ لأن أصل البلاء هو فصل الدين عن الحياة، فالحكم بغير ما أنزل الله هو عين الكفر والفسق والظلم كما بيّن رب العالمين.

2) دحر العملاء المندسين في مفاصل الحكم والحياة والإدارة الذين يسعون إلى الانحراف بإرادة النّاس لتكون خادمة للدول الكبرى مهما كان العنوان الزائف الذي يتعللون به.

3) خلق أجواء إسلامية ترفع الهمة وتحفز الأمل لتكون هذه الثورة مقدمة لثورة إسلامية كبرى تعز الإسلام وأهله؛ فتعيد وحدة البلاد الإسلامية ليكون عرضها واحدا وثرواتها واحدة وحربها وسلمها واحدة، ولتحقيق الحياة الطيبة والعيش العزيز.

يا أهلنا في تونس: جرت العادة أن الغرب وعملاءه يلتفون على أي مكسب شريف لهذه الأمة وينغصونه لينقلب من نعمة إلى نقمة من خلال انعدام الوعي والإخلاص، وها هم الآن متكالبون للدفاع والتمكين لفكرهم ومصالحهم ورجالاتهم.. يريدون أن يجعلوا من هذه الثورة الطيبة مرحلة جديدة لانتكاسة واستعمار جديد.

يا أهلنا في تونس: هل تقبلون إعطاء أعراضكم وأموالكم وأرزاقكم ومصالحكم وتعليم أبنائكم وتربيتهم ومستقبلهم وثروات بلدانكم وسائر عباداتكم.. هل تقبلون إعطاءها للقوانين الوضعية لتعبث بكم وبأمتكم وبدينكم وتقر فيكم الفاحشة والباطل وما يغضب الله ورسوله ويعلن الحرب عليهما؟

يا أهلنا في تونس: هل تعطون قيادتكم لأشخاص درّبهم الغرب ووعدهم ووعدوه ورضي عنهم ورضوا عنه وهم رويبضات لا يقدرون على تسيير منجم واحد في البلاد، فما بالك ببلد يطلب العزة.. لا يقدرون على إحصاء ثروات البلاد، فما بالك بحسن القيام عليها وحسن توزيعها.. والكثير منهم لا يعرف من دينكم حتى أركانه وبديهياته، فما بالك بأحكامه العظيمة.. والكثير منهم من الساخرين الهازئين بالأمة وتاريخها ودينها.

يا أهلنا في تونس: أقيموا دينكم عزيزا، عقيدة وشريعة، لتكتشفوا ما في هذا الدين من كنوز وعظمة، وما في أبناء هذه الأمة من طاقات ذكاء وتقوى، ولتكتشفوا ما في بلادكم من ثروات هائلة وكنوز لا تكاد تنفد.. لتكتشفوا ما في بشائر رسولكم الأكرم من وعود بالخير والوحدة والعزة.. لتكتشفوا كم جوّعوكم وأنتم الأغنياء.. كم أذلوكم وأنتم الأعزاء.. كم شتّتوكم وأنتم الأمة الواحدة الموحدة.. وكم جهّلوكم جهلا وجهالة وجاهلية وأنتم أمة (اقرأ).

يا أهلنا في تونس: إخواننا.. كونوا معنا على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم متقيدين بالإسلام عاملين للتمهيد والتأسيس لدولة الإسلام.. دولة الخلافة على منهاج النبوة التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من أيامنا على قرب وكثب ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) حديث نبوي.. و حزب التحرير يعمل في العالم كله وبلاد الإسلام خاصة للقيام بالفرض وتحقيق البشارة بإذن الله...

يا أهلنا في تونس: آتاكم الله الفرصة واسعة فلا تضيقوها.. آَتاكم الله الأمر ممكنا فلا تهدروه.

قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".

     

21 من محرم 1433                                                                            الموافق 2011/12/18م

  حزب التحرير 

    تونس 

للمزيد من التفاصيل